عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-27, 17:11 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: القدوة الحسنة في القرآن الكريم



قول السعدي في تفسير هذه الآية:
"
أي: أَوْصِلنا يا ربَّ نا إلى هذه الدرجة العالية، درجة الصِّديقين والكُمَّل من عباد اﷲ الصالحين،

وهي درجة الإمامة في الدين، وأن يكونوا قدوة للمتَّقين في أقوالهم وأفعالهم، يُقتدى بأفعالهم، ويُطمَأَنُّ لأقوالهم، ويسير أهل الخير خلفهم، فيهدون ويهتدون؛ ولهذا لما كانت هِممهم ومطالبهم عالية، كان الجزاء من جنس العمل، فجازاهم بالمنازل العاليات، فقال:

﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّ وْنَ فِيهَا تَحِيَّ ةً وَسََلامًا
﴾ ]الفرقان: 75[.

ما أعلى هذه الصفات! وأرفع هذه الهِمم! وأجَلَّ هذه المطالب! وأزكى تلك النفوس! وأطهرَ تلك القلوب! وأصفى هؤلاء الصفوة! وأتقى هؤلاء السادة! ومِنَّة اﷲ على عباده أن بيَّن لهم أوصافهم، ونعَت لهم هيئاتهم، وبيَّن لهم هِمَمهم، وأوضحَ لهم أجورهم؛ ليشتاقوا إلى الاتصاف بأوصافهم، ويَبذلوا جهدهم في ذلك، ويسألوا الذي مَنَّ عليهم وأكرَمهم - الذي فضلُه في كلِّ زمان ومكان، وفي كلِّ وقتٍ وآن - أن

يَهديَهم كما هداهم، ويتولاَّهم بتربيته الخاصة كما تولاَّهم
"
[7]
.
فالقدوة الحسنة نموذج إنساني حيٌّ ،
يعيش ممثِّلاً ومُطبِّقًا لذلك المنهج الرباني الذي جاء به القرآن،

ومن هؤلاء القدوة :

إبراهيم -
عليه السلام


- لأن اﷲ - عزَّ وجل - امتدَحه وأثنى عليه في هذه الصفة، فكان قدوة يُقتدى به؛ قال تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ َلا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
﴾ ]البقرة: 124[، قال الجزائري:
"
إمامًا: قدوة صالحة
يُقتدى به في الخير والكمال
"
[8]
.
وقال ابن كثير:
"
فقام بجميع الأوامر وترَك جميع النواهي، وبلَّ غ الرسالة على التمام والكمال، ما يستحق بهذا أن يكون للناس إمامًا
يُقتدى به في جميع أحواله وأفعاله وأقواله
"
[9]
.
فلا شكَّ ولا ريبَ أنَّ القدوة الحسنة من أعظم ما يرفع الهِمَّ ة، فمَن اتَّ صف بمَن حوله، أو كان هو قدوة حسنة في نفسه، اهتمَّ بالأخلاق
الفاضلة، وتحلَّى بها، فكان ذلك له دافعًا لعُلوِّ الهِمَّة.
فالحريص الموفَّق الذي يروم المعالي، لا نراه إلاَّ مع أصحاب الهِمم العالية، من القدوات الربَّ انية الصالحة، فسيكون منهم أو قريبًا منهم.


ومن القدوات الحسنة التي ذكَرها القرآن الكريم نموذجًا للقدوة الحسنة:

ذو القرنين؛

حيث حوَّ ل المجتمع النظري إلى حقيقة واقعة تتحرَّ ك في واقع الأرض، وترجَم - بسلوكه وعُلوِّ هِمَّ ته وتصرُّ فاته - مبادئ

المنهج ومعانيه، ووضَع في شخصه صورة القدوة الحيَّ ة للقائد الصالح المُصلِح.
وذو القرنين رجل آتاه اﷲ - سبحانه وتعالى - التمكين والقوة والأسباب، وعُلو الهِمَّ ة والطموح المحمود؛ قال تعالى:
﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي اْلأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا

﴾ ]الكهف: 84[؛ أي: أقْدَرناه بما مهَّ دنا له من الأسباب، وجعَلنا له مُكنة وقُدرة على التصرُّ ف فيها
[10]
،
والتمكين: هو تمثيل لقوة التصرُّ ف بحيث لا يُزعزع قوَّ ته
[11]
.
فذو القرنين أُوتي من كلِّ شيء يحتاجه أُولو القوة والحُكم، لكنه لَم يَستخدم هذا العطاء في الترف والشهوات، وإنما استخدمه في
السعي والحركة في قضاء حوائج الناس، فكان بهذا السلوك ترجمة عملية بشريَّ ة حيَّ ة للمنهج الرباني.
فقد فُطِر الناس على افتقاد القدوة والبحث عن الأسوة؛ ليكون لهم نبراسًا يُضيء سبيل الحق، ومثالاً حيًّا يُبيِّن لهم كيف يطبِّقون شريعة الله؛ لذلك لَم يكن لرسالات اﷲ من وسيلة لتحقيقها على الأرض، إلاَّ إرسال الرّسل، يُبَيِّ نون للناس ما أنزَل اﷲ من شريعته
[12]
.
قال تعالى: ﴿
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي اْلأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
﴾ ]الكهف: 94[.

يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس