توطئة :
هذه المقالة الثانية لترسيخ أهداف الدرس الأول : أهمية الاستخارة ؛ وهو متاح على الرابط :
www.profvb.com/vb/t140093.html#post731422 أولا : الإيمـــــان يبلى ولا بد من تجديده
جاء في الحديث الصحيح: (( إن الإيمان ليخلق- أي يبلى- في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم )) .أخرجه الحاكم في المستدرك (ج1/ص 45/حديث 5) وصححه ، وصححه الألباني في ((السلسلة الصحيحة 1585)) . إذن التجديد يبدأ من القلب .
ثانيا : ما علاقة الاستخارة بتجديد الإيمان ؟
1)
فيها من التوكل والطمأنينة والرضا وصلاح البال ما يجعل العبد مستحضراً صفات الخالق والمخلوق ، ومن ثم تكون أعماله بمقتضى هذه المعرفة، فكلما ذاق هذه الثمار أكثر من الاستخارة وكلما أكثر منها تجدد الإيمان ، ويبقى متجددا مع كثرة الاستخارة ، وسوف يتضح ذلك أكثر إن شاء الله تعالى من خلال الفقرة التالية .
2)
فيها من الشعور بالمسئولية ما فيها، وما يترتب على ذلك من أمور إيجابية عظيمة مثل وجوب إتقان العمل والخوف من التقصير أو التهاون والخوف من عدم تقبل العمل ونحو ذلك ،وبالتالي تزداد الخشية والتضرع إلى الله لإصلاح العمل والتسديد وغير ذلك ،وهذا مما يزيد من درجة المراقبة لله سبحانه ،ومعلوم أن المراقبة شطر الإحسان .
3)
معرفة حكم ونتيجة الاستخارة في كل مسألة يريد أن يستخير الله فيها، وتفرض على المستخير السؤال .
والسؤال هو اجتهاد العامة ، والاجتهاد من المـجاهدة ، والـمجاهدة من الإحسان ، قال سبحانه :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) " العنكبوت :69 "
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .