كيف يدير المغرب نفاياته الصلبة؟ | كيف يدير المغرب نفاياته الصلبة؟ سؤال غاية في الأهمية يجب طرحه، كيف تدبر أغلب المدن المغربية مشكلة نفاياتها ومطارحها التي عادة ما تستقبل زوار المدن...؟
وهل هناك استراتيجية يتبعها ؟
هذا ما سأحاول التطرق إليه من خلال بعض التقارير والأخبار لكشف سياسة المغرب في هذا الشأن
======== مداخل مدن أم مفارغ زبالة ؟؟ حميد طولست نشر في هبة بريس يوم 28 - 02 - 2014
ينتابني أحيانا الشعور بأننا نعيش في مفرغ أزبال لا تنسد له آفاق ، وتشمل شساعة أطرافه كل أحياء مدننا ، وتملأ كل شوارعها ، وتسد كل مداخلها ، ما يجعل ، وبلا شك أو ريبة ، بل وحتما ، كل وافد إليها على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية ONCF ، عبر أي بوابة من مداخلها الشرقية أو الشمالية أو الجنوبية ، يتفق معي على أنه كلما أشرف إي قطار ، على محطة مدينة ما ، مهما كانت وجته والتجاهه نحو الشرق أو الغرب أو الجنوب ، إلا وطالعته مشاهد مقرفة لأكوام النفايات المهولة الأحجام والأنواع ، واستقبلته مداخل المدن بركام أطنان الأكياس البلاستيكية المتراقصة أمام أعين الركاب المغاربة و السائحين ، الذين يجدونها فرصة سانحة لالتقاط صور تلك المشاهد الرائقة الممتدة بين منافذ كل مدننا وقرانا ، والتي تفضح لامبالاة منتخبينا ، وتواطؤ مسؤولينا ، ومساهمة مواطنينا الفاضحة ، في تسويد وجه وسمعة هذا البلد الذي يقال عنه "جميل" بما يلقونه صباح مساء من أكوام النفايات والسموم ، وكأنها لا تضر بصحة الإنسان والحيوان ، ولا تشكل عنصر تهديد حقيقي للهواء والماء والطبيعة المغربية ، التي كانت خلابة في زمن ما ، وعلى مدى طويل من تاريخ المدينة المغربية التي تخلت - مجبرة - عن أصالة معمارها ورونقها ونضارة بيئتها ، أمام غياب برامج التخطيط الواعي للسيطرة على التشابه والنمطية والاستنساخ والتفاهة والبشاعة ، وانتشار مدن الصفيح وتوسعها السرطاني المدمر لأمجاد المدينة المغربية ، والذي يكتفي منظرونا وأكاديميونا بالتغني به "ونعيه" الدائم ..
مناظر منفرّة ومؤدية ، لا يمكن ، بل من المستحيل أن ترى بأي مدينة أو قرية من مدن وقرى البلدان الغربية التي تحترم نفسها ومواطنيها ، حيث تستقبل كل مدنها وقراها المسافر على متن قطاراتها المريحة كلما أشرف واحد منها على محطة مدينة من المدن المدنية ، بمداخل متحضرة مبهرة بمشاهدها المتميزة بخصوصية المنطقة أو المدينة أو القرية ، من قبيل ، رموز وبناية مثيرة ، قصر تاريخي جميل ، مجسمات أو كتابات حائطية من فن "الغرافيتي" لبعض زعماء تلك الأمة ، إلى جانب المساحات الخضراء البهيجة ، التي تدخل الفرحة والسكينة والاطمئنان على أفئدة الأهل والزائرين.....الخ ،
ليس من الضروري أن تكون مقارنة التجارب الغربية الناجحة مع مدنها وتثمينها ، تقليلا من قيمة وأصالة مدننا ، كما يمكن أن يتبادر لبعض العقول المتخلفة التي تعتبر المقارنة بكل ما هو غربي ، كفرا بواحا ، وتنظر بالشك والتوجس لكل ما له صلة بالغرب ، ولو كان مفيدا ، على أنه غزو ، يستهدف الدين والثقافة والأصالة والعراقة ، حتى ولو كانت المقارنة لتحفيز الهمم على الاحتداء بما هو مفيد من تجارب الأمم ، عملا بالمثل المغربي "عاند لا تحسد" و "الخدمة مع ليهود والنصارى ، ولا القعاد خسارة" ، خاصة وكما هو معروف أننا نحن شعب خلقنا لكي نقتبس لأننا لا نملك الوقت الكافي للتفكير والتخطيط ، طالما هناك من يفكر ويعمل ويختزل علينا الوقت والجهد" ..
فمدننا وقرانا ، غنية بمقوماتها التراثية والتاريخية ومساحاتها الخضراء ، وكل ما تفتقر إليه ، هو مجتمع متحضر ، مشبع بالوعي المدني ، متخلق بالسلوك البيئي المتقدم ، غيور على نظافتها وجماليتها ، وسلامة بيئتها ، يقدر أن إهمالها أو التقصير في الحفاظ عليها ، أو تلويثها ، هو سلوك حيواني مضر بصحة ساكنتها ، مشوه لصورتها ، مسيء لسمعة مجتمعها ، ويعطي الفرصة لأعداء البلاد لاحتقار ثقافة الأمة التي تنتمي إليها ، والاستهزاء بدين ساكنتها الذي يحث على تغيير سلوكياتهم الشائنة التي لا تتماشى مع تعاليمه التي تدعوا للتشبع بثقافتها واحترامها ، وتطبيقها على أرض الواقع .. وتطالب بإحداث ثورة فكرية في مجال النظافة والجمال للترقي بالمدينة وإخراجها من ظلمات البداوة إلى نور التحضر والتمدن ، وتخليصها من عفن ما تعيشه عتباتها ومداخلها من مخاطر داهمة ، تحتاج مواجهتها إلى وقفة جادة وإحساس بالمسؤولية ، والقيام بحملات تنقية وتنظيف حقيقية لمداخلها عبر السكك الحديدية .. حتى تتناسب وما تعرفه محطات قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية ONCF خلال السنوات الأخيرة من تطور جدري وملموسا ، والتي لم تعد محطات خاصة بنقل المسافرين فقط ، حيث مرت من محطات للعبور مهجورة المحيط ، إلى محطات تضم فضاءات تجارية وخدمات تكميلية للسفر .
وتليق بما يعيشه المكتب الوطني للسكك الحديدية من احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيسه والتي تتزامن مع مئوية السكك الحديدية بالمغرب.
إن الوقت لا يرحم ، وإذا لم تتحرك الحكومة والمكتب الوطني للسكك الحديدية ONCF والمواطن من خلال جمعياته المدنية ، وبكل السرعة والدقة اللازمتين ، فإن الأمر لاشك سيتحول إلى " كارثة إنسانية رهيبة "تصعب السيطرة عليها .. فحياة المواطن وصحته يجب أن تكون فوق كل اعتبار. - يتبع- | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2014-03-02 في 16:01. |