عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-13, 02:25 رقم المشاركة : 1
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

طاكسي المنتدى بين الاستبداد الاستحمار





(1)
أنظمة الاستبداد نوعان:
استعبادية: حيث يرتكب الطاغية جريمته في الخفاء، ثم يكذب على الشعب بذكاء ويحرص على أن يصدقوا براءته.
واستحمارية: حيث يرتكب الطاغية جرائم جماعية في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد ويحرص على أن يروه كي يخافوه، ثم يكذب عليهم بمسرحية هزلية ويحرص على ألا يصدقوا كذبته، لكنه في النهاية يجبرهم على الاعتراف بأنهم يؤمنون ببراءته، بل وألوهيته، وأن يكذبوا أعينهم، فيهتفوا بحياة جلادهم، ويعتبروا شهداءهم مجرمين، فهو لا يريد أن يسلبهم حريتهم فقط ليصبحوا عبيدا، بل يريد انتزاع إنسانيتهم وضمائرهم ليتحولوا إلى حمير!


(2)
في نظام الاستحمار: يجمع الطاغية في حاشيته أذكى الأذكياء ممن لا ضمير لهم، ويقصي العقلاء والمتنورين بالقتل والنفي والسجن، ثم يضع على رأس مفاصل الدولة الحمقى والفاسدين والمتوحشين كي يصبغوا المجتمع كله بصفات الحيْوَنة، فيفقد الشعب أي أمل في الإصلاح والتغيير.

(3)
في نظام الاستعباد: يظهر الطاغية بمظهر السيد الكريم الرحيم، المتفضل على عبيده بنعمه، فتجد الشعب لا يكف عن قول “الله يعز الحكومة” في كل مناسبة، حتى عندما يلتحق أحدهم بجامعة أو يحصل على وظيفة أو يتلقى علاجا.
أما في نظام الاستحمار: فبالإضافة إلى ما سبق، يحرص الطاغية على إقناع شعبه بأنه سبب وجودهم أصلا، وأنه الضامن لاستمرارهم وبقائهم، فهو يطمس التاريخ ليجعل من نفسه نقطة البدء، ويحتكر المستقبل ليعلن أنه باق للأبد، ويحرم الناس من مقومات الحياة الكريمة ليفقدوا الإحساس بإنسانيتهم ويقنعوا بالحياة على الكفاف كالحيوانات، دون اعتزاز بماض ولا طموح بمستقبل، ودون أن يجرؤ أحدهم حتى على الدعاء للحكومة، خشية أن يُحاسب على ما قال وما لم يقل.

(4)
في نظام الاستعباد: يحق للمواطن أن يفكر، بشرط ألا يصل إلى درجة التمرد. ويحق له أن يتدين، بشرط ألا يصل إلى التطرف. ويحق له أن يجمع ثروة، بشرط ألا ينافس سيده الطاغية..
أما في نظام الاستحمار: فلا يجوز لأحد التفكير والتدين والثراء إلا إذا كان من حاشية الطاغية، لأنها من صفات الإنسان فقط!


(5)
في نظام الاستعباد: يحرص الطاغية على إقناع الناس بالقبول بواقعهم دون ثورة، لأن الواقع مقبول والتضيحة غير مضمونة العواقب وال، وقد لا تكون المكاسب كبيرة مما يستدعي التفكير بالتغيير.
أما في نظام الاستحمار: فيعمل الطاغية على تخريب الواقع إلى حد اليأس من إصلاحه، ويدمر الأخلاق حتى تستسيغ الظلم والتناحر، وينشر الذعر حتى يفقد الناس الثقة بالآخرين.

(6)
في نظام الاستعباد: يحرص الطاغية على إلهاء الشعب بالغرائز، فهو يشبع رغبات الناس حتى التخمة ليصبحوا عبيد شهواتهم، ولينشغلوا بها عن حريتهم.
أما في نظام الاستحمار: فيحرمهم الطاغية من حاجاتهم الأساسية، ويعطيهم ما يسد الرمق فقط، ليتحولوا إلى حمير لا همّ لها سوى تأمين شروط البقاء، ولينشغلوا بحق الحياة عن إنسانيتهم فضلا عن الحقوق الأخرى.

أحمد دعدوش:كاتب وباحث وإعلامي عربي







التوقيع







    رد مع اقتباس