عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-04, 07:24 رقم المشاركة : 5
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

افتراضي رد: رقصة " الكدرة " الصحراوية.. أهازيج مغربية تتغنى بالخيمة والترحال


قصائد رقصة " الكدرة "

غالبا ما تكون القصائد المتغنى بها في فن القدرة وليدة لحظات العمل أو الوحدة التي تحس بها المرأة الصحراوية إذ تمارس هذا الفن في بعض الأحيان لوحدها لتعبير عن أحاسيسها الداخلية ودلك انطلاقا من نسج أبيات شعرية



غابو عنا شهرين وعشرة أيام
واسبع مية حرك جابوا غير الحنحان(الإبل)
ثم الصغار جمعوا والكبار غير فلان فلان
واللي عند خوه جابو أو كراح الكلام
هذه الأبيات نسجتها المرأة الصحراوية لتعبر عن الوحدة التي تعانيها في غياب الرجل مفتخرة به ومعتبرة غيابه ما هو إلى لرد الاعتبار للقبيلة.
فالمرأة غالبا ما تخرج ما يلج دواتها من مشاعر وأحاسيس وما يدور في محيطها من خلال رقصة الكدرة لترصد التطاحنات والمناوشات التي تعيشها القبيلة معبرة عن ذالك في قالب شعري جميل.

فشاعرة الكدرة تكون متأثرة بشكل كبير بحياة البداوة الرعي والترحال وكل ما تختزله الحياة الصحراوية من سمات عيش البساطة داخل دواليب الخيمة الصحراوية ناسجة بذالك قصائد توصل فيها رسائل الافتخار والعزة بأفراد القبيلة
يقول أحد الشعراء
رحلت من دارها أوكدت كفاها
أوباهر يرحل من دارو ولا أعراها
رحلت من دارها وعيني ترعاها
وين صدو فركان سود السوالف
فرقصة القدرة لم تكن حكرا على النساء فقط بل تمارس أيضا من طرف الرجال فقد نسج احد شعراء الكدرة هذه الأبيات ليعبر عن معاناته لفراق محبوبته واصفا اللحظات الأولى لفراقهما معبرا عن خيبة أمله لنسيانها الماضي وتخريب العلاقة التي كانت تجمعهما وذالك بقوله (كذات كفاها) أي اشعلت النار في العيدان التي تحمل الخيمة إذ يقصد بالخيمة هنا العلاقة التي كانت تجمعهم أنداك.مما جعله يتحسر ليجد له رقصة الكدرة كمتنفس داخل الخيمة الصحراوية معبرا عن همومه اليومية مسخرا إياها أوصاف تنهل من البيئة الصحراوية في قالب شعري مزوج بالرقص

فهذه الأبيات توضح لنا بالملموس على أن رقصة الكدرة لم تكن حكرا على جنس دون الأخر ولم تقتصر على تيمت دون الأخرى بل تشمل جميع التيمات والأغراض من مدح وهجاء وغزل وغيرها هذا ما يطرح تساؤلات هل فن الكدرة فن موروث أو مستورد؟وهل الكدرة هي الكدرة نفسها اليوم؟
هناك أبيات شعرية أخرى نسجتها المرأة الصحراوية داخل رقصة الكدرة معبرة فيها عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها جرا ء الجفاف والقحط الذي أصابهم فتقول فيها
السيبة حارة ومرة ودبل لوجاه
ولا يطول هاد الميل علينا
مر بالكفرة يالي مانك شيء
ما تكر باللي فات علينا
واجيني خويا إنشاء الله ويعاونوا ليام ماثلا هاد الضيم علينا
إن رقصة القدرة تمارس من طرف جميع النساء على اختلاف أعمارهن لكن الإبداع الشعري يبقى حكرا على النساء الكبيرات اللواتي يتمتعن بتجربة كبيرة في الغناء وكذا الحياة العامة للقبيلة على اعتبار أن الكدرة ليس بالأمر الهين بل يتطلب من صاحبه التوفر على مهارات وأن يحفظ اشعار من خلال السماع الذي يساعد على التوفر على أذن موسيقية تستوعب التلاوتين الموسيقية وفق الأوزان ويعرف عند الممارسات والممارسين لفن الكدرة “بالماية”أو”اللغوة”.

وهذا ما يوضح لنا صعوبة الخوض في فن القدرة والإبداع فيها ويتجلى هذا في قلة الإبداع والاعتماد في الغالب على القصائد الشعرية الموروث التي أصبحت جماعية بحكم ضياع أسماء مبدعيها.
رغم هذا فأغاني الكدرة بجدبنا الحنين والشوق إلى سماعها حيث تتفاعل معها الأحاسيس وتجعلك تتذكر أيام الماضي وتتطلع في قادم الأيام إلى الغد الأفضل أغاني الكدرة أنيس للجميع لأنها تجمع السامعين لها والمشاركين فيها ففي رقصة الكدرة لا ينفرد احد بذكرياته أو ينطوي مستشعرا بالآم ذكرياته بل تجعلك هذه الرقصة تنسى عالمك الفردي وتعيش في عالم الجماعة ووحدة الأحاسيس الجميلة والمشاعر الجياشة.
فبرقصات وأغاني الكدرة تعيش لحضات تكاد تقول على أنها لا تنسى في واقع واحد وأمال واحد هو أن تتسم هذه الرقصة وتعاودها مرات تلد الأخرى لتنسيك مرارة الحياة وقسوة العيش.
يعتبر الجو ألحميمي عنصر مميز للكدرة كونه تجتمع فيه الرجال والنساء على السواء خصوصا في المناسبات والخاصية التي تميز فن الكدرة هو ارتداء النساء للحلي والأزياء نظرا لما يكتسبه من قيمة تشكيلية وفنية ورمزيته الشعبية في التعبير عن الخبرة والقيم وجمالية المجتمع فإلى جانب الحلي والحناء نجد الملحقة كلباس رسمي لدى النساء الصحراويات وهو من أهم ما تفتخر به النساء في فن الكدرة وتتباهى به للتعبير عن جماليتها لتكسب عطف الرجل في حين أن الرجل يرتدي الضراعة تعبيرا عن فرحه وابتهاجه.

فتتعدد الظواهر داخل رقصة الكدرة تبعا للعادات والتقاليد والأعراف المجتمعية فظاهرة التعلاك تختلف حسب الشكل الغنائي فهناك”الشمرة”التي تكون فيها ظاهرة التعلاك من الرجل إلى المرأة الراقصة وذالك بتعليق النقود في الضفيرة وهذا يدل على أنها كسبت دورا رياديا في رقصة الكدرة إن فن الكدرة أصبح في خطر كبير لانه أصبح رهين بالذاكرة الشعبية ومدى تأصلها في التاريخ لأن هذا الفن كان متوغلا في التاريخ عبر القدم وارتبط بقساوة البيئة الصحراوية وجاء كأسلوب ليعبر عن حياة البداوة داخل مجتمع صحراوي يعيش حياة البساطة داخل الخيمة الصحراوية وتتحكم فيه عوامل طبيعية محضة لان الإنسان الصحراوي دائما في حياة الترحال بحثا عن الماء والكلاء فأبدع بذالك هذه الرقصة لتنسيه متاعب الدنيا والمشاقة التي يعيشها طوال النهار .
وعموما فالفنون الشعبية تتسع باتساع رقعة ممارسيها ومن خلال هذا الاتساع الشامل المعتمد على الرواية الشفوية من منطقة إلى أخرى ومن جيل إلى أخر قد يغير من مجرى أي فن أصالته بسبب التأثير الذي لا مناص منه،والكدر بدورها شهدت هي الأخرى كفن تغيرات عديدة على مستوى الشكل والمضمون وللرصد هذا بوضوح لابد من وملامسة هذا الشكل الغنائي ميدانيا فنحن أمام القدرة في القرن الحادي والعشرين تمنح من بيئة حضارية معمارية حديثة لم تغير فيها الشيء الكثير عكسها قديما التي كانت تمارس في بيئة صحراوية تفتقد لأبسط شروط الحياة اليومية حيث كانت المرأة تخلق مع الصحراء علاقة حميمية وتشبثها بها كفضاء زماني يوحي لها بالابداع والخلق ولقد بقيت هذه المرجعية أساسية حتى اليوم رغم كل التطورات الحديثة.





التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس