عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-16, 02:42 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي تعلم الطفل لمبادئ القراءة



تعلم الطفل لمبادئ القراءة
إن من عناصر القراءة الأولية المعنى واللفظ والرمز ، والطفل قبل دخول المدرسة متمكن من عنصري المعنى واللفظ ، ودور المدرسة يقوم على تعليمه الربط بين الكلمات ذات المعاني ورموزها"أي ما هو مكتوب" فهي تساعده على إيجاد علاقة بين الملفوظ والمكتوب ، وليتم تخزين ناجح في ذهن الطالب فمن المفيد ربط الكلمة المكتوبة والتي يتدرب على لفظها بصورتها أي بجانب كلمة أسد توضع صورة أسد بحيث نضع المؤشر تحت كلمة أسد ونكرر لفظها ونطلب من الطفل إعادة ما نلفظه المرة تلو الأخرى ، كل هذا يتم تعلمه باستخدام طرق تدريس متنوعة كالطريقة الكلية التي تبدأ من االجملة فالكلمة فالمقطع فالحرف أو الطريقة الجزئية التي تبدأ بالحرف وتنتهي بالجملة أو الطريقة التوفيقية التي تجمع بين الطريقتين ، فعند تعليم الطفل قراءة ما هو مكتوب نستخدم الطريقة الكلية وعند البدء بتعليمه الكتابة نستخدم الطريقة الجزئية ومما لا شك فيه أن الطريقة الكلية تنسجم مع الوظيفة الإدراكية للعقل ، حيث أن العقل يدرك الكل قبل أن يدرك الجزء.
إن تعليم الطفل القراءة بالطريقة الكلية يعوده على السرعة في القراءة مع فهم ما يقرأ، وهذا هدف هام يسعى المعلم على تحقيقه ، أما الطريقة الجزئية فإنها تجعل الطفل بطيئا في القراءة وهذا يعطي انطباعا بأنه ضعيف في القرءة لأنه سيعتمد أسلوب تهجئة الكلمة لقراءتها ، وسيترتب على هذا البطء آثار غير طيبة على تقدم الطفل في القراءة وعلى استيعابه لما يقرأ وهذا ما سيجعله في حالة توتر دائم مما يضخم المشكلة في ذهنه بشكل حاد تشغل تفكيره وتشعره بعجزه .
إن مشكلة الضعف في القراءة يجب ألا تجعل الطفل ومن حوله في حيرة يقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه الظاهرة ، بل عليهم أن يجدّوا في البحث عن حل لها ، فإنقان مهارة القراءة مهم للإنسان لأنها توفر له سبل العمل وتيسره له ، ولأجل هذا فمن الضروري أن نخلق الدافعية لدى الطفل نحو القراءة
نجعلها كالعادة المستحكمة بالفرد .
يتفاعل في مهارة القراءة العملية البصرية أو السمعية بالعملية الإدراكية الفكرية وارتباط هذا التفاعل بالخلفية الثقافية وبمشاركة اللسان في بعض الأحيان يؤدي إلى ما يسمى القراءة الجهرية ، أما إذا لم يتحرك اللسان فهذا ما يسمى القراءة الصامتة .
إن تعليم تلاميذ الصف الأول الابتدائي "الأساسي " يعتمد مطلقا على معلم يتحلى بسعة الصدر وواع لطرق التدريس المختلفة ليختار المناسب منها , فالميدان الذي يخوضه المعلم ليس سهلاً " فالتعليم هو أخصب ميدان للنمو والسعادة والإحساس بالقدرة على الخلق والإبداع والابتكار في مجال إنساني بوسيلة إنسانية ولغاية إنسانية . . فنحن نعلم لكي نوفر للتلميذ البيئة العضوية الحية الغنية بالمثيرات والامكانيات التي يطلق فيها طاقاته إلى أقصاها(لماذا نعلم؟ لويز شارب- ترجمة محمد علي العريان ص389 ط 1964 )
يبدأ الطفل منذ الولادة باكتساب الخبرة التي تساعده على تعلم القراءة ، كما أن نمو قدراته العقلية واتزان إنفعالاته وتفاعله مع من يحيط به وتوافقه اجتماعياً معهم تعتبر بحد ذاتها عوامل مساعدة على تعلم القراءة ، ومن الضروري تهيئة الطفل للقراءة قبل دخول المدرسة ، فلدى الطفل القدرة على تسمية الأشياء المحسوسة التي تقع في دائرة بصره ، فهو بعد أن ربط هذه الأشياء التي أبصرها بأسمائها أدرك الطفل معناها لذلك نستطيع أن نقول أن الطفل قبل بلوغ السادسة من العمر تكون لديه ما يزيد عن الفي كلمة من هذه المفردات ذات المعاني مما يخلق لديه القدرة على التعبير عما يجول في ذهنه من أفكار .
والأسرة هي التي تقوم بتهيئة الطفل للقراءة من خلال تفاعلها الاجتماعي معه ومع رفاق اللعب فقد يسرد الأب لطفله قصة ما أو يتفوه ببعض الجمل القصيرة ويطلب من طفله محاكاتها وتكرار هذه المواقف يعوّد طفله على تركيز انتباهه لإدراك ما يسمع مما يجعله قادرا على التقليد والمحاكاة والحصيلة النهائية لذلك زيادة ثروته اللغوية .
تتنوع الوسائل التي يمكن اتباعها لزيادة ثروة الطفل اللغوية طبقا للدور الذي يقوم به الآباء ، فالآباء قادرون على تنمية سمع الطفل بتعريفهم لمواقف يحدث فيها أصوات متنوعة على أن يقوم الطفل بعدها بتمييز هذه الأصوات بذكر مصدر كل منها، كما يستطيع الآباء تنمية حاسة إبصار أطفالهم بتنمية قدرتهم على تمييز الألوان والأشكال والأحجام وصور الأشياء ويعمل الآباء على زيادة خبرات أطفالهم من خلال الرحلات وزيارة السوق وحديقة الحيوان والمزرعة وورشات الصناعة فهذه المشاهدات تثري خبرات الطفل قبل دخول المدرسة وهذا ما يساعده على تعلم القراءة بسهولة ومن هنا ندرك أن دور الاباء لا يقتصر على تدريب أطفالهم على المشي والكلام .
لم يكن تعليم الطفل القراءة والكتابة مرتبطاً بالعمر الزمني للطفل بعكس ما هو سائد في غالبية أذهان الناس الذين يرون أن الطفل عندما يصبح في سن السادسة يكون قادرا على تعلم القراءة وهذا يتعارض مع ما توصل إليه علماء وظائف الأعضاء فوظائف الأعضاء والجهاز العصبي قد لا يكتمل نموها في السنة السادسة لبعض الأطفال ، وبناء عليه فإن العمر الزمني ليس العامل الحاسم للبدء بعملية القراءة وخير موجه لنا ما أشار إ"ليه " فروبل " في أن الطفل يجب أن يتعلم القراءة والكتابة والحساب عندما يريد أن يتعلمها أي استعداد الطفل للتعلم ويتحدد هذا الاستعداد بالنضج العقلي أي وصول العقل أولا إلى مرحلة كافية من النمو تمكن الطفل من استيعاب ما تعلمه وفهمه ، فالعقل في هذه المرحلة يدرك المحسوس قبل إدراك المجرد والبسيط السهل قبل الصعب . ويتحدد الاستعداد أيضا من خلال النضج الجسدي ثانيا ، وثالثا من خلال التوافق الاجتماعي والانفعالي للطفل فاضطراب الطفل انفعاليا يوتره ويشتت انتباهه كما أن عدم شعور الطفل بالأمن يهدد ذاته مما يشعره بالاحباط والفشل وهذا ينعكس سلبا على تعلمه القراءة ، والتفاوت في درجات الاستعداد لدى الأطفال يخلق ما يسمى بالفروق الفردية ومن واجب معلم الصف الأول الأساسي أن يكتشف الخلل في استعداد الطفل للقراءة ليتمكن من علاج ذلك وأبسط قواعد العلاج ايجاد علاقة حميمة بين المدرسة والمنزل كي يشعر الطفل بالأمن والاستقرار مما يحفز الطفل للتعلم بحيوية ونشاط .






    رد مع اقتباس