عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-08-03, 11:46 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: النفس اللوامة و أنواعها ..و ذكرها في القرآن


أحوال النفس


قال تعالىلا أقسم بيوم القيامة* ولا أقسم بالنفس اللوامة* أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه* بلى قادرين على أن نسوّي بنانه﴾.


سأل رجل الحسن البصري فقال له: يا إمام كيف أعرف مكانتي عند الله ؟ فقال له: انظر مكانة الله عندك.


(لا أقسم بيوم القيامة﴾: (لا) هنا ليست زائدة، وإنما هي نافية، والمعنى: لا أقسم بيوم القيامة على أنه معظّم - لأن القسم يقتضي تعظيم المقسَم به - ولكن أقسم بيوم القيامة على أنّ يوم القيامة حق. ولا أقسم بالنفس اللوامة على أنها معظمة ولكن أقسم بها على أنها حق.


إن الفرق بين حق يوم القيامة وحق النفس اللوامة، أن يوم القيامة حدث مفصول عنك أيها الإنسان، وهو حق آت لا ريب فيه ﴿إن الساعة لآتية لا ريب فيها﴾. وأما النفس اللوامة فهي حركة متصلة بك أيها الإنسان، وهي حقيقة قائمة فيك، وهي بداية مرحلة اليقظة.

فيا أيها المنكر ليوم القيامة:
انظر نفسك اللوامة، فهذه النفس هي التي ستلومك بعد أن أنكرتَ يوم القيامة .. لأنَّ اللوم مستودَع فيك، وهي قضية إيجابية محمودة، لأنها بداية مرحلة اليقظة والإيمان بيوم القيامة.

و على ذكر النفس اللوامة... يمكن اعتبارالنفس تمر بأحوال متعددة تجعلها تنقسم إلى :

النفس الأمّارة - النفس اللوامة - النفس المطمئنة - النفس الراضية - النفس المرضية.

1- النفس الأمارة: وهي التي تميل إلى المادة، فهي نفس مادية بحتة، ولذلك لا تميل إلا إلى الملذات المادية، وتأمر الإنسان دائماً لكي يكون في فلك المادة، ولا ترى لذة إلا في المادة، ولا تعرف شيئاً اسمه المعنى أو الروح. لذلك ورد في القرآن الكريم: ﴿إن النفس لأمَّارة بالسوء﴾، وهذه تقال للنفس حينما تبتعد وتهوي إلى مكان سحيق.
2- النفس اللوامة: وهي نفس متنوّرة، فهي تطيع وتعصي، لكنَّها تطمئن وتستقر بعد أن تطيع، وتلوم وتندم بعد أن تعصي. لذلك قلت عنها: تطيع وتعصي، تعترف وتنكر. لكنها بعد العصيان والإنكار تندم وتلوم ذاتها، فهي في بداية مرحلة اليقظة.
3- النفس المطمئنة: وهي التي غلب عليها فعل الطاعة باطمئنان، أي هي ترتاح إلى فعل الطاعة، وإن وقعت في المعصية أحياناً، ولكن غلبَ عليها الاطمئنان إلى الطاعة. حتى ولو لم تنفّذ الطاعة، لكنها تطمئن إلى الطاعة.
وهي كمثل الرجل الذي يُسأل عن الصلاة ؟ فيجيب : والله إن الصلاة لتشرح القلب. يقول هذا الكلام بصدق حتى وإن كان مقصراً في أداء الصلاة.
فهذا يطمئن إلى الطاعة ولا يطمئن إلى المعصية، ويغلب اطمئنانه إلى الطاعة وعدم اطمئنانه إلى المعصية على اطمئنانه إلى المعصية وعدم اطمئنانه إلى الطاعة. فنسمي هذه النفس بالنفس المطمئنة.
4- النفس الراضية: وهي التي ترضى بالأمر بدون إكراه، ولو قال لها مَن تحب أو مَن تعبد، لو قال لها: موتي فإنها ستموت. ولو قال لها: افعلي كذا، لما سألت: لِمْ. أي هي راضية. وعلة الرضا: القيام بما يأمر به هذا الذي تتوجَه إليه بالحب والعبادة والطاعة... إلخ
فالنفس الراضية هي التي تنفذ من غير أن تسأل فيما إذا كان هذا الذي تنفذه ينفعها أو لا ينفعها.
وأذكر هنا من باب المثال قول ابن الفارض:
لو قال تيهاً قف على جمر الغضا لوقفتُ ممتثلاً ولم أتوقف
وأذكر قصة ذلك المجاهد القائد، وهو محمود الغزنوي لما قال لمرافقه الذي معه: اذهب أنت أيضاً وخذ غنيمتك كما يفعل بقية أفراد الجيش. فالتفت مرافقه وقال له: يا سيدي أنت غنيمتي. لقد رضي هذا الجندي من غير إكراه.

5- النفس المرضية: كما في قوله تعالى: ﴿رضي الله عنهم ورضوا عنه﴾.
ويقال من باب الاستئناس في هذا المقام أن نفس سيدنا محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم مرضية. لماذا ؟
لأن ربه قال له: ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾، بينما قال سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿وعجلت إليك ربِّ لترضى﴾ فنفسه عليه السلام نفس راضية.
فالنفس المرضية هي التي أخذت المقابل.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس