عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-24, 19:29 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 ملف عن الغابة وأهميتها في حماية البيئة نماذج من غابات المغرب.


مقدمة:

الغابة و
أهمية الشجرة في حماية البيئة




أولى الإنسان العاقل منذ غابر العصور قدسية للشجرة، لأن حضارته انطلقت من خلالها.
فكانت مصدر قوته ودفئه وظله ومنها كان سلاحه وبيته وآلة تنقله ومحراثه وهي المنطلق لاكتشافاته الحديثة ( العجلة- النار- ركوب البحر
)

-
تشكل الغابات ثلث مساحة اليابسة على الأرض / 4126 / مليون هكتار ( غابات ) ومعظم الغابات المستثمرة حالياً تتركز في أمريكا الشمالية وأوروبا واتجهت الأنظار مؤخراً إلى الغابات الاستوائية الضخمة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية حتى أن بعض هذه الغابات العذراء قد أزيل نهائياً بشكل غير عادي.

-
في بلاد الشام كانت الغابات تحتل نصف المساحة العامة للبلاد وكان أثرها كبيراً في حضارة الأقوام التي سكنت المنطقة وجاورتها . فالأرز اللبناني كان عاملاً هاماً في تنشيط وتقوية الحركة التجارية والبحرية للفينيقيين الذين استعملوا خشب الأرز في بناء أساطيلهم البحرية وتجارتهم مع الجوار.

ويحدثنا التاريخ بأن الملك الفرعوني سنفرو /2700/ ق.م كان يتاجر مع الفينيقيين بالأخشاب ، وقد استعمل أربعين سفينة لنقل خشب الأرز إلى مصر ، واستمرت أعمال القطع في غابات لبنان وسوريا إلى أن جاء الإمبراطور الروماني هارديان /100/ ق.م الذي أصدر قوانين لحماية الغابات وعدم قطع الأشجار وخاصة الصنوبر والشوح والأرز .

لكن أعمال القطع عادت واستمرت أيامَ الاحتلال العثماني الذي دام أربعة قرون حيث تم خلالها تدمير الغابات نهائياً
.
ولم يبقَ من غابات الأرز الجميلة في سوريا ولبنان سوى أربعة غابات صغيرة تضم الأشجار القديمة المعمرة..

وليس أدل على ذلك القانون الذي أصدره السلطان العثماني والذي جاء فيه: ( إن كل رجل يقوم بتقديم حمولة جملين من الخشب يعفى من التجنيد الإجباري )، وقد استعملوا هذه الأخشاب في مقاطع السكك الحديدية وتسيير قطاراتهم
...

-
تذكر الكتب بأن الطريق الذي كان يسلكه الخليفة هارون الرشيد من بغداد إلى الرقة مقر اصطيافه، تحتضنه الغابات والأشجار الوارفة الظلال.
وكذلك الحال في بلاد ما بين النهرين حيث كان الغطاء النباتي كثيفاً وتدل الآثار على أن بابل كانت غنية جداً بالأشجار الحراجية وخاصة النخيل والسرو .
وحدائقها المعلقة خير دليل على اهتمام البابليين بالأشجار .

وقد تدهورت هذه الغابات الرائعة التي كانت عنوان الحياة الحضارية التي عاشتها الأقوام المتعاقبة في هذه الأرض نتيجة ظلم المستعمر وحقده الذي استمر طويلاً
.

-
بالرغم من تقدم الحضارة الإنسانية فقد ظلت الشجرة تحمي الإنسان من أكبر أعدائه وهو انجراف التربة الذي يؤدي إلى الجفاف ثم التعرية ومن ثم القضاء على التوازن البيئي الذي يهدد كوكب الأرض .

وقد بينت الدراسات بأن منطقة عارية من الأشجار معدل أمطارها 600 ملم / سنوياً وانحدارها 10% ينجرف من تربتها سنوياً ( 78 ) طن/هكتار أما إذا كانت نفس الأرض مزروعة بالمحاصيل سوف ينجرف منها ( 20 ) طناً سنوياً في الهكتار الواحد ..
أما إذا كانت مغطاة بالأشجار فلا ينجرف منها شيء بل أن هذه الأشجار من خلال أوراقها المتساقطة والمتخمرة تزيد من غنى التربة وخصوبتها بإنتاج المادة الدبالية والعضوية.

فالشجرة أفضل حارس للأرض حيث تتلقى الأمطار على أوراقها وفروعها فتسيل متباطئة على الأغصان لتودعها باطن الأرض وتغذي فيها الينابيع والأحواض الجوفية
.

-
أهمية الأشجارعلى البيئة :

1-
تعتبر الأشجار
رئة الطبيعة، تنتج الأوكسجين النقي بمعدل 1.5 – 3 طن / كم2 يومياً.
وتثبت الغابات في الأرض سنوياً / 40/ مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون السام الذي تحوله إلى كتلة حيوية أقلها الغذاء، إن احتراق /100/ ليتر من البنزين في محرك سيارة يحتاج إلى /350/ كغ أوكسجين بينما يحتاج الإنسان لتنفسه في يوم كامل /680/ غرام أوكسجين والغابة تعطي الجميع.

2- توقف الانهيارات الثلجية في المناطق الجبلية وتقلل من أخطار الفيضانات

3- تقلل من سرعة الرياح وتعمل كمصدات لها، فتحمي المزروعات وتدرأ تساقط الأزهار والثمار لتزيد الغلة بنسبة 30%

4- تشغيل الأيدي العاملة في مشاريع الحراج والاصطياف، والتمتع برياضة الصيد، وتنمية الذوق الرفيع في الشعر والرسم والموسيقى، والبحث العلمي، وتأمين التمويه والمخابئ الجيدة أثناء الحرب.

5- تحفظ الوسط الحيوي فتبقي هرم التغذية متوازناً من أصغر كائن إلى أعقلها


6-
تنظم المناخ وتحافظ على رطوبة الهواء ودرجة الحرارة بواسطة النتح والتبخر فالغابة تخفض من درجات الحرارة العليا وترفع من الدرجات الدنيا ويشعر المرء بذلك حينما يلجأ إلى ظل شجرة صيفاً أو شتاء وخاصة في الليل.

7- تنتج المادة الدبالية والعضوية الناتجة عن تساقط الأوراق وتخمرها فتحسن بنية التربة من حيث نفوذيتها للماء والهواء وإمكانيتها على الاحتفاظ بالماء
.

8- تحد من التلوث البيئي ويمكن للغابة أن تكون ملجأ ذرياً، حيث أظهرت الأبحاث في دول عديدة أن هواء الغابة يحوي من الغبار الذري نسبة تقل /15/ مرة مما هو عليه خارجها، وسكان الغابة أقل تعرضاً لأمراض سرطان الدم والعظام
.

9- تثبت الغبار وتوقف تحرك الرمال والكثبان الرملية، وإليكم هذه القصة
:
يحكي شيخ فارسي: ( هرعت القبائل يوماً إلى الشاه عباس وهو في رحلة ما بين شيراز ومشهد وهي ترتعد وتقول لقد حل بنا الغضب الرباني ... وأي غضب فالرمال غطت بيوتنا ومزارعنا وقضت على أنعامنا وخنقت أطفالنا ... العَون يا رب من الله نطلب العَون .
عند ذلك نظر إليهم الشاه بهدوء وطلب فانوساً فأتوه به، فأوقده، ثم رفع الحظار الزجاجي عنه ونفخ فيه فانطفأ فعاد وأوقده ثم وضع الحظار الزجاجي ونفخ فيه فتلاعبت شعلته قليلاً لكنها استمرت مضيئة وتعجب القوم مما فعله الشاه، إلا أنه نظر إليهم ملياً ثم قال:
لقد حطمتم الحظار الذي كان يحميكم، أشجار الغضى وشجيرات الأرطى فسهل على العاصفة إطفاء مدينة بيوتكم ... العواصف من آيات الله ولكن هذا ما جنته أيديكم ).

10-
تمتص الضجيج وتخلق جواً من الهدوء والسكون

11-
تشكل غطاء أرضياً ينظم موارد المياه ويحفظ المناظر الطبيعية الجميلة.

12- تؤمن مكاناً رائعاً للتنزه والاصطياف حيث الطيور والحيوانات البرية، وتلعب دوراً هاماً في الصحة النفسية والعضوية وتترك لدى الإنسان شعوراً بالراحة تنجم عن خصائص غير منظورة لأن أغلب الأشجار تفرز مواد عضوية وزيوت طيارة قاتلة للجراثيم المعلقة في الجو والتي تصيب الإنسان، فالسنديان والبلوط واللزاب تقتل الجراثيم خلال خمس دقائق والريحان خلال سبع دقائق والسرو خلال /15/ دقيقة ...الخ ومما لاشك فيه بأن بيئة خالية من الجراثيم تصنع الصحة .
13-
تحمي النباتات الصغيرة وتؤمن لها جواً مساعداً لنموها كالفطور والسرخسيات وغيرها الكثير.

14- تعدد الفوائد الاقتصادية للأشجار فمنها نأخذ الثمار( كستنا- صنوبر ثمري- بندق ...) والأخشاب والأحطاب والفلين والمواد الطبية والزيوت العطرية من( الغار والبطم ) ومن أزهارها يصنع النحل أطيب الأعسالوبالرغم من هذه الأهمية البالغة للشجرة والغابة فإن إنسان هذا العصر يصر بشكل يدعو للعجب على تدميرها وكأنها عدوه اللدود مخالفاً كل الشرائع السماوية التي كانت فيها الشجرة موضع تقديس واهتمام .




تأثير الغابات في المناخ


1- المناخ داخل الغابة :


للغابات تأثير واضح في المناخ داخل الغابات حيث يكون أكثر اعتدالا وانتظاما من مناخ الأماكن الخالية من الغابات

ويتميز بما يلي:

ضعف التغيرات الحرارية بين الليل والنهار وبين الفصول بسبب وجود الغطاء الشجري الذي يحد من وصول الضوء داخل الغابة ومن ضياع الحرارة ، كما انه لا يحدث صقيع داخل الغابة

ارتفاع الرطوبة الجوية بشكل محسوس .

قلة حركة الريح مما يسمح للضباب أن يتكاثف بشكل قطرات عند احتكاكه بجذوع الأشجار .

إضاءة مختلفة تبعا لكثافة الغطاء الشجري ، حيث يصل الضوء إلى داخل الغابة ، إما مباشرة دون أن يحدث أي تغيير في مكوناته ،

أو من خلال الأوراق فيحص عندها امتصاص انتخابي للأشعة المكونة له فيصل إلى سطح التربة غنيا بالأشعة تحت الحمراء وفقيرا بالأشعة فوق البنفسجية .

إن المناخ الخاص داخل الغابة يسهل حياة الكائنات الحية الحيوية التي تلتجئ إليها ، كما انه يؤدي إلى تنوع الكائنات النباتية وكذلك إلى تنوع الكائنات الدقيقة وزيادة نشاطها .

يمكن للضباب أن يساهم مساهمة فعالة في زيادة الأمطار داخل الغابات في المناطق التي يكثر فيها تردده وفترة مكوثه .

وبالفعل فان الغابة في هذه المناطق تلعب دور حاجز بالنسبة لحركة الهواء مما يسمح للضباب بان يتكاثف بشكل قطرات عند احتكاكه بجذوع الأشجار ،

عندما تلتصق القطرات فيما بينها فإنها تسقط من الأغصان والأوراق والجذوع على شكل منتظم .

وقد بينت الدراسات إن هذه القطرات يمكن أن تشكل كمية لا يستهان بها من المياه خلال العام التي تغذي الغابة ،

وذلك مقارنة مع كمية الأمطار الهاطلة سنويا . كما هو الحال في غابات السيكويا الساحلية في كاليفورنيا حيث يوجد حزام من الضباب يغطي هذه الغابات .

وكذلك إن الأشجار الطويلة لها قدرة اكبر على تكوين قطرات الماء من الضباب ،

وهذه القطرات المائية تساهم في تغذية الأشجار بالماء عن طريق الأوراق كما أنها تسقط بهدوء إلى ارض الغابة

فتمتصها التربة حيث تساهم في رفع المحتوى المائي للتربة وتحسن من التغذية المائية للغابة إضافة إلى تغذية مياه الينابيع .

2- تأثير الغابات في المناخ المحلي والإقليمي وفي توازن المناخ العالمي




تؤثر الغابات في المناخ المحلي والإقليمي والعالمي عن طريق تأثيرها في الرطوبة الجوية وفي كمية الأمطار وفي درجة الحرارة وفي حركة الرياح .

يؤمن الماء المتبخر من المحيطات والبحار ما يعادل 90% من الأمطار الهاطلة في البلاد المعتدلة المناخ .



وفي هذه الظروف المناخية يكون تأثير الغابات الطبيعية في هطول الأمطار خفيفا نسبيا بحدود 6% ، إلا انه بالرغم من عدم زيادتها الكبيرة للأمطار

فإنها تحسن من النظام المائي للمناخ العام ، لاسيما وإنها تساهم في تغذية المياه الجوفية والحد من الانسيال السطحي لمياه الأمطار .

إن هذه الغابات تؤثر في المناخ عن طريق التبخر والنتح الحقيقي فترفع من الرطوبة الجوية وتساهم في تشكيل الضباب والندى داخل الغابة لاسيما المناطق الحراجية المتسعة الأرجاء .

إلا أن الغابات الاستوائية والمدارية المطيرة نتيجة طبيعتها المسرفة للماء والكمية الهائلة من بخار الماء الصادر عن تبخر ونتح الأشجار العملاقة التي تبث في الجو .



تساهم بشكل واضح في زيادة كمية الأمطار كما في غابات الأمازون والكونغو وغابات جنوب شرق آسيا ( ماليزيا ) وشمال استراليا والتي يمكن أن تصل إلى 50 % من كمية الأمطار السنوية .

إن الكمية الهائلة من بخار الماء تتكاثف في طبقات الجو العليا على بعد 10 كيلو متر بعد أن تبرد فتسقط بشكل أمطار غزيرة .

وتشير الدراسات أن 50 % من الأمطار الهاطلة على غابات حوض الأمازون المطيرة مصدرها الماء المتبخر من الأشجار ، أما الجزء الباقي 50 % فيأتي عن طريق الرياح الرطبة من خارج حوض الأمازون.

أي إن للغابة الأمازونية والغابات الاستوائية والمدارية عامة دورا أساسيا في تشكل الأمطار.

- كما أن التكوينات الغابوية الاوجية في المناطق المعتدلة المناخ مثل منطقتنا المتوسطية هي أكثر فعالية من التكوينات الغابوية التدهورية في تشكل الأمطار

. وكذلك غابات الطوابق الشديدة الرطوبة والرطبة تؤثر أكثر من الغابات في الطوابق الجافة وشبه الجافة .؟بالواقع إن هكتار من الغابات في المنطقة المتوسطية يمكن أن يطلق في الجو كمية من

بخار الماء تتراوح بين 150 ملم إلى 400 ملم في السنة وهذه الأرقام تكون اكبر بكثير في الغابات الاستوائية والمدارية المطيرة .

ومن الجدير بالذكر أن تكاثف بخار الماء في طبقات الجو العليا يولد حرارة تقوم بتسخين الهواء في المناطق المجاورة والذي يسقط على الأرض للتعويض عن الهواء الرطب الصاعد للأعلى ،

وتتكون بذلك دورة للرياح في شمال وجنوب خط الاستواء في اميريكا وإفريقيا وجنوب آسيا وشمال استراليا .

ولهذه الدورة من الرياح تأثير هام وكبير في طبيعة المناخ السائد في هذه المناطق من العالم .

يعتبر مخزون الغابات من مادة الكربون أهم بكثير من كل مخزونات النفط العالمية.

و الاستمرار في إزالة الغابات و تدهورها ينتج ما يناهز خمس إنبعاثات غازات الدفيئة و هذا يمثل أكثر ما ينتجه قطاع النقل العالمي بأجمله


-يتبع-





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2014-05-31 في 14:55.
    رد مع اقتباس