عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-02-28, 11:03 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b7 كيف يدير المغرب نفاياته الصلبة؟


كيف يدير المغرب نفاياته الصلبة؟



سؤال غاية في الأهمية يجب طرحه، كيف تدبر أغلب المدن المغربية مشكلة نفاياتها ومطارحها التي عادة ما تستقبل زوار المدن...؟
وهل هناك استراتيجية يتبعها ؟
هذا ما سأحاول التطرق إليه من خلال بعض التقارير والأخبار لكشف سياسة المغرب في هذا الشأن


========


مداخل مدن أم مفارغ زبالة ؟؟



حميد طولست نشر في هبة بريس يوم 28 - 02 - 2014

ينتابني أحيانا الشعور بأننا نعيش في مفرغ أزبال لا تنسد له آفاق ، وتشمل شساعة أطرافه كل أحياء مدننا ، وتملأ كل شوارعها ، وتسد كل مداخلها ، ما يجعل ، وبلا شك أو ريبة ، بل وحتما ، كل وافد إليها على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية ONCF ، عبر أي بوابة من مداخلها الشرقية أو الشمالية أو الجنوبية ، يتفق معي على أنه كلما أشرف إي قطار ، على محطة مدينة ما ، مهما كانت وجته والتجاهه نحو الشرق أو الغرب أو الجنوب ، إلا وطالعته مشاهد مقرفة لأكوام النفايات المهولة الأحجام والأنواع ، واستقبلته مداخل المدن بركام أطنان الأكياس البلاستيكية المتراقصة أمام أعين الركاب المغاربة و السائحين ، الذين يجدونها فرصة سانحة لالتقاط صور تلك المشاهد الرائقة الممتدة بين منافذ كل مدننا وقرانا ، والتي تفضح لامبالاة منتخبينا ، وتواطؤ مسؤولينا ، ومساهمة مواطنينا الفاضحة ، في تسويد وجه وسمعة هذا البلد الذي يقال عنه "جميل" بما يلقونه صباح مساء من أكوام النفايات والسموم ، وكأنها لا تضر بصحة الإنسان والحيوان ، ولا تشكل عنصر تهديد حقيقي للهواء والماء والطبيعة المغربية ، التي كانت خلابة في زمن ما ، وعلى مدى طويل من تاريخ المدينة المغربية التي تخلت - مجبرة - عن أصالة معمارها ورونقها ونضارة بيئتها ، أمام غياب برامج التخطيط الواعي للسيطرة على التشابه والنمطية والاستنساخ والتفاهة والبشاعة ، وانتشار مدن الصفيح وتوسعها السرطاني المدمر لأمجاد المدينة المغربية ، والذي يكتفي منظرونا وأكاديميونا بالتغني به "ونعيه" الدائم ..

مناظر منفرّة ومؤدية ، لا يمكن ، بل من المستحيل أن ترى بأي مدينة أو قرية من مدن وقرى البلدان الغربية التي تحترم نفسها ومواطنيها ، حيث تستقبل كل مدنها وقراها المسافر على متن قطاراتها المريحة كلما أشرف واحد منها على محطة مدينة من المدن المدنية ، بمداخل متحضرة مبهرة بمشاهدها المتميزة بخصوصية المنطقة أو المدينة أو القرية ، من قبيل ، رموز وبناية مثيرة ، قصر تاريخي جميل ، مجسمات أو كتابات حائطية من فن "الغرافيتي" لبعض زعماء تلك الأمة ، إلى جانب المساحات الخضراء البهيجة ، التي تدخل الفرحة والسكينة والاطمئنان على أفئدة الأهل والزائرين.....الخ ،

ليس من الضروري أن تكون مقارنة التجارب الغربية الناجحة مع مدنها وتثمينها ، تقليلا من قيمة وأصالة مدننا ، كما يمكن أن يتبادر لبعض العقول المتخلفة التي تعتبر المقارنة بكل ما هو غربي ، كفرا بواحا ، وتنظر بالشك والتوجس لكل ما له صلة بالغرب ، ولو كان مفيدا ، على أنه غزو ، يستهدف الدين والثقافة والأصالة والعراقة ، حتى ولو كانت المقارنة لتحفيز الهمم على الاحتداء بما هو مفيد من تجارب الأمم ، عملا بالمثل المغربي "عاند لا تحسد" و "الخدمة مع ليهود والنصارى ، ولا القعاد خسارة" ، خاصة وكما هو معروف أننا نحن شعب خلقنا لكي نقتبس لأننا لا نملك الوقت الكافي للتفكير والتخطيط ، طالما هناك من يفكر ويعمل ويختزل علينا الوقت والجهد" ..

فمدننا وقرانا ، غنية بمقوماتها التراثية والتاريخية ومساحاتها الخضراء ، وكل ما تفتقر إليه ، هو مجتمع متحضر ، مشبع بالوعي المدني ، متخلق بالسلوك البيئي المتقدم ، غيور على نظافتها وجماليتها ، وسلامة بيئتها ، يقدر أن إهمالها أو التقصير في الحفاظ عليها ، أو تلويثها ، هو سلوك حيواني مضر بصحة ساكنتها ، مشوه لصورتها ، مسيء لسمعة مجتمعها ، ويعطي الفرصة لأعداء البلاد لاحتقار ثقافة الأمة التي تنتمي إليها ، والاستهزاء بدين ساكنتها الذي يحث على تغيير سلوكياتهم الشائنة التي لا تتماشى مع تعاليمه التي تدعوا للتشبع بثقافتها واحترامها ، وتطبيقها على أرض الواقع .. وتطالب بإحداث ثورة فكرية في مجال النظافة والجمال للترقي بالمدينة وإخراجها من ظلمات البداوة إلى نور التحضر والتمدن ، وتخليصها من عفن ما تعيشه عتباتها ومداخلها من مخاطر داهمة ، تحتاج مواجهتها إلى وقفة جادة وإحساس بالمسؤولية ، والقيام بحملات تنقية وتنظيف حقيقية لمداخلها عبر السكك الحديدية .. حتى تتناسب وما تعرفه محطات قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية ONCF خلال السنوات الأخيرة من تطور جدري وملموسا ، والتي لم تعد محطات خاصة بنقل المسافرين فقط ، حيث مرت من محطات للعبور مهجورة المحيط ، إلى محطات تضم فضاءات تجارية وخدمات تكميلية للسفر .
وتليق بما يعيشه المكتب الوطني للسكك الحديدية من احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيسه والتي تتزامن مع مئوية السكك الحديدية بالمغرب.

إن الوقت لا يرحم ، وإذا لم تتحرك الحكومة والمكتب الوطني للسكك الحديدية ONCF والمواطن من خلال جمعياته المدنية ، وبكل السرعة والدقة اللازمتين ، فإن الأمر لاشك سيتحول إلى " كارثة إنسانية رهيبة "تصعب السيطرة عليها .. فحياة المواطن وصحته يجب أن تكون فوق كل اعتبار.


- يتبع-






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2014-03-02 في 16:01.
    رد مع اقتباس