2014-06-17, 08:12
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الكاريكاتير .. ريشة مشاغبة تمتهن الكوميديا السوداء وتبدع السخرية | الكاريكاتير .. ريشة مشاغبة تمتهن الكوميديا السوداء وتبدع السخرية هسبريس - زهور باقي
الاثنين 16 يونيو 2014 "عندما يكون النقد هدفا تصبح السخرية أسلوبا، ثم يصبح الواقع ملهمها الدائم"، شكلت هذه العبارة بداية دخول فن الكاريكاتير إلى المغرب خمسينيات القرن الماضي. هو ريشة مشاغبة بين صفحات الجرائد اليومية، قلم ساخر يستهويه التهكم، لغته واحدة موحدة، رسالته هادفة، وهوايته انتقاد أحوال الساسة والسياسة. جنس صحافي أم رسومات فنية؟ تكميلي أم أساسي؟ بالتعليق أم بدونه يكون أقوى؟ وسط كل هذه التساؤلات وغيرها التي دأبت مدينة شفشاون أن تحتضنها في ملتقاها الوطني السنوي مع أبرز فناني الكاريكاتير المغاربة ومسؤولين في الإعلام والفن والسلطة لا زال الكاريكاتير في المغرب يبحث عن الاعتراف والهوية، لكنه يبقى ابناللفنون التشكيلية وأبا للكوميديا السوداء بامتياز. من جدران المعابد لصفحات الجرائد يربط البعض البداية التاريخية للكاريكاتير برسومات قدماء المصريين على جدران المعابد الفرعونية، ويربطها اخرون بظهور لوحة جدارية بروما في القرن الأول الميلادي، فيما العربي الصبان أشهر رسامي الكاريكاتير في المغرب يرى أن الانطلاقة الفعلية ارتبطت تاريخيا باسم الإيطالي انيبال ****شي(1560_1609) كأول من رسم في التاريخ الحديث صورا تمثل أشخاصا يحيطون به بأسلوب فني مضحك. في المغرب بدأ فن الكاريكاتير مع بداية الاستقلال يقول إبراهيم المهادي قيدوم الفنانين الكاريكاتوريين المغاربة " ظهر الكاريكاتير قبل 200 سنة وازدهر مع الطباعة، أما في المغرب فلم يظهر إلا مع الاستقلال بفضل مصطفى العلوي الذي خلق منبرا جمع فيه مجموعة من الكاريكاتوريين رفقة الفيلالي والبوهالي والصبان والعربي بلقاضي الذي تحول لفنان تشكيلي واخرون. كانت العلاقة منذ الأول مشتتة ولكن حاليا شرعوا في التجمع ولملتقى شفشاون أهمية قصوى لتكريس الوعيبأهمية الكاريكاتور كجنس مستقل لا يتهكم على المسؤولين بقدر ما هو موضوع نقدي يبين الاعوجاج لإصلاحه" ويضيف المهادي مستدركا "وحتى كلمة الكاريكاتير أصبحت متجاوزة وأصبح اسمه رسم صحافي له نفس الأهمية التي للمقالات الصحفية بل أن رسم كاريكاتوري واحد أحسن من سبعة مقالات مكتوبة ". المهادي الذي اشتغل بجريدة العلم والمحرر كان يستعمل "أبو سيف" كتوقيع لرسوماته التي عبرت الحدود وفازت بجوائز عالمية. من رجل تعليم إلى كاريكاتوري ثم صاحبكتاب"سنوات الرصاص والحبر والفحم والطباشير" الذي يضم أجمل ما رسمه خلال نصف قرن من الإبداع. يعتبر هذا الفن الساخر ترمومترا حقيقيا لقياس مدى تحقق الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير حيث أن التأسيس لفن الكاريكاتير بالمغرب وفرض وجوده كجنس جريء وريشة لاذعة خلف ضحايا كثيرين في الصدام مع السلطة والقضاء والمتطرفين الدينيين. أول القضايا منع المهادي من الرسم لثمانية عشر سنة لانتقاده خطابا ملكيا للحسن الثاني، مرورا بدعاوي قضائية في ردهات المحاكم إلى اعتقال خالد كدار سنة 2009 بتهمة المس بمقدسات ورموز الدولة ولا زال الفن المشاكس يثير المشاكل حيث اخرها تهجم السلفيين على الفنان العربي الصبان ألمع رواد هذا الفن، وتكفيره في إحدى رسوماته بالأحداث المغربية بدعوى الاستهزاء بالصحيحين. يتبع | التوقيع | " اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا " | |
| |