الموضوع: الأدب اليوناني
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-09, 06:46 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الأدب اليوناني




الأدب اليوناني


الأكثر تأثيرًا في العالم:الأدب اليوناني

يعد الأدب اليوناني أقدم أدب قومي، وأكثر الآداب تأثيرًا في العالم. فقد أصبح الأدب اليوناني (الإغريقي) القديم نموذجًا لجميع الآداب بدءًا بالأدب اللاتيني. وقد قدّم الكتّاب الإغريق الكثير من الأنماط الأدبية البارزة بما في ذلك الشعر الغنائي والملحمي والمسرحية الهزلية والمأساوية والمقالات والمطارحات الفلسفية والتاريخ النقدي وتاريخ السير والرسائل الأدبية.


الشعر الملحمي: كان الشعر الملحمي أول شكل مهم من أشكال الأدب الإغريقي. الملاحم هي قصائد سردية طويلة تحكي في معظمها الأعمال البطولية، وكان هوميروس أبرز شعراء الإغريق قد نظم قصيدتين ملحميتين شهيرتين هما الإلياذة والأوديسة. وكان ذلك خلال القرن الثامن قبل الميلاد. وتتحدث الإلياذة عن حروب طروادة التي ربما حدثت حوالي عام 1250 ق.م. أما الأوديسة فتروي مغامرات البطل الإغريقي أوديسيوس وهو عائد إلى وطنه بعد سقوط طروادة. ولقد تطورت الملاحم من تقليد قديم من الشعر الشفوي امتد خمس مئة عام، وكانت القصائد مبنية على قصص أنشدها مغنون محترفون على أنغام آلة موسيقية وترية اسمها القيثارة. وتؤكد الإلياذة والأوديسة مُثُل الشرف والشجاعة، وكان لهما أثر كبير في الثقافة الإغريقية وفي التعليم والأدب الإغريقيين.

كان هسيود مؤسس الملحمة التعليمية، أول شاعر إغريقي رئيس بعد هوميروس، كتب هسيود في القرن السابع قبل الميلاد، وفي قصيدته الثيوغونيا أصبح هسيود أول كاتب ينظم الميثولوجيا (الأساطير) الإغريقية ليجعلها نظامًا فلسفيًا شاملاً. وتصف قصيدة هسيود الأخرى أعمال وأيام الفلاحين الإغريق الشاقة وحسن اقتصادهم وتدبيرهم وحصافة رأيهم. وتبين القصيدة أن مثل هوميروس الأعلى ذا الصبغة الأرستقراطية المتمثل في الشجاعة في المعركة ليس النوع البطولي الوحيد الممكن، إذ امتدح هسيود ـ الذي كان هو نفسه فلاحًا ـ بطولة ونضال الفلاح الطويل والصامت مع الأرض وعناصر الطبيعة.

الشعر الغنائي: بعد حوالي عام 650 ق.م، بدأت أشكال شعرية أقصر من الملحمة تسمى القصائد الغنائية تحل محل الملحمة، وكان الشعر الغنائي في الأصل يغنى بمرافقة القيثارة. وكانت معظم القصائد الغنائية تصف المشاعر الشخصية بدلاً من أعمال البطولة التي صورها الشعر الملحمي.

ولقد أطلق على أحد أنواع الشعر الغنائي اسم الشعر الإنشادي، وهذا النوع من الشعر شديد العاطفة ويتجنب العناصر التعليمية أو الهجائية. وعلى عكس الشعر الرثائي والعمبقي (الأيامي) نظم الشعر الإنشادي ليغنيه صوت واحد. وكان الشاعر عادة يغني القصائد في اجتماعات خاصة تضم الأصدقاء الحميمين. وكانت سافو التي عاشت في القرن السادس قبل الميلاد أشهر شاعرة إنشادية، إذ لم يستطع أي شاعر حب إغريقي أن يضاهي عاطفة ومشاعر شعرها المأساوي. وقد ألف شعراء غنائيون آخرون قصائد غنائية كورالية غنتها جماعات بمصاحبة الموسيقا والرقص. وكانت قصيدة الإبينكيون، وهي قصيدة غنائية كورالية جدية تؤلف لتكريم المنتصر في ألعاب القوى، نوعًا شعريًا شائعًا. وتعتبر قصائد النصر التي كتبها بندار تحفًا من الشعر الكورالي. ومن مؤلفي الشعر الكورالي المهمين: ألكمان وستسيكورس وسيمونيديس السيوس.

الشعر الرثائي: وهذا مرتبط بالشعر الغنائي، ومن أشهر شعرائه: كالينوس وترتايوس وممنرمس وثيوجنيس.


العصر الذهبي

أصبحت أثينا في أواخر القرن السادس قبل الميلاد مركز الثقافة الإغريقية، وهو مركز احتفظت به على مدى 200 عام تقريبًا. ولقد ازدهرت الفنون والأدب بشكل خاص، خلال الفترة من 461 ق.م حتى 431 ق.م.

الأدب المسرحي: أصبح الأدب المسرحي، وخصوصًا المأساة أهم شكل أدبي خلال العصر الذهبي، وكان إيسخيلوس، وسوفوكليس، ويوربيدس أهم المسرحيين المأساويين. وتتميز مسرحيات إيسخيلوس بجديتها وجلال لغتها وتعقد فكرها. ويشتهر سوفوكليس بشكل خاص بشخوصه وبلغته الرشيقة والإحساس بالهدوء والتوازن. أما يوربيدس فقد سمي فيلسوف المسرح، إذ تسبر مسرحياته غور العالم النفسي للأحاسيس والوجدان الإنساني.

وخلال القرن الخامس قبل الميلاد اشتهرت الملهاة أيضًا على المسرح الأثيني، فكان أريسطوفانيس الذي كتب مسرحيات بأسلوب عرف باسم الكوميديا القديمة، كاتبًا كبيرًا لمسرحيات هزلية ناقدة، وتعكس مسرحياته روح أثينا في ذلك العصر، بما يتسم به أهل أثينا من شعور بالحرية والحيوية والروح العالية والمقدرة على الضحك من أنفسهم. وبعد أن قهرت أثينا في الحرب البلوبونيزية في عام 404 ق.م، تناقصت حرية التعبير فيها، ولم يعد قادة الحكومة يسمحون بعرض مسرحيات من نوع الملهاة القديمة لما فيها من نقد اجتماعي وسياسي.

نشطت الملهاة في أثينا في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد، منتهجة أسلوبًا جديدًا عرف باسم الكوميديا الحديثة. وقد ركزت مسرحيات هذا النوع على الفرد والمشكلات التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية. وكان ميناندر أكثر كتاب الكوميديا الحديثة شعبية.

الأدب التاريخي: تفوق النثر على الشعر والمسرحية الشعرية في الأدب الإغريقي في حوالي نهاية القرن الخامس قبل الميلاد. وكانت الكتابات التاريخية شائقة بشكل خاص. فقد سمي هيرودتس أبا التاريخ في العالم المتمدين خلال أواسط القرن الخامس قبل الميلاد، وسجل عادات وتقاليد أمم أقدم من اليونان. وكان موضوعه الأساسي الصراع بين الشرق والغرب. أما ثيوسيديس الذي كتب بعد بضع سنوات، فهو أول مؤرخ انتهج الأسلوب العلمي، وقد كتب وصفًا للحرب البلوبونيزية، وقد حاول ثيوسيديس في تسجيله لأحداث عصره أن يبين آثار السياسة على الأحداث التاريخية.

الأدب الفلسفي: برزت مجموعة من الفلاسفة أطلق عليهم اسم السفسطائيين في حوالي عام 450 ق.م. وكان السفسطائيون علماء وأساتذة لنظريات المعرفة. وكانت البلاغة التي هي فن تأليف الخطب المقنعة وإلقائها، اختراعهم الأدبي الكبير. وقد ساهم السفسطائيون في ارتقاء النثر ـ خصوصًا الخطابة ـ وتفوقه على الشعر في أثينا.

