عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-04, 13:29 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: كتاب:النهضة من الصحوة إلى اليقظة


• بين الفرد الصالح والحكم الراشد!


إن معطيات الواقع التي نملك لا تمدنا بالمعطى الثاني إطلاقًا، إلا أنها وباستثنائية ضئيلة جدًا تمنحنا الأمل في تكوين “الفرد الصالح” الذي إذ ما أصرّت الأمة على تكوينه بمعية المولى لحققت “الحكم الراشد” الذي من شأنه أن يغيّر العالم ويحيا “حياة طيبة”
ملخص ما اعتقده يؤكد أن منهج التغيير الحق هو ما صعد من القاعدة لا ما نزل من القمة، خصوصًا في عالمنا العربي الذي صار وجوبًا (بالنسبة لي على الأقل) رفع وعيه الفكري عن طريق التربية والتعليم المتوازين على فضاء الصلاح!
الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه هو الوحيد من الخلق الذي بدأ من الصفر ووصل إلى الذروة، بدأ من مجتمعات أقل ما يقال عنها أنها جاهلة، بدأ أميًا، وعاش نبيًا، الأمر الوحيد الذي أظهر الفرق بينه وبين سائر الأنبياء والرسل أنه استطاع ولأول مرة أن يُنبت من الصفر مجتمعا بديلا مستمرا وترك لنا “النظرية” صالحة لكل زمان ومكان مدعومة بالتطبيق المثالي!
أفغير النبي وجه العالم مباشرة، بكونه حاكمًا؟ أم أنه ألّف رجال النهضة؟
هل قامت الحضارة الإسلامية على أكتاف شبابٍ التفوا حول فكرة الإسلام وماهيتها؟ أم أن سلطة قريش تبدلت فتبدّل بهم الحال؟
ترجيح الكفة يقتضي الإسقاط على الواقع!


• مفاهيم:


“وَكَمْ من عائبٍ قوْلًا صَحيحًا وَآفَتُهُ مِن الفهْم السَقيم”
تلك هي، الآفة التي تنخر جسد الأمة المستسلمة بلا أدنى مناعة تُذكر ولا مضادات فكرية تحصى، ذاك هو السقم الذي تضخم أثره في العقول العربية مخلفًا “العفن الفكري”.
ربما هو عصر السرعة والاختصارات، لكن من قال أن عصر السرعة سيقلب المفاهيم ويحصرها في دائرة خانقة؟، عصر السرعة أبناء أمتي يتناسب مع تطور التكنولوجيا والتقنية الحديثة لا مع تقزيم المفهوم وتذليل آفاقه.


ترهل ساحة المفاهيم، أكبر الأوبئة التي جرّت معها معظم مصائب أمتنا العربية، مشكلة تضييق المفاهيم وحصرها في أصنام الاعتيادية والسطحية، مشكلة غياب الوعي والإدراك الحق لما وراء الأشياء، مشكلة تبعية مقيتة، الفارق أننا: لم يسأل أحدنا نفسه السؤال الأنسب في الوقت الأنسب وفي المكان الأنسب؟
نحن نجهل حقيقة الأشياء، نجهل خباياها، ماهيتها، دلالاتها وما الحكمة من تشريعها؟
قال أحدهم ذات مرة، “مسلم بالوراثة” ربما هذه بعض الحالات الشاذة ولكنني أجزم نسبيًا أن المحدث الأخير أكبر دليل على “البطالة الفكرية”، هذه البطالة التي تجمد العقل من التفكر والتأمل والتدبر، في الكشف عن كينونة الأشياء، والتنقيب في اللامرئي لجعله مرئيا، المتحدث التي لفظ بتلكم الكلمات كان يعي جدًا ما يقوله، الأمر متعلق بالتبعية والانسياق لمعطيات جعلناها بديهية إلى حد بعيد، لم يسأل أحدنا الكائنات التي أمامه؟ لم يحاور أحدنا عقله؟ لم يستلهم أحدنا جوهر الأشياء من حوله؟ لم يزن مقدار صلاحية وجوده؟
لم نجرد المعاني من أعظم دلالاتها؟ لماذا نجعل الإسلام – مثلًا- محصورًا في مجرد تعاويذ وأقوال ونصوص مقدسة لا تفيد في السياسة والاقتصاد و.. . و.. .. إلخ؟
يالِ مهزلة العقل البشري، إننا في القرن الواحد والعشرين لا زلنا سجناء بعد أن تحررنا من الإستدمار الجسدي، أسفًا!، ظللنا سجناء الإستدمار الفكري لقوقعة نمطية المصطلحات.
فالفهم الفهم.. أمّة يُعرب!


• ثغرات الفهم


ثغرة الفهم.. التاريخ!


كثيرًا ما ابتدأنا جل بحوثنا المدرسية أو حتى الجامعية بتاريخ الشيء الذي نبحث عنه، عن أطواره وتطوراته، مراحله، أذكر أن أحدهم أصر على دراستي للتاريخ قبل المباشرة في التعلم، قائلًا:”دراسة التاريخ أمرٌ مهم جدًا ويكاد يكون حاسمًا” ترى لمَ؟
البعض يأخذ الأمر بكل بديهية، تلك البديهية المبنية على أسس التقليد والاعتيادية، والبعض الآخر يأخذه على محمل الهزل ومجرّد تاريخٍ مر ثم زال، كلا الأمر ليس عشوائيًا أبدًا، الأمر يكمن في ثغرة الفهم الإنساني خصوصًا للعاملين في ميدان النهضة والتنمية، إنه التقزيم المجحف الذي نمارسه في حق بعض المفاهيم الضرورية، فالتاريخ ليس حصة إملاء شفوي لطلاب الثانوية العامة، أو تجريد الكتب والمؤلفات (على أهميتها)، التاريخ ليس مادة لحفظ مقررات الوزارة، ولا مادة مكمّلة أو معينة! التاريخ هو مصفاة أخطاء العالم، هو سيرورة العمل منذ الأزل، هو مجموعة استنتاجات يبنيها المجتمع لغدٍ أفضل، هو مجموعة الحلول الخاطئة التي تخول للوصول للحل الأفضل، إنه ركيزة الحاضر وعماد المُستقبل، وكما قيل: “الأمة التي لا تملك تاريخًا، لا تملك مستقبلًا”.
الأمة التي لا تستفيد من أخطاء ماضيها وعثرات قريناتها لن تنهض أبدًا، لن يُكتب لها المجد إلا بعد دراستها لمعطيات التاريخ دراسة حثيثة دقيقة وبوعي كامل مستديم حتّى يكتُب لها ما أرادت.
ثم إن الدراسة الحقّة للتاريخ ليست عكوفًا على مطالعة صفائح التاريخ فقط وإنما تحليلٌ واستنتاج، فهم واستنباط، مقارنةٌ ومعطيات، تفكيرٌ واستيعاب، تمعن وتركيز، فالقراءة تمدّنا بلوازم المعرفة فقط أما التفكير فيجعلنا نملك ما نقرأ!
فعايشُوا التاريخ.. كما تعايشون الواقع!

• الكيف:


ستكون الكيف أكثر الأسئلة صعوبةً لكنّها بالطبع ليست مستحيلة، فاجتياز عتبة الانحطاط وإمكانية النهوض ليسا بالأمر الخيالي، ليسا حلمًا أو أمنية يخرجان عن نطاق التحقيق، وإني لأبصر الفارق فيمن “علم فعمل” فيمن “أراد الحياة فحتمًا سيستجيب القدر”، فيمن “امتلك نخوة فثار بها”
ولعلي أرى العنوان العريض لنهضة الأمة في “إعداد الرجال”، الرجال الأشداء والمحاربين الأقوياء الذين يحملون لواء الأمة عن حق، بإيمان قوي بالفكرة وتضحيات بالغة من أجلها، هذا أحد “سداسية قوانين النهوض” التي أوردها الشيخ الشهيد حسن البنا لذا:


فأرى الحل في عمليتي التربية والتعليم بحيث يتم تنشئة جيل على رسالة الإسلام الخالدة وهي تمثل “الفكرة المركزية”، بكل قيمها وثوابتها من تقديس العلم والوقت والأخلاق، ولن يكون ذلك إلا باستحداث التعليم على منهج المنظومة المعرفية الرشيدة، حيث يتلقى الناشئ عن رغبة جامحة العلم من أصوله ومنابعه الصافية، فتتكون له ثقافة مُعتبرة لا يزال يشحن في رصيده حتى آخر نفس، مع التأكيد على ضرورة التخصص في مجال معيّن وكشف أغواره وخباياه.


عمليًا: سيكون ذلك من مهمة الأسرة بالدرجة الأولى في المحافظة على البيئة السليمة للناشئ ومراعاة الضغوط الخارجيّة التي يفرضها المجتمع. ثم سيكون الدور منوطًا بالدولة في ترقية التعليم “الحق” ونشره بأسهل الطرق لا إضاعة الوقت في مجرد خزعبلات لا تفيد الحياة العملية في شيء!


والتعليم الحق هو ما انطلق ابتداءً من العقيدة السليمة ونظرتها للكون وتكريسها على الواقع بحلول عملية لا كمحصلة للفكر الغربي المجحف للكثير من أساسيّات ومبادئ الإسلام.
ولا ضير إن ما تكفلت بعض الجهات العاملة بمجال النهضة باستحداث التعليم عن طريق تشييد مدارس وجامعات خاصّة من مختلف العلوم، يترأسها رجالٌ يؤمنون بضرورة التغيير وتحقيق اليقظة الفكرية! (الأمر أشبه بما يطمح إليه معهد المناهج وكذا مشروع جيل الترجيح ومشروع النهضة وأكاديمية التغيير و.. .. و.. .. و.. .. . )
.. . تكوين جيل سياسي (خاضع لعمليتي التربية والتعليم) يعمل على فهم الأحداث السياسة ويشارك بفعالية في مجرياتها بشكل يسمح له بتطبيق مشاريع تنموية تسهم في الرفع من الوعي القومي، ويعمل على تحقيق إرادة الشعب في حال ما ابتغى السيادة. (وهنا أأكد أن السيادة خطوة حتمية بعد عملية إصلاح المجتمع أو موازية لها!، لكنها أبدًا لن تتحقق تحت شعب يعمّه الفساد الفكري).
أخيرًا..

دومًا هناك فرق كبير وكبير جدًّا ما بين النظرية والتطبيق، أن نظل ننزف في بحار الأبجدية لغات جديدة، نظريات جديدة فهذا جيّد في حالة وحيدة إذ ما اقترنت النظرية بالتطبيق، العقيدة بالسلوك والفكرة بالبناء!
حينها فقط سنكون النهضة مرجحًا للجميع!





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس