5 غشت ..19
الجو يغري باللعب هذا الصباح، والأصدقاء خرجوا إلى الدرب باكرا، لكن لا يمكن أن أنال الحق في اللعب إلا بعد تأدية واجب إيصال الخبز إلى الفران، أما إحضاره من الفرن فسيكون من مهمة أخي، إذ الأمر يخضع للتناوب.
أوصلت الخبز إلى الفران، وأعطاني الذي يشتغل في الفرن فقاصة، لكنني كم تمنيت أن يعطيني قطعة من اللحم المشوي يوما ما. فحوالي الواحدة بعد الزوال، كثيرا ما أرى لاطات من القصدير تحتوي الواحدة منها نصف خروف، يقوم الخباز بذهنه بالزبدة قبل إدخاله إلى النار.
تساءلت دوما كيف سيكون مذاق خروف بالزبدة.
بعد نصف ساعة ها نحن أمام البحر، ولكن ليس للسباحة. مريزيكا لا تصلح للسباحة ولو أن البعض يسبحون. نحن جئنا لأشياء أخرى خصوصا وأننا قمنا بحساباتنا وعرفنا أن البحر سيكون هاربا في الصباح.
جمعنا الأشياء الصغيرة القابلة للاشتعال التي نسميها "القريطيس" وذهبنا للصيد في الماء المتجمع بين الصخور.. ما نصطاده ليس صالحا للأكل، وأجمل نوع منه هو "بوملوس" الذي يصلح لأن يعيش في أكواريوم. الصياد الذي أمامنا اصطاد سمكة بوري.
بعد الزوال، كانت السينما في انتظارنا. السينما عالمنا الحالم. وصلنا كما نفعل دائما قبل بداية الفيلم الأول، وجلسنا نأكل الزريعة بينما مول سينما الفنون يشغل ـ كما هي عادته ـ "عش أنت إني مت بعدك" لفريد الأطرش. فجأة انطفأت الأضواء، ورفع الستار.. بعض السينمات يرفع فيها الستار، وبعضها يفتح على الجانبين.
بعد نهاية الفيلم الأول، جاءت لونتراكت. الذي يشتغل في السينما أعطانا البطاقة المكتوب عليها بالفرنسية "أونتراكت"، وهي الحجة على أننا كنا في السينما قبل خروجنا لشراء ما نريده: زريعة، ميل فوي. أنا اشتريت بينيي من أمام باب السينما.
أحب البينيي البارد ليس لأنه رخيص، بل لأن له قدرة عجيبة على حمل السنيدة أكثر من البينيي الساخن.
عند الخروج من السينما، بعد مشاهدة فيلمين ولقطات من فيلم الاسبوع القادم والأسبوع الذي يليه، أحسست كأنني استيقظت من النوم. فقد كنت بحاجة إلى وقت حتى أتعود على الضوء، كمن خرج لتوه من كهف.
بقلم: روبن هود