عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-03-30, 11:31 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رقصة أحيدوس المغربية تجسد انصهار الفرد داخل الجماعة





رقصة أحيدوس المغربية تجسد انصهار الفرد داخل الجماعة
باحث مغربي يؤكد أن مهرجانات الثقافة الأمازيغية أسهمت في انتعاش فن أحيدوس وإنقاذه من الاندثار.
ميدل ايست أونلاين

عين اللوح (المغرب) ـ من أحمد الكرمالي

حينما يتفاعل ثلاثي الشعر والإيقاع والحركة في عمق الأطلس المتوسط

بحركاتها المتناغمة وتنظيمها المحكم وانضباط أفرادها ذكورا وإناثا٬ تثير رقصة أحيدوس على إيقاعات الدف أو آلة "البندير" إعجاب عشاقها من زوار وأهل منطقة الأطلس المتوسط وتتيه بهم لاكتشاف الحياة اليومية للقبائل الأمازيغية بالمنطقة.
وتجسد رقصة أحيدوس٬ التي تقوم في تناغم وتكامل على الكلام الموزون والحركة والرقص باستعمال آلة "البندير"٬ انصهار الفرد داخل الجماعة وامتثاله لأحكام وأوامر القبيلة أو العشيرة٬ حيث يجد الأب نفسه مضطرا للتخلي عن سلطة التوجيه والأمر لشخص آخر وهي مظاهر تعكسها الرقصة عبر خضوع جميع أعضاء الفرقة لتوجيهات رئيسها المايسترو ضابط إيقاعاتها وحركاتها.
ويشير الباحث في الثقافة الأمازيغية وتراث أحيدوس الحسين الهبوب إلى أن حضور المرأة الأمازيغية في رقصة أحيدوس يعكس المكانة والتقدير اللذين تحظى بهما في منطقة الأطلس المتوسط والدور التنسيقي الذي تقوم به داخل الأسرة كراعية للتقاليد ومربية للأطفال حيث تضبط إيقاع الرقصة بحركات خفيفة بالأيدي وعلى مستوى الأكتاف بنوع من الحشمة متفادية رفع صوتها فوق الرجال.
وأضاف الهبوب٬ على هامش فعاليات الدورة 12 للمهرجان الوطني لأحيدوس بعين اللوح٬ الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام وزارة الثقافة المغربيى وجمعية ثايمان لفنون الأطلس٬ إن حضور المرأة في رقصات أحيدوس يبقى محوريا ضمن جميع الفرق٬ رغم أنها لا تستعمل أثناء رقصة أحيدوس آلة "البندير" التي يعتبر أهالي المنطقة أنها لا تناسب أنوثتها وتعد من اختصاص الذكور فقط.
من جهته٬ أبرز ادريس واد (مهتم بالشعر الأمازيغي)٬ أن حضور المرأة في الرقصة ليس استثنائيا أو فلكلوريا وإنما ضروري ويعكس عمق التراث الأمازيغي الذي أسهمت المرأة في المحافظة عليه كموروث أصيل٬ مضيفا أن الرقص الجماعي في رقصة أحيدوس يشكل ظاهرة استثنائية لأنه يسمح باختلاط الرجال والنساء وذلك في جو من الاحترام والعفة.





ورغم كونها تعكس خصوصيات مجتمع محافظ وتقليدي فإن رقصة أحيدوس تمر في جو تسوده الاحتفالية والبهجة وكأنها وسيلة لتغيير النمط الروتيني للحياة اليومية للقبائل الأمازيغية بمنطقة الأطلس المتوسط.
أكد الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية علي مصوبري٬ أن مهرجانات الثقافة الأمازيغية لاسيما المتعلقة بفن أحيدوس أسهمت في انتعاش هذا الفن وإنقاذه من الاندثار والحفاظ عليه كتراث ثقافي أمازيغي.
وأوضح مصوبري٬ خلال ندوة حول "دور المهرجانات في الحفاظ على الثقافة الأمازيغية: أحيدوس نموذجا"٬ أن هذا الموروث الثقافي عرف تطورا في مختلف المستويات التي ينبني عليها من شعر ورقص وإيقاع وحتى اللباس٬ مشيرا إلى أن مهرجانات أحيدوس أصبحت تأخذ طابعا احترافيا بعد أن أصبحت منظمة في إطار جمعيات فاعلة في حقل الثقافة الأمازيغية.
وبعد أن اعتبر أن أحيدوس يعد أحد فنون الغناء الجماعي الاستعراضي لدى القبائل الأمازيغية ووسيلة تعبير حية عن الافراح الجماعية توقف مصوبري٬ عند أهم العوامل التي أسهمت في وقت من الأوقات في عدم الاهتمام بهذا الفن وجعله يسير نحو الاندثار والتي منها على الخصوص٬ هجرة أبناء القبائل الأمازيغية من منطقة الأطلس المتوسط وعدم اهتمام جيل الشباب الأمازيغي بهذا الموروث الثقافي٬ إضافة إلى انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة.
كما أن التغيرات التي طرأت على النظام الاجتماعي والتحولات البنيوية العميقة بمنطقة الأطلس المتوسط كانت عاملا أساسيا في تراجع الاهتمام بهذا الفن٬ فالفلاحون والمزارعون في المناطق الجبلية والزراعية٬ يضيف مصوبري٬ لم يعد يقيمون حفلات أحيدوس بتلك العفوية التي اعتادوا عليها من قبل كما لم يعد ينتجون عشرات الأغاني والأمثال الشعبية.





    رد مع اقتباس