عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-11-25, 18:30 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة من روائع الإعجاز البياني :دعوة للمشاركة



( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) 44 هود

إكمالا لما تقدم حول هذه الآية الشريفة :

فن الاحتراز :



( وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )

فيه إشارة إلى أن ذلك الطوفان بصورته المرعبة لم يكن عبثا, و إنما هو عقاب لأولئك الظالمين المكابرين, لئلا يتوهم أحد أن هذا العذاب جاء إلى من لا يستحقه, وفي هذا إشارة إلى عدل الله وأن أفعاله تصدر بحكمة, فهذا العذاب جزاء لهم على استكبارهم واستعلائهم على الله تعالى.



حسن النسق :

يراد بالنسق أن تكون الكلمات المتتالية ذات تلاحم قوي ومحكم وسليم, بحيث إذا أفردت كل جملة منه قامت بنفسها, واستقل معناها بلفظها عن الأخرى.

( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) 44 هود


إن هذه الآية مثال قوي على تجسيد هذا الفن البلاغي, فجمل الآية الشريفة جاءت مترادفة بواو النسق, بترتيب في غاية الجمال, فالهدف الأسمى هو أن ينطلق أصحاب نوح من السفينة إلى الأرض, وذلك لا يتحقق إلا بانحسار الماء عن الأرض, فلذلك تم توجيه النداء إلى الأرض أولا حيث أُمرت بابتلاع الماء, ثم وجه النداء الثاني إلى السماء بالإقلاع, ثم تلى ذلك مجيء خبر ( غيض الماء ) حيث انحسار الماء, وأعقب ذلك بيان ( وقضي الأمر ) والذي يوحي بهلاك القوم العصاة ونجاة القوم المؤمنين, ثم الإشارة إلى استواء السفينة واستقرارها ليبعث الأمن في أنفس النجاة, ثم اختتام المشهد بالدعاء على العصاة المكابرين.

يوجد تناسق قوي بين هذه الجمل المعطوفة.

لا حظوا أن كل جملة قائمة بذاتها, وبمكن أن تعطي معنى مستقلا منفردة :

" قيل يا أرض ابلعي ماءك "

" يا سماء اقلعي "

" غيض الماء "

" قُضي الأمر "

" استوت على الجودي "

" قيل بعدًا للقوم الظالمين "



فن الإشارة :

يراد بفن الإشارة دلالة اللفظ القليل على معان كثيرة.

في المقطع القرآني {وَغِيضَ ٱلْمَاء } مثال قوي على فن الإشارة, فلقد عبر هذا المقطع عن معان كثيرة, فالماء لا يغيض حتى تكف السماء عن المطر, وتبلع الأرض ما يخرج منها فينقص ما على وجه الأرض من ماء.


ولا زلنا نسبح في بحر بلاغة هذه الآية الشريفة :







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس