عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-12-07, 09:12 رقم المشاركة : 1
عبد الكريم فكري
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







عبد الكريم فكري غير متواجد حالياً


a2 تأملات جريحة ـــــ بعد الملحمة والمجزرة ـــــ !!!!


تأملات جريحة ـــــ بعد الملحمة والمجزرة ـــــ !!!!
قررت أن أكتب، قرّرتُ أن أتمرد، أن أثور، بقلمي وكتاباتي وبتأملاتي عن هذا الوطن وعن هذا البؤس الممتد اللاَّنهائِي، قرّرت أن أخرج من صمتي لأكتب بدمي ودم زملائي المقصيّين الشرفاء، الذين مُرّغت كرامتهم وأدميتهم بكل نازية ووحشية في التراب وهم حملة التنوير وَصَنَعَةُ العقول، قررت أن أكتب عن مآسينا في هذا الوطن التعيس، مآسي الجيّاع والبؤساء "والمحكرين" مآسي الطبقات الشعبية السفلى التي لا تجد نفسها في هذا الوطن.
مآسي الفلاحين والكدّح الذين لا يجدون مأوى يأويهم ولا يداً رحيمةَ تمتدّ إليهم في هذا الوطن بعدما جَثَمَ الأرستقراطيون والأرغارشيون والمعمرون الجدد على أعناقهم وأرزاقهم !.
بذل أجدادنا المغاربة الأحرار النَّفْسَ والنّفِيسَ، وجادت أرواحهم وضحّوا بكل عزيز ممّا يَتَمَلَّكُونَ لطردِ الإمبريالية المتوحشة والمعمرون من وطني فإذا بالمعمّرين الجدد يستعمروننا، يستغلوننا، يمتصّون دماءنا يهتكون كرامتنا وأعراضنا في بلدِ الاستثناء كما قيل وكما يروّج ويقدّم في عناوين الأخبار المأجورة ونشراتها.
بلد الدمقراطيا، بلد الحقوق، المغرب الجديد، الكرامة، العدالة،المساواة مغرب التكافؤ... لتسقط كل هذه الشعارات الوردية ال*****ية والقائمين عليها سواء بسواء. ولتسقط الأحزاب السياسوية المتآمرة التي لا تعرف إلا مصالحها.
قررت أن أكتب، قرّرت أن أخلد ذكرى للسادة الأساتذة الأكارم الذين خرجوا هذه الأيام بكل إباءٍ وكرامةٍ وشموخٍ وأنفةٍ ليقولوا للوزارة الوصية المتعنتة لا لمباراة العار التي تكرّس الاستثناء الحقيقي والميز العنصري.
خرجوا وأضربوا وصنعوا الملاحم بالتحامهم ورفضوا العودة إلى أقسامهم احتجاجا على إقصائهم الممنهج من الترقية بالشهادة أسوة برفاقهم وزملائهم من الأفواج السابقة. خرجوا ليندّدوا بالوضعِ المأساوي المعطوب الذي تتخبّط فيه المنظومة التعليمية التربوية اليوم من أعلي الرأس إلى أخمص القدمين. بعدما أصبح القطاع التربوي يدبّر شأنه " جحافلة من المفترسين من العصابات المافيوية".
قررت أن أكتب إذن بعدما خَبَتِ الأصوات الحرّة وبعدما كثرت الأقلام المأجورة الرخيصة.
قررت أن أكتب حتى لا يكتب التاريخ/ الأستاذ هذا الذي يأ وي هناك إلى ركنٍ ركينٍ فيسجّل أننا كمثقفين متنورين وكنخب مسئولة في مجتمعنا البئيس خذلنا البؤساءَ الكدّح والمسحوقين ولم نعرف بقضاياهم ومآسيهم ولم نتعاطف معهم . حتى لا يسجل علينا أننا كسّرنا أقلامنا بمجرّد ما حُزْنَا وحظينا بمنصبٍ تعيسٍ في هذا الوطن الجريح ولم نتبنى قضاياهم.
قررت أن انزف دما وأن أكتب عن هذه الجراحات عن المسحوقين وبؤساء الهوامش الذين لا يجدون فراشا يدفئ عظامهم ومسكنا كريما يصون كرامتهم كمواطنين ينتمون إلى هذا الوطن الجحود.
قررت أن اكسّر قلمي الماضي وأمزق كل أوراقي القديمة التافهة الصفراء لأحل محلها عذابات المرضى والمستضعفين التعساء، الذين لا يجدون ولا حُقٌــنًا يُهدؤن بها آلامهم وجراحاتهم ولو بعد حين.
