نتابع فضول القاسم


جلس الصغير أمام التلفاز بوجه عبوس
ينظر للشاشة تارة ويسترق النظر في اتجاه غرفة المعيشة تارة أخرى
بيده الكرة التي يعشقها منذ سنته الأولى

وقف بخفة وبركلة متزنة صوب الكرة باتجاه الزاوية
ربما هذه الركلة تفريغ لشحنة الغضب الذي بداخله
ففي لحظات الغضب يمكننا أن نتنكّر حتى لأحب الأشياء لدينا

ذهب الصغير باتجاه النافذة
مدّ يده لفتحها لكن الأمر استعصى عليه

- خالة مليكة , تعالي افتحي النافذة لو سمحتِ
- حاضر انتظر حتى أنتهي من ترتيب الأواني
- اوووف
- ماما ... تعالي افتحي النافذة أريد أن أرى الشمس
- أي شمس يا ولدي نحن في الليل
- ومتى ستأتي الشمس ؟
- في الصباح
- ومتى يأتي الصباح
- عندما ننام ونستيقظ
- ننام !! أنا لا أريد أن أنام , ااووف .. كل يوم ننام !!

جلس على الكنبة متجهما وكأنه يفكر في شيء ما

- ماما .. لماذا ننام كل يوم ؟
- يا صغيري الفضولي , في النهار نتكلم ونفكر ونلعب ونعمل ونأكل ونذهب للمدرسة ونعود ...
هذا مجهود كبير يقدمه لنا العقل والجسم
في الليل لابد أن ننام ليرتاح العقل كي يستطيع التفكير عندما نستيقظ
ويجب أن ينام جسمنا أيضا كي يعمل في الغد أعماله المعتادة

هل فهمت يا ولدي ؟

- نعم فهمت .... هل الحيوانات تنام أيضا ؟

_ نعم تنام ... كل شيء خلقه الله ينام حتى الورود التي زرعناها في الحديقة تنام في الليل
ألا تراها كيف تغمض عينيها ..

- ماما .. وهل الورود والحيوانات تفكّر وتعمل مثلنا ؟

يااا للهول .. من أين آتي له بالجواب القريب لعقلية هذا الولد اللحوح >> قالت الأم في نفسها

- نعم يا ولدي حتى الوردة تفكر والحيوانات تفكر
- ماما ... في ماذا تفكر ؟

يااا مثبت العقل سوف يطير برج من نافوخي ,
عندما كنت في مثل سنه أعترف أنني كنت بهيمة >> تقول بصوت غير مسموع

ماما .. ماذا يعني بهيمة ؟

يا للكارثة لقد سمعني >> ممسكة برأسها
وأنا أقول لماذا لديه أذنان كأذني الفيل ؟!!


تابع فضول القاسم


...