منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

المحمدية-عين السبع: واقع تلوث الشواطئ بالقاذورات و مخلفات المصانع ما زال يلازمها

2014

عـادل بـوريشة - الوطنية بــريس

قسم : جهات

تشهد شواطئ "نحلة" و"بالوما" و"أولاد حميمون"، طيلة السنة توافد العديد من الناس، أغلبهم من الشبان والأطفال، الذين يقبلون على ارتيادها بكثافة غير مكترثين للتحذيرات التي يطلقها خلال كل سنة التقرير الوطني حول جودة مياه هذه الشواطئ، المتمركزة بعين السبع، وزناتة الصغيرة والكبيرة بالبرنوصي فهي غير صالحة للاستحمام، و مياهها ملوثة بالمياه العادمة وبمخلفات المصانع المتواجدة على طول الشريط الساحلي الممتد على دواوير "حربلي"و "المرجة" و"البحر"، بمحور عين السبع – البرنوصي.
سنوات طويلة قضتها ساكنة هذه الدواوير أبا عن جد في هذه المنطقة، حتى غدت جزءا لا يتجزأ من تاريخهم وهويتهم، لا يستطيعون الابتعاد عن البحر وصخوره ورماله، التي نحتوا فوقها أسماءهم وسنوات طفولتهم.. ذكريات يتذكرها بعض سكان الدواوير الساحلية بحزن وشجن ، ساخطين على الوضعية التي يعيشونها مع التلوث الذي لم تسلم منه دواويرهم ولا شواطئ تمثل مورد رزق العديد منهم.

فالتـلوث..مسؤولية من؟

حسب تحري مراسل الوطنية في الأمر، و التقاءه أحد ساكنة المنطقة ليسأله عن تفاقم الوضع و تدهوره، فقال : "ليس لدينا متنفس غير هذه الشواطئ المليئة بالأزبال والقاذورات والعوالق البحرية التي تلقي بها الأمواج على الشاطئ كما ترى، تختلط أرجلنا معها كالأطفال الذين يركضون وراء الكرة "، لا يجادل في كونه واحد من أبناء المنطقة ضحايا تلوث شاطئ "النحلة"، رغم معرفتهم المسبقة بالنتائج المترتبة عن مغامراتهم، بتعريض أنفسهم لأمراض جلدية أو تنفسية جراء الاستجمام، يضيف القائل أن العديد من أصدقائه أصيبوا ببعض الأمراض الجلدية وكذلك الحساسية، نتيجة تخلص المصانع والشركات الكبرى من المواد السامة المختلفة في البحر، بفعل المواد المستخدمة في الصناعة والزراعة، " وَاحْدْ كِي كَيْخْرُجْ من البحر، ضروري مَيْحُكْ جْلْدْ دْيَالُوا بشدة لِدَرَجَةٍ بَعْضْ المَرَاتْ كَيْقَلْعْ الجِلْدْ".

واقع الأمر دفع مراسلنا للانتقال في اتجاه الشواطئ القريبة من منطقة عين السبع، "بالوما" و " أولاد حميمون" بالمحمدية، بعض ساكنة المنطقة الذين قابلهم، سألهم عن تلوث الشاطئ الذين يعانون منه، كانت ردة فعلهم الابتسامة التي تخفي وراءها ما هو أعظم، وكأن حالهم يقولون لنا: "الفقر والحاجة هما الطامة الكبرى التي تؤرق معاناة أبناء المنطقة، وتجعلهم يقبلون بأي شيء، المهم أن يفي بالغرض حتى لو كان ملوثا "، حال لسانهم دفع الكثير ممن قابلهم مراسل "الوطنية بريس"، إلى الإعراب عن استيائهم الكبير تجاه عدم اكتراث الجهات المسؤولة بالمأساة التي تعيش وسطها والمعاناة التي يتكبدها الأطفال والنساء والشيوخ على وجه الخصوص، بفعل الروائح الكريهة التي تنبعث من مطرح النفايات، وكذا بسبب المياه العادمة التي تراكمت بدورها بجنبات الدوار والدواوير المجاورة. ليتضح لنا بجلاء الوضعية البيئية الكارثية، التي أضحت ساكنتها مرغمة على التعايش مع الأزبال والتي باتت تتراكم بشكل مخيف وسط وجنبات المياه الراكدة، التي تخترقها، وهو ما خلف حالة من الاستياء والامتعاض الشديدين لدى الساكنة، التي تطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لوضع حد للظاهرة قبل استفحالها بشكل أكبر.

الواقع البيئي الذي تعيش وسطه الساكنة على الشواطئ الساحلي للمحمدية و عين السبع يطرح تساؤلات مخيفة حول وضعيتهم الصحية، نتيجة تراكم الأزبال بشكل فظيع، والغياب التام حسب تصريحات السكان، لشاحنات نقل الأزبال، مما يهدد مختلف شرائح ساكنة الدواوير بأمراض تنفسية خطيرة وأعراض صحية لا تحمد عقباها.

فمن المسؤول عن هذا التـلوث البيئي ؟ و إلى من يوكل الأمر في الحد من تمادي الشركات في طرح مخلفاتها و موادها الصامة في مياه البحر بشواطئ المنطقة؟؟

هذا ما سيدفعنا إلى طرق أبواب الجهات المسؤولة لتوضيح ملابسات الظاهرة و موافاتكم بالتقرير.