مستشفى الولادة السويسي بالرباط العاصمة
فيديو






أماطَ مقطعُ "فيديُو" جرى تصويرهُ، حديثًا، في مستشفى "ابن سينا" في الربَاط، اللثام عنْ فصول مقلقة من معاناة أطفال مرضَى؛ يقصدُون العاصمة رفقَة أمهاتهم لتلقِي العلاج، فإذا بهم يضطرون إلى افتراش الأرض، وقدْ نفذت الأسرَّة وضاقت بوافدِين جدد، فيمَا يكابدُ بعضُ الآباء مبيتًا في الخارج، وسطَ ضعفِ بنيات الاستقبال.

غرف مكتظَة بالمستشفى امتلأت عن آخرها، لا ينتصبُ في وسطها سوى سرير واحد، وأمهات مسجيات على الأرض بأغطية، يمسكن بأبنائهن اللذين لا يزالُ كثيرون منهم رضعًا يتناولون الحليب، محاولاتٍ إخفاء أوجههن عن عدسة الكاميرا، وضعٌ يصفهُ رئيس جمعيَّة منتدَى الطفولة، عبد العالي الرامِي، بغير الآدمِي، قائلًا إنَّ الأمر وإنْ كان باعثًا على الدهشة لدى كثيرين، إلَّا أنه لا يخفى عمن ألفُوا التردد على المرفق، لأنَّ الاكتظاظ به صار مزمنًا، لا حالة طارئة، تحصلُ من وقتٍ لآخر.

المعضلة لا تقفُ عند حدود غياب أسرة لاستقبال الأطفال الذِين يفترض أنْ يتلقوا العلاج بصورة مستعجلة، لكونهم جاءوا من مناطق بعيدة لمْ تؤمن مستشفياتها العلاجات التي كانت مأمولة، لكنهُ يتعداهُ إلى الآباء الفقراء الذين لا يعثرون على مكانٍ يبيتُون به، وهم المضطرُون إلى ملازمة أبنائهم، فيما توجد تجربة استطاعتْ أن تؤمن بعض المساعدة للآباء ممثلة في "دار المستقبل" التي تستقبل أهالي المرضى بالسرطان.

ويخشَى الرَّامِي من أنْ يفضي الوضع الحالي، في حال لم تبادر الجهات المسئولة إلى تأمين الأسرة للأطفال المرضى وآبائهم، على حدٍّ سواء، أنْ تتفاقم المشاكل الصحيَّة، لأنَّ الرائحة تكون كريهة بسبب الاكتظاظ الزائد، مع مكوث أزيد من عشرة مرضى وأهاليهم، في غرفة واحدة أحيانا، سيما أنَّ بعض الأطفال يكونون مصابين بأمراض تنفسيَّة تستلزمُ فضاءً نظيفًا.

الفيديُو الذِي يعكسُ صورةً لقتامة الواقع الصحِي بالمغرب، أثار موجة استياء في مواقع التواصل الاجتماعِي، لدى رواد اعتبروه أمرًا لا يليقُ بأكبر مستشفى في المغرب، لأنَّ المفترض فيه أنْ يقدم ما عجزت مراكز صحية أخرى في المغرب عن القيام به، متسائلين حول ما ستكون عليه المستشفيات النائية ما دام مركزٌ في قلب العاصمة يوجد في حالةٍ سوء مماثلة