طور تلاميذ سقراط بعد موته عام 399 ق.م، شكلاً أدبيًا جديدًا. لقد بني هذا الشكل الأدبي المسمى الحوار الفلسفي على أسلوب سقراط في السؤال والجواب كوسيلة للوصول إلى الحقيقة المهمة. ومع أن سقراط لم يترك خلفه أية كتابات لكن أفكاره حفظت في محاورات تلاميذه المكتوبة وخصوصًا محاورات أفلاطون. وقد عكست مجموعة أخرى من الفلاسفة مثل الأيقوريين والرواقيين والمشائين اهتمامات كتابات أفلاطون، وكتب أرسطو أيضًا أعمالاً مهمة مثل رسالة في الشعر.

العصر الهيليني

خلال القرن الرابع قبل الميلاد فتح الإسكندر الكبير، الملك المقدوني الكبير، اليونان القديمة ومعظم العالم المتمدين في أيامه وحكم هذا العالم. ومع نمو إمبراطورية الإسكندر انتشرت الأفكار والثقافة الإغريقية في الشرق، وتسمى الفترة التي تبعت وفاة الإسكندر عام 323 ق.م بالعصر الهيليني، وفي هذا الوقت خسرت أثينا دورها المهيمن كمركز للثقافة الإغريقية وأصبحت مدينة الإسكندرية في مصر العاصمة الجديدة للحضارة الإغريقية.

ويعود الفضل إلى ثيوقريطس في القرن الثالث قبل الميلاد، في أنه ابتدع الشعر الرعوي. تظهر القصائد الرعوية تذوقًا للطبيعة واستحسانًا لها ولحياة الريف. وتعكس قصائد ثيوقريطس تململ أولئك الذين يعيشون في المدن المكتظة بالسكان بشكل متزايد في الفترة الهلينية. وكان كاليماخوس، وهو عالم وشاعر وناقد نظم قصائد قصيرة منمقة جدًا، الشخصية الأدبية الرئيسة لهذه الفترة، وقد نهج الكثيرون من الشعراء نهج كاليماخوس وأنتجوا شعرًا قويًا ضمن الحدود الضيقة لقصائد قصيرة فكهة وساخرة تدعى الإبيجرام. وعلى كال حال لم يستحسن جميع الشعراء هذا الميل نحو القصائد القصيرة، إذ نجد أبولونيوس الرودسي يفضل الشعر الملحمي التقليدي الطويل، ويكتب الملحمة الطويلة الرومانتيكية المسماة أرجونوتيكا في القرن الثالث قبل الميلاد.

العصر الإغريقي ـ الروماني

تعرف الفترة التي تلت العصر الهيليني باسم العصر الإغريقي الروماني بسبب الفتح الروماني لليونان عام 146 ق.م. وخلال الحكم الروماني أصبح النثر ثانية الشكل الأدبي الأكثر بروزًا، ويعتبر بلوتارك كاتب السير والمقالات هو الأكثر شهرة بسبب سيره التي يقارن فيها بين القادة الإغريق والرومان في كتابه «سير متناظرة للقادة الرومان والإغريق البارزين». وبعد ذلك وفي القرن الثاني الميلادي كتب لوسيان الساموساني تعليقات ممتعة نقدت المدارس الفلسفية الشائعة في عصره.

أدى الاهتمام الجديد بفن الخطابة والبلاغة إلى الحركة السفسطائية الثانية في القرن الثاني الميلادي، وخلال هذه الفترة أصبح أبيكتيتوس، وهو عبد سابق، الناطق بلسان المدرسة الرواقية في الفكر التي تؤكد فلسفة الرضا والتحمل.

وفي القرن الثاني الميلادي ظهرت أشكال في الكتابة جديدة ومتنوعة. فقد كتب بوسانياس، كاتب الرحلات، وصفًا مهمًا لليونان القديمة لا يزال مصدرًا قيمًا للتاريخ والدين الإغريقيين. كما ألف طبيب يوناني اسمه جالينوس كتابات طبية في التشريح والفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء)، وعلم النفس، بالإضافة إلى ذلك كتب بطليموس الفلكي والرياضي والجغرافي مؤلفات ذات أثر كبير. وهناك مؤلف آخر مهم كتب في هذه الفترة بعنوان «وليمة السفسطائيين» كتبه أثينايوس النوقراطيسي، وفي هذا الكتاب يدعي أثينايوس بأنه سجل نقاشًا جرى في أثناء وليمة غداء بين تسعة وعشرين حكيمًا مشهورًا.

وكتب لونجوس رومانسية رعوية ذات أثر كبير بعنوان «دفنيس وكلو» خلال القرن الثاني أو الثالث الميلاديين، وتعد هذه القصة أول سابقة لفن الرواية.

وأهم كاتب في القرن الثالث الميلادي هو أفلوطين وهو مؤسس الأفلاطونية الحديثة ويعد مؤلفه آخر إبداع كبير للفلسفة القديمة.

الأدب الوسيط والحديث

كانت اليونان جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية من عام 395م إلى أن سقطت الإمبراطورية بيد الأتراك عام 1453م. وقد أصبحت القسطنطينية (أسطنبول الآن) العاصمة البيزنطية، مركز الثقافة الإغريقية وأدبها مدة ألف عام. وتعكس الفنون البيزنطية العلوم والتقاليد الأدبية الإغريقية وقد ضمت إليها تعاليم النصرانية. وهكذا أصبح الشعر الديني النصراني أبرز أنواع الأدب الإغريقي في العصور الوسطى.

كان رومانوس الملحن الذي عاش في القرن السادس الميلادي أبرز شاعر إغريقي في العصور الوسطى، وكان الملحن الرئيس للكونتاكيا، وهي ترانيم طويلة موزونة شاعت بشكل خاص في القرنين السادس والسابع الميلاديين. وتم إدخال الكانون، وهو نوع آخر من الشعر الديني في أوائل القرن الثامن الميلادي على يد القديس يوحنا الدمشقي وهو عالم شهير في اللاهوت.

بعد أن فتح الأتراك القسطنطينية عام 1453م أصبحت الأغاني والقصص الشعبية الأدب الإغريقي الوحيد الذي أُلف لمدة 400 سنة، وفي أوائل القرن التاسع عشر الميلادي ظهر ديونيسيوس سولوموس، وهو أول شاعر يوناني كبير عمل على إعادة صياغة الكتابة باللغة اليونانية الديموطية، وهي اليونانية الشعبية في كتابة شعره، وهي اللغة الحيوية الشائعة التي يتكلمها عامة الناس. وقبل أن يكتب شعره كانت اللغة اليونانية المستعملة في الأدب هي الصيغة الرسمية التي يستعملها المثقفون والمسماة «كاثارفوسا»، وقد شجعت الحركة الديموطية هذه على عودة الفن والأدب إلى موضوعات الحياة اليومية.

وكان النثر اليوناني قبل الحرب العالمية الأولى مقتصرًا بشكل كبير على القصص القصيرة التي تصف حياة وعادات الأقاليم. وبعد الحرب أصبحت الرواية التي تعالج الموضوعات النفسية والاجتماعية الصيغة النثرية ذات المقام الأول. وقد كتب نيكوس كازانتزاكس روايات قوية تعالج موضوعات مثل: الصراع بين العاطفة الإنسانية، والمثل الروحية.

وفي القرن العشرين نال الشعر اليوناني الحديث الاحترام العالمي وأثنى على قصائد قسطنطين كافاني القصصية ثناء عطرًا عندما ترجمت للمرة الأولى بعد وفاته، وهو شاعر كبير قضى معظم حياته بالإسكندرية. وفي عام 1963م أصبح جورج سفيريس، وهو شاعر غنائي، أول يوناني يحصل على جائزة نوبل للأدب، وقد نال جائزة نوبل للأدب عام 1979م شاعر يوناني آخر اسمه أديسيوس إليتيس.






    رد مع اقتباس