نتابع

امتلأت الصالة بالضيوف
أصوات تعالت بالقهقهات وتبادل الحديث

جلس القاسم في زاوية يتأمل هذا الجمع الذي في نظره ليس إلا فوضى من البشر لا معنى لها
أشاح بنظره كي لا يرى أمه وهي تمازح أحمد ابن خالته ذو السبع سنوات ,,,
إنها مكانته عند أمه التي لا يريد أن يأخذها غيره ..

في الجانب الآخر من الصالة سمية ذات الست سنوات , فتاة بعينان زرقاوان
وشعر أشقر .. مربوط بشريط وردي ..
جالسة هادئة كأنها سندريلا بفستانها الوردي المنفوش
وحذائها الأبيض المرصّع بالخرز

- سمية أتريدين كعكة الشوكولا أم بالفراولة
- لا شكرا خالة أريد عصيرا فقط ..

وعلى الكنبة المجاورة يجلس محمد وبدر وهاني
يتأملون قطة تطل من تحت الطاولة , همس بدر :

- لا أحب القطط
فرد هاني :
- اكرهها , مرة وجدت قطة في الحديقة فضربتها بالمكنسة إلى أن أخرجتها للشارع

قال القاسم متجهما يحدث نفسه :
لماذا يكرهون القطط ؟ إنها لطيفة وتلحس فروها وتأكل في صحنها وتنام في سلتها وأحيانا على سريري
لماذا ضربها هاني ؟! أنا أكره هاني وإذا ضرب قطتي سأضربه بالعصا ..

حاول القاسم الإقتراب من الطاولة كي يمسك بالقطة سوزي ليذهب بها لغرفته
لكن هاني أخافها فخرجت تركض , لحِق بها القاسم لفـ م يجدها فزاد غضبه ...

عاد وانزوى في ركن الممشى
فيما أمه مشغولة بتقديم الشاي للحضور
مرت بجانبه في طريقها للمطبخ

- ماما .. لم أجد سوزي فقد أخافها ذلك الولد الشرير
- شششت .. حتى لا يسمعك .. عيب لا نقول للضيف شرير
- حااضر

- ماما .. لماذا أتوا الضيوف عندنا أنا لا أحب الضيوف
- اسكت يا ولدي لا نقول هكذا , يجب أن نرحب بالضيوف ونقدم لهم الحلوى

- ولماذا نقدم لهم حلوتنا أليس في بيتهم حلوى ؟

- اسمعني يا ولدي عندما يأتي عندنا الناس هذا معناه أنهم يحبوننا
وعندما نذهب نحن لزيارتهم هذا يعني أننا نحبهم
نحن نعيش في هذه الحياة كي نحب الناس ويحبوننا
لأننا نحتاجهم ويحتاجوننا ,, ونساعدهم ويساعدوننا
إنهم أصدقاؤنا يا ولدي
أليس لديك أنت أصدقاء ؟

- لا ....
- أليس مهدي وزكريا ووجدان ونور أصدقاؤك ؟
فأنا أراك تلعب معهم في الروضة

- ليسوا اصدقائي بل يجلسون معي في الفصل أمام مدرّسنا
وأحيانا يأخذون مني أغراضي ولا يرجعونها لي

- هل يأخذونها منك غصبا أو يطلبونها منك ؟
- بل يأخذونها غصبا عني

- أنا أكره زكريا ونور

- ولدي .. سوف نتم حديثنا لاحقا يجب أن أعود للضيوف حتى لا يغضبوا منا
- وأريدك أن تحكي لي سبب كراهيتك لزكريا ونور
- لأنهما يصرخان كثيرا ولا يقولان شكرا ويرميان بقايا الساندويتش على طاولتي

- أحقا !! سنناقش هذا بعد خروج الضيوف .. انت القاسم الحلو الجميل ابو فروة





لنا تتمة مع يوميات القاسم

.