عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-22, 13:43 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي ظاهرة الشغب لدى التلاميذ..الأسباب والحلول


ظاهرة الشغب لدى التلاميذ..الأسباب والحلول

*ماهي أسباب ظاهرة الشغب لدى التلاميذ؟
- في القسم:عدم الاهتمام بالدراسة والوعي بأهميتها وغياب روح المسؤولية؛استغلال طيبوبة الأستاذ/ة؛عدم احترام الأساتذة؛سوء التربية من طرف الأسرة؛المعاناة من المشاكل الأسرية والاجتماعية؛الشعور بالملل والوحدة والتهميش والفراغ النفسي ومحاولة إثارة الانتباه لإثبات الذات؛الشعور بالفشل الدراسي ومحاولة التشويش على المجتهدين؛ضعف شخصية الأستاذ/ة؛غياب التواصل الإيجابي بين الأستاذ/ة والتلاميذ؛المعاملة القاسية والصارمة والمهينة للتلاميذ من طرف الأساتذة؛المعاناة النفسية لسن المراهقة.
- خارج القسم:عدم احترام الآخرين وتقديرهم؛الشجار المرتبط بالدراسة؛الشجار حول ومع الفتيات؛عدم احترام قوانين المؤسسة؛اعتماد العنف والتخريب والكلام الفاحش لإثارة انتباه الآخرين وإثبات الذات ولعب دور البطولة؛عدم صرامة وتشديد الحراسة؛الشعور بحرية أكثر خارج القسم الذي يشكل "سجنا" ويمارس ضغطا على هذه الحرية؛اعتبار ساحة المدرسة مجالا لتفريغ المكبوتات؛الموقف العدواني من المؤسسة وأطرها.
وبالنسبة لأراء الأساتذة في أسباب الظاهرة:
-في القسم:غياب الرغبة والاهتمام بالدراسة؛عدم قبول المادة والتقويم؛عدم استجابة المقرر والمادة الدراسيين لاهتمامات وحاجيات وانشغالات التلاميذ؛ضعف المستوى وعدم استيعاب الدروس والشعوربالفشل الدراسي؛عدم كفاءة بعض الأساتذة واحترامهم للبرامج المقررة؛الاكتظاظ وظروف العمل المزرية في القسم؛الفروقات الفردية(السن،المستوى...)؛عدم الاهتمام بالمادة(حسب قيمة ونسبة معاملها وعلاقتها بالامتحانات الوطنية او الجهوية)؛عدم احترام الأستاذ/ة؛ضغط ساعات الدراسة الكثيرة وثقل وتضخم وطول المقرر الدراسي؛غياب قيم الاحترام والواجب والالتزام والمسؤولية؛تراخي الأستاذ/ة وانفتاحه الزائد على التلاميذ؛عدم إحضار لوازم الدراسة.
-خارج القسم:مرافقة أصدقاء السوء؛غياب جاذبية المؤسسة وما يملأ فراغ التلاميذ من وسائل وأنشطة ترفيهية وتثقيفية؛حب التظاهر وإبراز الذات؛غياب الرقابة الصارمة؛الشعور بالتحرر من قيود ومراقبة القسم؛غياب التربية على القيم لدى التلاميذ؛الاكتظاظ ؛قلة الأطر التربوية المكلفة بالحراسة؛إهمال الجانب الأمني داخل المؤسسة؛عدم ملاءمة أوقات العمل والدراسة وعدم ضبط مواقيت الدخول والخروج؛غياب وسائل حديثة وفعالة للمراقبة؛التساهل مع التلاميذ المشاغبين مما يجعلهم يتمادون ويشجع آخرون على الشغب.
أما أسباب ظاهرة شغب التلاميذ حسب الإداريين:
- في القسم:ضعف المستوى وعدم القدرة على مسايرة الدروس والامتحانات والتكيف مع البرامج والمناهج لعدم فعاليتها وملاءمتها مع الحاجيات والاهتمامات النفسية والفكرية والاجتماعية للتلاميذ؛ضعف المستوى الحقيقي للانتقال من مستوى إلى لآخر؛انعدام الكفاءة البيداغوجية والتربوية لدى بعض المدرسين وضعف وعدم نجاعة الدورات التكوينية؛ضعف شخصية الأستاذ/ة؛التأثير السلبي للمشاغبين على بعض التلاميذ؛صعوبات وضعف التواصل بين الأساتذة والتلاميذ؛ التناقضات و المكونات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية الزائفة والهشة في علاقتها بمفهوم المدرسة والتي تعصف بأهداف ووظيفة المنظومة التربوية.
-خارج القسم:سوء التفاهم بين التلاميذ وعدم تشبعهم بقيم الحوار كآلية للتفاهم وحل المشكلات والخلافات؛الرغبة الخاطئة في تأكيد الذات وخصوصا من طرف الذكور أمام الإناث؛سوء معاملة بعض الإداريين والأعوان؛استقالة الأسرة (والمجتمع عامة)من أدوارها التربوية لأبنائها؛ضعف أو غياب الوظيفة التربوية لجمعية آباء وأولياء التلاميذ؛التساهل أوالتراخي في تفعيل الوظيفة التأديبية والتربوية لبعض مجالس المؤسسة؛قلة وعدم كفاية الأطر الإدارية والتربوية المكلفة بتأطير التلاميذ؛إفراغ المنظومة التعليمية من أدوارها التربوية والتأطيرية.
كيف يتم التعامل مع التلاميذ المشاغبين؟
-من طرف الأستاذ/ة:توعيتهم بأهمية الدراسة وخطورة الشغب وإرشادهم إلى الطريق الصحيح؛توبيخهم وإخراجهم من القسم وتوجيههم إلى مكتب الحراسة قصد اتخاذ الإجراءات الملائمة في حقهم؛استعمال بعض الأساليب العقابية والزجرية(الخصم من النقط،تهميشهم...).
- من طرف الإدارة:اتخاذ بعض الإجراءات التأديبية الصارمة(توقيفهم لمدة محددة،كتابة التزام،إحضار أولياء أمرهم؛توبيخهم وتوعيتهم بخطورة أفعالهم؛إن كانت أفعالهم خطيرة ومتكررة تتم إحالتهم على المجلس التأديبي وقد يكون مصيرهم الطرد.
أجوبة الأساتذة:
-من طرف الأستاذ/ة:إقناعهم بجدوى التعليم والتعلم؛حثهم على الانتباه ومسايرة الدروس؛التدخل الحازم وإعطاء العبرة بهم للتلاميذ الآخرين؛العمل على احتواء الشغب وعدم تضخيمه حفاظا على مصلحة القسم؛فصل التلاميذ المشاغبين داخل الفصل ؛الحفاظ على المسافة التربوية بشكل لبق؛التنبيه والتحذير؛إشغالهم وتوجيه أسئلة مرتبطة بالدرس لهم لكشف حقيقتهم أمام زملائهم؛إعطائهم القدوة والمثال في الجدية والمسؤولية؛التشاور والتعاون مع الحراسة العامة؛
-من طرف الإدارة:إحضار أولياء أمورهم؛غالبا تساهل الإدارة معهم حفاظا على مصلحتهم ومستقبلهم؛أحيانا اللامبالاة أو الطرد ؛كتابة التزام بعدم تكرر أفعالهم؛استعمال نقطة السلوك؛إحضار الإداريين إلى القسم للتدخل .
أجوبة الإداريين:
-من طرف الأستاذ/ة:الإخراج من القسم أو العنف المضاد؛طلب مقابلة أولياء أمرهم؛إخراجهم من القسم وحرمانهم من الحصة الدراسية وتوجيههم نحو الإدارة.
-من طرف الإدارة:التوقيف عن الدراسة واستدعاء أولياء الأمر الذين غالبا مايدافعون على براءة أبنائهم(تصديق رواية وكذب أبنائهم) أو يطلبون الصفح عليهم؛تأنيبهم وتوبيخهم؛مطالبته بتوقيع التزام بالمقاطعات؛الخصم من نقطة السلوك؛التوقيف عن الدراسة لمدة معينة؛ناذرا مايحالون على المجالس التأديبية.

