عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-22, 13:14 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي هل مدارس اليوم تساعد التلاميذ على التعلم ؟


هل مدارس اليوم تساعد التلاميذ على التعلم ؟


وسط متطلبات الحياة و حاجياتها الجمة , ووسط ضرورياتها و مشاكلها اخترت بروحي و قلبي و بكل ما أوتيت من قوة بدنية و عقلية .... مهنة التعليم أو تعليم أبناء الشعب كما قال
جول فيري Jules Ferry مند 130 سنة مضت.....
و كم تبدو مفاجئة عند ملاحظة ما آلت إليه اليوم مؤسساتنا التعليمية المغربية إنها بعيدة كل البعد عن الأهداف النبيلة التي من أجلها أسست , نعم , الحياة ليست لها نفس الحماسة أو نفس الوثب الإيجابي و لكن النظام التربوي الحالي لا يمثل الصورة المثلى لمفهوم التربية و لا تصل إلى جزء من مستوى النتائج التي بلغتها كثير من دول العالم و ما يحز في النفس حتى تلك الدول الفقيرة و التي تعاني من ويلات الحروب و الاضطهاد...
كيف يعقل و أن نسبة كبيرة من التلاميذ الذين يلتحقون بالإعدادي لا يعرفون لا القراءة الجيدة و لا الكتابة الجيدة .... و عدد مهول من التلاميذ ينقطعون عن الدراسة سنويا بدون مستوى تعليمي مما يكرس رفع نسبة الأمية بالمغرب.....
و بدولة كالمغرب الذي يدعي دولة الحق و القانون , دولة المساواة بين الجنسين و بين الجميع و إعطاء اهتمام لتكافئ الفرص ..... يلاحظ أن أبناء الذين يمتهنون أعمال حرة أو أطر بإحدى القطاعات أو رجال التعليم , هم الذين لهم حظ أوفر لولوج الجامعات أو المعاهد و المدارس العليا من الأبناء المنحدرين من أوساط شعبية و هشة و أبناء المستخدمين بشركات.
و بالرغم مما يقال و يتداول في أوساط الإعلام حول مستوى بعض التلاميذ النخبة المتفوقون ووصولهم إلى أولمبياد دولية خاصة في مادة الرياضيات , فمعدل هؤلاء التلاميذ النخبة أو مستواهم مقارنة مع تلاميذ مجموعة من الدول يبقى متوسطا ولا يرقى إلى المستوى الاجتماعي المنحدرين منه أو الكلفة الهائلة لتمدرسهم ... و نتائجهم تكون ضعيفة أو دون المتوسط عند وقوفهم أمام روائز ذات معايير دولي ...
من خلال تتبع مجموعة من التلاميذ و بمختلف المؤسسات و الأسلاك التعليمية فالتلاميذ المغاربة في مجملهم مهمومون و يغلب عليهم الطابع الانفعالي داخل حجرة الدرس , ينتابهم الخوف من الفشل , يفتقدون للثقة في النفس , يظنون أن أساتذتهم لا يساعدونهم و لا يهتمون بهم... التلاميذ بالمؤسسات التعليمية المغربية يفضلون عدم الجواب على الأسئلة المطروحة من طرف المدرس خوفا من الوقوع في الخطأ ... و هو من بين الأسباب الرئيسية لعزوفهم عن المشاركة داخل الفصل أضف إلى ذلك أننا لا زلنا نعتبر أن – خارج الموضوع- Hors sujet ذنب لا يغتفر و قد يقابل بالعقاب و التوبيخ و التهكم ....
" عندما نواجه مشاكل الغد باقتراحات و حلول الأمس نجني مأساة اليوم" ميشيل كروزيي Michel Crozier
المجتمع العادل الذي يرمي إلى خلق مدرسة للجميع, مدرسة ديمقراطية , مدرسة تمنح فرص النجاح و التوفيق للجميع , عليه مواكبة و مصاحبة التلاميذ المتمدرسين في أعمالهم الخاصة عوض تركهم منفردين بمشاغلهم و فروضهم.... من الواجب على كل واحد منا أبا كان أو مدرسا بذل جهد إضافي لتتبع مسار تلامذتنا الدراسي من بداية الموسم الدراسي لتحسين تحصيلهم و نتائجهم الدراسية, علينا أن نحسن توجيه أبنائنا , لأن اليوم التوجيه يرتبط , بالإضافة إلى ميول التلميذ , بالعامل الاقتصادي و حاجات المجتمع .