قررت أن أهجر لغتي القديمة، لغتي المزيفة التي تهادن الواقع، لغتي البلاغية التي تنمق ولا تفضح المعيش، لغتي التي لم تثر ولو لحظة عن الوضع السوداوي المحزن المقرف. لغتي وكتاباتي المتواطئة،
لا صمت بعد اليوم نعم لفضح التيوقراطيين الذين يستغلون الدين لتقضية مآرهم، نعم لفضح سلوكات هذه الدولة التي لا يسيّرها الا كتلة من اللصوص والعصابات الذين نهبوا البلاد نهبا سنُونَ عددا، ولم يشبعوا بعد. نعم لتعرية هذه الممارسات القديمة ،المتحجرة، المتعفنة، نعم لفضح دولة البَولَسة والمخزنة والإرهاب بشتّي أنواعة وتجلياته وتمظهراته وتشكلاته.
إنها دولة البَوْلَسَة، بكلّ ما تحمله هذه العبارة من حمولة دلالية، إنها دولة لا تستحيي أن تسلط جهازها القمعي التسلطي على المواطنين العزّل الأبرياء، حينما يخرجون إلى الشوارع متظاهرين لا يملكون الا عقراتهم وحناجرهم المبحوحة التي أعياها الانتظار والتمني لتتحسن أوضاعهم الاجتماعية. للمطالبة بشكل سلمي حضاري بحياة كريمة ، مصونة، يحتجون ويندّدون لأن لديهم مشاكل.
يحتجون لأنهم سئموا الوعود والانتظار وثاروا على الوضع المزري، خرجوا متمردين مجاهرين مطالبين بحقوقهم وكان طبيعيا جدا أن يخرجوا، في ظل حكومات لا تفهم الا لغة النار والسعير، حكومات ملتحية توظف الدين بكثافة في الحياة العامة، حكومات لا تفهم الا الرفس والتنكيل والقمع الذي لم نقرأ عليه الا في كتب العصر الوسيط الظلامي البائد من تاريخ البشرية.
نعم دولة البولسة والعسْكرَة التي لا تستحيي أن تمرّغ كرامة الأستاذ، وتوزع في الموازاة من ذلك النياشين والأوسمة على الراقصات والشيخات الأحياء منهن والأموات !!! جحودا لإخلاص هذا وإكراما وعرفانا لِعُرْيِ تلك !!!
عجباً، وحُقّ لي أن أعجب وأستغرب لوطنٍ تهمه الواجهة الموجهة للاستهلاك الخارجي أكثر مما يهمه مواطنيه. وأطفال أنفكو الذين يرتعشون بردا ولا يجدون هطاءا مرعفا، في تلك السهول والنجود يتلهفون وراء الخبز تلهفا. آآآآآآه يا شكري محنة الخبزالحافي لم تننهي بعد .
حق لي أن أستغرب لوطن صَادَقَ على جميع المواثيق الدولتية والأممية في المنتظم الدولي تعهد من خلالها صون حقوق الإنسان، والكرامة، دمقرطة البلاد، والاتجاه نحو البناء الدمقراطي، والمدنية العصرية للدولة ومحاربة الفساد والاستبداد والرقي بكرامة الإنسان وبإنسانيته وآدميته وإعادة الاعتبار للمرأة ولبراءة الطفولة وللفقراء المعتوهين الساخطين، لكن لاشئ من ذلك على الإطلاق لاشئ. شعارات في شعارات وهتافات في هتافات والبلد نحو الهاوية يسير.
لسنا عدميّين ولكن هذا هو لسان حال الواقع وليس كلامنا اكثر من توصيف للواقع. ويبدو أنه لا هم لبلدنا الأحمق إلا التأشيرات والثناءات والمباركات الأممية. سحقا لك من وطن يلهث وراء رضى الآخر الحضاري الذي وصل إلى التمتع والاستمتاع الحضاري. بينما شعبك يعدم حتى المعاش الحاجي الضروري الذي يضمن له حياة كريمة .
فالضجيج اذا هو مسلكنا والنضال دربنا فلتسقط كل الأقنعة ولتتكسر كل الأصنام






الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1459902_390063841127194_1611236061_n.jpg‏ (21.8 كيلوبايت, المشاهدات 0)
    رد مع اقتباس