تحليل ومناقشة
على ضوء بعض الأدبيات العلمية النفسية والسوسيوثقافية والبيداغوجية،أن متغيرات ظاهرة شغب التلاميذ تتحكم فيها(على مستوى الحلول والأسباب) عدة معطيات،نذكر منها:
- معطيات نمائية نفسية:حيث إن تلامذة هذه المرحلة الدراسية ينتمون إلى المرحلة النمائية للمراهقة،التي تتميز وجدانيا،وحسب ادبيات التحليل النفسي،بنضج التموضعات الغريزية للطاقة اللبيدية(الطاقة الجنسية) في علاقتها بالمواضيع الحقيقية والواقعية،أي أن طفل/ة هذه المرحلة،ينتقل عنده الموضوع الجنسي من البعد الاستيهامي إلى البعد الواقعي،وهذا ما يفسر سلوكات التحرش الجنسي والشجارات حول الجنس الآخر،وحب الظهور وإثبات الذات أمام الجنس الآخرمن خلال سلوكات الشغب والعنف أحيانا؛كما نجد هيمنة ماهو جنسي على تفكير وسلوكيات التلاميذ مما قد يؤدي إلى عدم التركيز واللامبالاة الدراسيين ،وهذا قد يكون من بين أسباب الفشل الدراسي(أو العكس حافزا على الاجتهاد عند البعض) الذي قد تنتج عنه بعض سلوكات الشغب والعنف(عند الذكور أساسا نظرا للفروقات التربوية الذي خدع لها كل من الجنسين) كرد فعل على التمثل السلبي لذات التلميذ/ة وعنف الكبت الممارس عليه.الأمر الذي يتطلب إدخال التحليل النفسي والتربية الجنسية إلى مدارسنا ومناهجنا وبرامجنا المدرسية،لتكون شخصية تلامذتنا متوازنة وسوية ،وواعية بأبعادها النمائية والسلوكية ومتحكمة فيها بالمعرفة والقيم الملائمة.(يمكننا ان نضيف الأسباب المتعلقة بتعاطي المخدرات والمهلوسات والخمر من طرف بعض التلاميذ،مما يؤثر سلبا على تحكمهم الواعي والعاقل في سلوكاتهم...).
-معطيات سوسيوثقافية: إن جل التلاميذ بالمدرسة العمومية ينتمون إلى فئات اجتماعية وأسر فقيرة وهشة ومحافظة،ويتميز وسطهم الاجتماعي بالحرمان والاختلالات الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقيمية،وفي ظل مرجعيات ثقافية وقيمية رأسمالية متوحشة التي تغلغت في بنيات ومنظومات المجتمع المغربي عبر ثقافة الاستعمار و الاستهلاك المادي والإعلامي ووسائل الاتصال الحديثة،نجد أن كل ذلك أنتج لنا أفرادا مستلبين وأميين ثقافيا،فردانيين وأنانيين وعدوانيين إجتماعيا؛ استهلاكيين وسلبيين اقتصاديا،ماديين ولذويين قيميا،سطحيين واتكاليين معرفيا وسلوكيا،لا يؤمنون بقيم الكفاءة والاستحقاق والواجب والمسؤولية واحترام الآخر،لايؤمنون بقيم المعرفة وأهمية التعليم والمدرسة ،نظرا لترويج وتكريس نماذج مثالية للنجاح والترقي الاجتماعي(في الإعلام والشارع) لاتعتمد على الكفاءة المعرفية والشواهد التعليمية(بيع المخدرات والخمر،اللصوصية،الدعارة،الهجرة الشرعية وغير الشرعية،الغناء،الرياضة،التمثيلية الانتخابية...)،بالإضافة إلى تفشي تمثلات لاجدوى المدرسة والمعرفة مجتمعيا،والكل يرى المصير والواقع المزريين لأهل المعرفة والتعليم(بطالة حملة الشواهد،الحالة الاجتماعية المزرية لأغلب رجال ونساء التعليم...)؛من هنا يتطبع الطفل ويُنشأ عبرهذه التمثلات الاجتماعية والقيم السلبية،و تكون النتيجة،بالإضافة إلى هشاشة الأسر الشعبية والفقيرة(تفكك،أمية،فقر...) وأشكال الحرمان والكبت والعنف التي يعاني منها اغلب تلاميذ هذه الأوساط الاجتماعية، ازدراء كل ماهو معرفي وتعليمي،وسلوكات العدوانية والشغب في المدرسة.(التلاميذ يعيدون إنتاج السائد المعرفي والنفسي والقيمي والسلوكي المجتمعي في المدرسة).
-معطيات بيداغوجية ومدرسية: كما أشار إلى ذلك بعض أفراد العينة،فإن اختلالات المدرسة المغربية في أبعادها البيداغوجية والتجهيزية والعمرانية والبشرية،وظروف عملها...،تساعد على إنتاج ظاهرة العنف والشغب والفشل في الحد منهما(الاكتظاظ،قلة الأطر التربوية والبشرية،لاجاذبية المدرسة،قلة التجهيزات والبنايات وفضاءات الأنشطة الموازية، كثرة ساعات الدراسة ورتابتها ،تضخم البرامج وطولها وعدم جاذبيتها وملاءمتها لحاجيات المتعلمين وتمركزها حول المعارف وتهميش التربية على القيم وتكوين الشخصية السليمة والمتوازنة، ،التهميش النظامي للدعم النفسي والاجتماعي بل حتى البيداغوجي،و غياب أطر المساعدين الاجتماعيين والنفسي داخل مدارسنا...).

محمد الصدوقي
باحث تربوي





    رد مع اقتباس