ضعف التوجيه و سوء تدبيره يترتب عنه ضياع و هدر للمال و الجهد و يتسبب في الانقطاع عن الدراسة و التسرب و الهذر المدرسيين ...
يجب إعادة تأسيس ا لمدرسة , لأن الزمن المدرسي يتطلب ذلك , يتطلب إخضاع المدرسة لإصلاحات راهنة تراعي طموحات و رغبات الأمهات و الآباء و كذا حاجات نساء و رجال التعليم , و الذين يرغبون في تغيير جدري ليس فقط للبرامج و المناهج و لكن حتى للعقليات , عقليات أولئك الذين نأتمنهم على تدبير و تسيير شؤون قطاع التعليم من أهم القطاعات – قاطرة التنمية- ثاني الأولويات بعد الوحدة الترابية ...
هذا الإصلاح الذي نصبو إليه قد يأخذ بعض الوقت و لكن أحسن من الاستعجال و هدر 33 مليار درهم , لو استثمرت في تحسين أوضاع نساء و رجال التعليم و في متطلبات المؤسسات التعليمية التي تفتقر لأدنى شروط العمل التربوي .
ملايير الدراهم كان من الأجدر و الأفيد أن توجه لتكوين و إعادة تكوين نساء ورجال التعليم في المجالات المعرفية و المهنية , و تعميم التكنولوجية الحديثة على المؤسسات خاصة الابتدائي كالبرامج الرقمية و الإعلاميات ... إمكانيات ضخمة ترصد للتعليم حاليا بدون نتيجة تذكر و هذا يعيدني للزمن البعيد القريب سواء أيام الدراسة أو بداية المشوار التعليمي كان التعليم يعاني من قلة الإمكانيات بدرجة كبيرة و كلما نوقشت متطلبات و حاجيات التعليم , يكون الجواب " نعم , التعليم في حاجة لإمكانيات ضخمة لتوفير الوسائل الديداكتيكية و التجهيزات وغيرها .... و لكن سياسة أمر الواقع تقتضي العمل بما هو متوفر .... " وكنا نساير ما تفرضه سياسة أمر الواقع و كانت النتائج أحسن من اليوم....
علينا أن نفكر في محتويات بيداغوجية جديدة تلاءم الوسط الاجتماعي لتلامذتنا المغاربة عوض الاتجاه نحو الغرب – الذي يعرف بدوره أزمات خانقة في ميدان التعليم- لاستيراد بيداغوجيا غريبة عن وسطنا المجتمعي و التعليمي و بعيدة كل البعد عن مستوى تلامذتنا ,
كيف نسافر عابرين المحيطات للبحث عن الإصلاح و لنا بوطننا العزيز من الكفاءات من يغنينا عن عناء البحث و بأقل تكلفة إنه ابن البلد , و الأمثلة كثيرة لمربين و مفكرين مغاربة .... لكن عقدة الآخر و التباهي بالغير تجدرت في المغاربة بالرغم من مستواهم أو مكانتهم الاجتماعية أو السياسية ....
علينا أن نعمل على جلب السعادة للمدرسة و ذلك بالابتعاد عن الانجازات الأكاديمية و التقليد الأعمى لما ينجز بالغرب , علينا أن نترك مكانا لعناصر أخرى كالانفتاح الشخصي , تنمية القدرة على الإبداع و الابتكار و دعم الثقة في النفس .. قد يولد هذا الاتجاه تشنجا و عصبية لدا التقليديين .... و لكن أكد علم النفس الحديث أن السعادة مكون و مقوم لمفتاح التعلم الناجح , إذا كنت تقدر و تحب ما تتعلمه يثير فيك الفضول للبحث و الجد و المثابرة .

ادريس مروان
مدير مدرسة القدس
نيابة مولاي رشيد سيدي عثمان/ جهة الدار البيضاء الكبرى
المملكة المغربية





    رد مع اقتباس