عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-08, 21:26 رقم المشاركة : 1
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

c5 رواية «الإخوة كارامازوف» للأديب الروسي فيودور دوستويفسكي




رواية «الإخوة كارامازوف» للأديب الروسي فيودور دوستويفسكي




الرواية عمل أدبي فني كامل، ونص أدبي حين نضعه في خانة التراث الإنساني، من ضمن الأعمال الإنسانية الخالدة مثل كوميديا دانتي و«الفردوس المفقود» لملتون وتراجيديات شكسبير و«الحرب والسلم» لتولستوي.

عالجت «الإخوة كارامازوف» كثيراً من القضايا التى تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين، في مصائر متقاطعة للشخصيات ومُشتركات إنسانية في الحياة.

منذ إصدارها، رحب جميع المفكرين في أنحاء العالم بهذا العمل؛ كسيجموند فرويد، وألبرت إينشتاين، ومارتن هايدجر، وبينيدكت السادس عشر باعتبارها رواية من الإنجازات الكبرى في الأدب العالمي.

وصية أدبية

كانت «الإخوة كارامازوف» آخر عمل كبير خطّه قلم دوستويفسكي قبل رحيله في أوائل الشهر الثاني من العام 1881، أي بعد أسابيع قليلة من نشر آخر فصول الرواية في مجلة «الرسول الروسي»، وكانت أشبه بوصية أدبية وانسانية لهذا الكاتب، وأكثر من هذا تكثيفاً لكل أدبه وملخصاً لكل الأفكار التي دارت في رأسه حول الإنسان والدين والإيمان، والخير والشر.

كل أدب تيودور دوستويفسكي منذ البدايات وحتى «الإخوة كارامازوف» موجود في تلك الرواية الأخيرة، بقلقه وأسئلته وحنانه وقسوته، ودقة تصويره للصراعات لدى الانسان، ناهيك بعمق تصويره للعلاقات البشرية، ليس كما كانت تتجلى في زمنه، بل كما تتجلى منذ فجر البشرية.

تقاطع مصائر

الناقد الروسي ألكسندر سولدفييف، حين كتب في تقديم لإحدى طبعات هذه الرواية قال: «لقد أعطانا دوستويفسكي في رواية (الإخوة كارامازوف) خلاصة أدبه وفنه.

ففي هذه الرواية نجد التعارض الذي رأيناه في رواية (المراهق بين الأب والابن)، ونجد الصراع الذي رأيناه في رواية (الشياطين بين الإيمان والكفر)، ونجد هيكل ما رأيناه في رواية (الأبله) من شخوص ومن تنافس بين غريمين: وقد كان اسم اليوشا في مسودة (الإخوة كارامازوف)، في (الأبله) وجروشنكا في الرواية تذكر بآناستازيا في (الأبله) أيضاً.

أما ديمتري فيكاد يكون راسكولنيكوف في (الجريمة والعقاب)، وسمردياكوف هو هو فومافومتش في (قرية ستيباتتشيكوفو)، والمشكلة المطروحة في حلم المفتش الكبير في (الإخوة كارامازوف) هي نفسها المطروحة في قصة (الجارة) التي كتبها دوستويفسكي في مطلع شبابه». فيما اعترف الفيلوسوف الألماني المعروف فريدريك نيتشه أن دوستويفسكي كان بالنسبة له السيكولوجي الوحيد الجدير بأن يتعلم منه.

شخصيات مُتعددة


تبدأ الرواية بفصل قصة أسرة صغيرة بمدينة بالأرياف؛ الأب فيودور المتصابي الفظ الكاذب المهرج، والشهواني، الجانب الشيطاني من الإنسانية ينجب من زوجته الأولى والتي تفوقه قوة، ابنه ديمتري الشيزوفرينيا الإنسانية في أبلغ وصف لها، شموخ الضباط، وتصابي العشاق، جموح الرجل.

وتعنت الطفل، ثم يرزق الأب من زوجته الثانية الهستيرية بطفلين؛ ايفان الفيلسوف المثقف الوجودي الواثق المتشكك القريب البعيد، والثالث الكسي «ايليوشا»؛ البراءة والطيبة والجمال المتمثل في الحب، النار التي تضيء المكان وتجلب إليها باقي الشخصيات.

ثم أخيرا سميردياكوف الابن غير الشرعي للأب من متشردة مجنونة والمصاب بالصرع، استخدمه دوستويفسكي كمرآة تكشف ذوات باقي الشخصيات وتعريهم أمام أنفسهم، الإبرة التي تثقب مثاليتهم وتظهر الكاريكاتير المشوه لدواخلهم.

وبين أطراف هذه الشخصيات الرجالية تظهر غروسشنكا المرأة العاهرة في نظر البعض والملاك في نظر الآخرين، والكل في النهاية يتصارع لنيل رضاها وينتهي هذا الصراع بجريمة قتل يذهب الأب ضحيتها ويتهم بالجريمة ديمتري الابن الأكبر.

ويعلل هذا الاتهام بالباعث وهو حرمانه من الإرث ومحاولة أبيه أن يخطف حبيبته ويفهم من سياق الرواية أن القاتل قد يكون أيضا سميردياكوف لكن المحاكمة تنتهي بنهايتها الواقعية ويترك الحكم الفعلي للقدر وللقارئ.

صراع اجتماعي

أبطال الرواية من عائلة واحدة: الأب العجوز فيدور بافلوفتش كارامازوف، عجوز فاجر وسافل، غاية آماله أن يعيش لأطول فترة ممكنة حتى يعربد ويفسق دون وجود أي رادع يستطيع إيقافه، أنجب ثلاثة أبناء من زوجتين لم يقم بتنشئتهم وتربيتهم، أما الابن الأكبر ديمتري، فهو شهواني مثل أبيه، تقوم بينه وبين أبيه نزاعات مالية حول إرث الابن من أموال والدته، ثم يدور بينهم صراع اجتماعي قاسٍ وعنيف حول امرأة يتنافسون عليها.

والابن الثاني إيفان كارامازوف، وهو مفكر عتيد وملحد، يفضل الدخول في نقاشات فلسفية حول الدين والأخلاق مع أخيه الصغير، أصغر أبناء كارامازوف، ويدعى أليوشا، الذي هو النقيض لإيفان.





التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس