عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-16, 11:27 رقم المشاركة : 4
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

افتراضي رد: الشّيخات بين الأمس و اليوم - حفر في ذاكرة مجروحة -


الشيخة والسياسة

الشيخة هي اكتر الناس ممارستا لسياسة خصوصا ان حياتها العملية مربوطة بجلسات الزهو والمجون. لأن التعامل مع شخصيات غالبا ما تكون مخمورة تستدعي نوع خاص من الصبر والسياسة. هذه الشخصية جعلتها تتربع على عرش الريادة في ما يخص انجازاتها المواطناتية، الشيخة كانت في مقدمة من دافع على استقلال الوطن حيث لعبت أدوارا طلائعية في كل ما يتعلق بالتواصل وتوفير المعلومة والإمدادات للنخبة المقاومة كما أنها كانت تتحلى بشجاعة ورجولية اكثر من الذكور أحيانا خصوصا في ما يتعلق بتزويد المقاومة بالسلاح عبر المرور بمخاطر التفتيش الاستعماري ومراوغة عيون المتربصين والخونة مما جعل الكثير من دوي النفوذ والسلطة وكبار رجالات المخزن يتسابقون لكسب مودتها ونيل عطفها.
الشيخة التي كانت في زمان الرجال تصول وتجول وتفرق ما بين الذكور والعجول وخير دليل على دلك القصة المعروفة لممثل المخزن عيسى بن عمر والشيخة حويدة، “فيام العز” كانت كلمة الشيخة مسموعة ومعمول بها وتحترم وكانت مصدر للتشاور لأنها كانت تكتسي هبة ووقار وسط المجتمع في زمان ازدهر فيه الاستبداد صارخة في وجه هدا الأخير لا لصناعة الامبريالية والدكتاتورية لا لمخزنية تنهج سياسة فرق تسود نعم هي الشيخة التي ننعتها في زمننا هدا بالمنبودة والمغضوب عليها هي تاريخ المقاومة هي رافد من روافد هدا الوطن هي استبقت جل الحركات والتحركات من قبيل 17و20و25 فبراير لأن قاعدة نضالها لم تكن مربوطة بزمان او مكان الشيخة التي كانت اول من اخترق جدار الصمت واستغل فن البوح للانتقاد مخزن كان يتفنن في تفريخ سلطة القمع. ومن اشهر الشعارات الزجلية التي رفعتها الشيخة في وجه المخزن :
ومحلل لحرام ما يروح سالم …. وعمر لعلقة ما تزيد بلا علام
وراحلفنا بالجمعة مع لثلاث فيك المخزن لبقات … ونوضا نوضا حتى لبوكشور
نوضا نوضا حتى لدار السي قدور …. زيدوأولاد زيد راه الحال مزال بعيد


وضع الشيخة الوجودي

وضع الشيخة الوجودي و الاجتماعي تطبعه إكراهات سوسيولوجية و ثقافية، فالشيخة ليست عاهرة و هي منبوذة حين يفرغ منها في المناسبات التي تحييها، كالأفراح و الأعراس و العقيقة، و قد اشتغلت بالمجان في المناسبات الوطنية استجداء لرضا المخزن و المجتمع عنها، لكن هذا لم يجدها نفعا. لذا كان من الضروري دخول العيطة للحرم الجامعي من خلال بعض الأطروحات لتأسيس اشتغال أكاديمي لهذا النوع من الفن، لرد الاعتبار للعيطة كقضية جديرة بأن تدرس بأحدث و أفضل المناهج، و نخرجها من تقوقعها على الذات إلى مستوى الوطنية ليس بالمفهوم الجغرافي أو الإثني بل الكوني بالمقارنة مع الموسيقى الشعبية العالمية، و بالتالي سنكون حاولنا إنصاف العيطة. العيطة داء فطري تصاب به الشيخة و هي تناول تلقائي في جلسة معينة دون تحضير مسبق، و تخضع لمجهولية المؤلف، و ما يجعلها عرضة للتحريف هو ميلادها في مكان و تحولها إلى مكان آخر عن طريق هجرة الشيوخ و انتقالهم. ظهرت العيطة في القرن 19 و في القرن 20 ، شرع في تسجيلها و حفظها إبان فترة القايد عيسى بن عمر و بداية الحركات النضالية. و ما يروج الآن من أبحاث و دراسات بخصوص النشأة و التطور ما هو إلا افتراضات و تأويلات تؤطرها روايات مختلفة. و أول دراسة في الموضوع كانت للفقيه العالم عبد العالي الإدريسي الذي حاضر في فاس سنة 1932 متطرقا لفن العيطة في “سر الموسيقى و نتائج الغناء”. و العيطة لدراستها و تناولها بالبحث الأكادمي، وجب الاستماع إليها ومصاحبة الشيوخ و الانبثاق من تربتها. والتطرق إلى أنواع اخرى من الأوان الموسيقية القريبة من فن العيطة لاغناء البحث المنهجي لهذا الثرات الشعبي.



الملف من إعداد:

حكيم العسولي

خلود المختاري







التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس