عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-22, 12:44 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي من المسؤول عن تفعيل الحياة المدرسية؟


من المسؤول عن تفعيل الحياة المدرسية؟

إن المتتبع لتاريخ التربية و التكوين ببلادنا يلاحظ جليا الإصلاح بين المحاولة و الفشل فمند فجر الاستقلال ما إن يظهر برنامج إصلاحي حتى تطلع محاولة أخرى وهكذا دواليك ... و هذا لتدبدب في تبني سياسة تربوية واضحة المعالم و الأهداف لا بد وأن يكون لها أثر سلبي على العملية التعليمية التعليمية و على المنظومة التعليمية بصفة عامة......
مع الشروع في أجرأة الميثاق الوطني للتربية و التكوين استبشرنا خيرا لما يتضمنه من أفكار واضحة و ناجعة للرفع من جودة التعلمات
و تلميع صورة المؤسسة التعليمية, لكن وبعد تلك الوقفات التقويمية لمنتديات الإصلاح وقف الخبراء و دوي الاختصاص في الميدان
التربوي على الهوة الشاسعة بين النظري و التطبيقي و اتفق الجميع على ما كنا نظنه مخرجا لأزمة التعليم لم يكن إلا تكريسا لوضع قائم
و متجدر. فكانت التقارير الدولية و الوطنية ( صندوق النقد الدولي و المجلس الأعلى للتعليم) التي تضع المغرب في خانة الدول المتخلفة في الميدان التعليمي و في مصاف الدول المنتجة للأمية............
حينها بدأت تطرح الأسئلة عن الأسباب الجوهرية الكامنة وراء تدني التعليم ببلادنا ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه طلع علينا لبرنامج الاستعجالي
2009/2012 بمجالاته و مشاريعه الغنية . لكن ما يلاحظ إغفاله عند الاطلاع على البرنامج الاستعجالي تكوين الأساتذة داخل المراكز الجهوية الذي يجب أن يساير المستجدات التربوية ليس فقط المهنية و لكن حتى المعرفية علما أن المناداة بإصلاح التعليم ببلادنا بدأت مع مطلع
الثمانينات و إذا قمنا بعملية إحصائية و جدنا أن جل الممارسين لعملية التدريس اليوم هم تلاميذ تلك الفترة أي الثمانينات ...... ما يجب
الاهتمام به بمراكز التكوين هو الجانب المعرفي أما الجانب المهني فقد أثبتت التجارب أنها تكتسب بالممارسة والاحتكاك و الرغبة في التعلم.
أما الجانب المعرفي ينتج لنا أستاذا متمكنا من أدوات معرفية تسمح له بمسايرة الطرق الحديثة في التعليم و قادرا على استيعاب آليات و أدوات الاشتغال داخل المجتمع المدرسي واعيا بواجباته متحمسا لإرضاء ضميره ملتزما بالبحث الدائم بواسطة التكوين الذاتي و المستمر للرفع من مستواه المعرفي و المهني و جلب النفع لمتعلميه.......
فعندما نتحدث عن : * التدبير التشاركي- التدبير المتمحور حول النتائج - التواصل الاستراتيجي - تفعيل أدوار المجالس التقنية التربوية
كمجلس التدبير و مجالس الأقسام ......... كلها آليات لتحسين المردودية التربوية داخل المؤسسة هذه الآليات بقدر ما هي سهلة التداول
بقدر ما تتطلب من تجربة و حنكة و قدرة على التحكم فيها لتصبح ميكانيزمات و أوتوماتيزمات تسري في جسم المجتمع المدرسي بكل
مكوناته. و ليس من السهل الالتزام بهذه الآليات إلا إذا كانت رغبة جامحة لدا الإدارة التربوية , المدرسون, جمعية أمهات آباء وأولياء
تلاميذ المؤسسة و الفاعلون التبويون........
ما سبق ذكره من آليات تعتبر الأدوات المساعدة على إنجاح أي مشروع المؤسسة الذي يعتبر من الدعامات للعمل بفريق , فمشروع المؤسسة
يعتبر تجميعا لجهود كل المتدخلين و المهتمين بالشأن التربوي داخل المؤسسة التعليمية . فالوعي واجب من طرف الجميع للانطلاق من المنظور المحلي لأخد صورة عن واقع المؤسسة و حاجياتها بغية التدقيق في عملية التشخيص و تصنيف الحاجيات حسب الأولويات و العمل
الجماعي أتناء عمليات الانجاز و التتبع و التقويم...........
هذا الالتزام بالعمل بالمقاربة التشاركية تساعد على خلق مدرسة مفعمة بالحياة , يعيش داخل فضاءاتها المتعلمات و المتعلمين وفق نسق عام
منظم تمرر بواسطته المعارف و القيم و الربط بينها أي الحياة المدرسية و الحياة العامة و ما تقتضيه هذه العملية ( المسؤولية) من إنجازات
منها:
- فضاءات الحياة المدرسية و مرافقها.
- تدبير الإيقاعات المدرسية.
- تدبير و تأمين الزمن المدرسي.
- التعبئة الشاملة من أجل كسب رهان الإصلاح( المقاربة التشاركية)
و في هذا الصدد أستحضر سؤالا طرحه الأستاذ عزيز العرباوي بتاريخ 17 مارس 2011 في نص بعنوان " دور المتعلم في الحياة المدرسية"
*إلى أي حد تعمل الإدارة التربوية على تحقيق التوازن التربوي داخل المؤسسة التعليمية؟* مدير المدرسة التربوية –حاليا- أصبح مدبرا
إداريا و تربويا في ضوء المتغيرات التي يعرفها الحقل التربوي فلم يعد كما قال الأستاذ منحصرا في إحصاء التلاميذ و المدرسين, و العمل على جلب المذكرات و إيصال البريد إلى النيابة دون إبداع طرق ووسائل كفيلة بتحقيق تواصل بناء ومثمر, مقتصرا كذلك على مراقبة أوقات دخول و خروج المدرسين و تغيبهم . أقول للأستاذ أن طبيعة العمل الاداري اليوم لا ينحصر في المهام التي ذكرتها فهي جزء من عمله
فالمذكرات الوزارية التي يقوم بجلبها المدير فهي مذكرات تنظيمية لقوانين وتشريعات مؤسساتية ... الانضباط داخل المؤسسة واحترام
ضوابط العمل داخل المؤسسة ضروري و إلا فالفوضى في غياب الضمير المهني و روح المسؤولية , أما عن دخول و خروج الأساتذة
و تغيباتهم فأحيل الأستاذ إلى الأسباب الكامنة وراء صدور المذكرة 122 في شأن تأمين الزمن المدرسي.
إن مايحز في النفس هي تلك الصورة التي يتمتلها بعض الأساتذة عن المدير –أستاذ التعليم الابتدائي المكلف بالإدارة - هذا الإطار الذي بقي
لصيقا بالمدير من الأسباب الأساسية وراء الفوضى التي تعم بعض مؤسساتنا التعليمية و الحكم على المدير أنه ساعي البريد أو حارس أو
عين النيابة بالمؤسسة .
إن تمتيع المدير بإطار يخول له سلطة تطبيق ما جاء في مضامين النصوص التشريعية و القانونية و من بينها ما جاء في المهام التي يعاب
على المدير القيام بها و تدخل في صميم عمله- وافتخر كمدير بإنجازها – ليس بدافع السلطة أو التسلط و لكن للحفاظ على السير العادي
للمؤسسة صيانة للواجب و تقويما لكل ما من شأنه يفوت فرصة التحصيل بالنسبة للمتعلمات و المتعلمين . و الإطار يكسب المدير ثقة بالنفس
و هامشا للإبداع و الابتكار و اتخاذ القرار والانفتاح على المحيط ...... .
العلاقات الإنسانية لها دور و دور فعال في نجاعة الفعل التربوي و قد أكدت التجارب أنه كلما ازدادت الألفة و المحبة داخل المجموعة
كلما كان المنتوج جيد....
علينا من خلال كتاباتنا إيقاد الهمم وإحياء الضمير المهني لتحمل المسؤولية كل من موقعه .فالمدير في غياب إطار يحميه و قانون أساسي يدعمه و فريق يآزره يبقى عرضة للتهكم و النعوت المجانية و التي لا تخدم المنظومة التربوية .

ادريس مروان

مدير مدرسة القدس الابتدائية
نيابة مولاي رشيد سيدي عثمان
جهة الدارالبيضاء الكبرى المغرب





    رد مع اقتباس