الموضوع: هرطقات تربوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-11-14, 13:45 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي هرطقات تربوية


هرطقات تربوية



كثيرا ما نتيه بين مفهومين متناقضين تلجأ إليهما الإدارة المكلفة بالتعليم بدءا من أعلى مسؤول في هرم إدارة التعليم إلى آخر مكلف بتنفيذ الإملاءات الإدارية بالمؤسسات التعليمية، مفهومين يتم تكييفهما في الزمان و المكان، و حتى حسب الظروف و الأحوال لخدمة أجندات خاصة غالبا ما تطبعها المزاجية الممزوجة بوصفات متنوعة من الفرعنة الإدارية و الإستحمار المفضوح لنساء ورجال التعليم ...

إنهما كلمتا " تربوي " و " لا تربوي "، اللتان تستعملهما الإدارة التربوية أو اللاتربوية - والإشكال المفاهيمي يبقى عالقا إلى حين تحديد المفهوم !!! - كحل لمجموعة من الإشكالات المدرسية كشرعنة الاكتظاظ داخل الأقسام أو تنقيل الأساتذة من أجل المصلحة أو منح إنابات أو تكليفات جزافية أو ضم الأقسام أو توزيع جداول الحصص و استعمالات الزمن أو غيرها من البدع التعليمية و الإدارية...
و الأدهى و الأمرمن ذلك هو تعمد الإدارة التربوية تبخيس دور مجالس المؤسسات التي نصت عليها المواثيق التعليمية التي ولدت من رحم لم يقدر له أن يخصب ، اسمه مشروع إصلاح منظومة التربية و التكوين ، خلال السنوات الأخيرة حيث أنها حددت و لو بنوع من الضبابية الدلالية و المكر اللغوي و الاصطلاحي اختصاصاتها، عكس التصور الواضح الذي أراده لها واضعوا الميثاق الوطني للتربية و التكوين في إحدى دعاماته، و ما يزيد من تكريس المشكل هو خدمة مصلحة الإدارة في تحد صارخ للمدرس الذي يوجد في قلب عملية التربية و التعليم و الأحرص بشكل كبير على مصلحة التلميذ - التي لا يقبل المزايدة حولها - من ذوي السلطة التربوية بدءا من المؤطرين التربويين و المصالح النيابية و أحيانا بعض رؤساء المؤسسات التعليمية المغلوب على أمرهم ، الذين ينطبق عليهم القول ، " لا يعصون أوامر مسؤوليهم و يفعلون ما يومرون" و لو أدى بهم ذلك إلى خلق أجواء مشحونة تربويا داخل المؤسسات التعليمية، ما قد يؤثر بشكل سلبي على المصلحة العليا لتلاميذها الذين من المفروض أن يعمل هؤلاء على خلق الأجواء المناسبة و توفير الظروف المواتية للتحصيل المعرفي و العلمي...
إن مفهوم التربية في أبرز تجلياتها الإدارية هي القدرة السليمة على الحكم على الأشياء ، والحكمة الرصينة في تدبير المواقف المختلفة التي تتناسل في أوساط تتباين فيها الخصوصيات الاجتماعية و تتفاوت فيها الفرص المتاحة ، و تختلف فيها ظروف الحياة المعيشية، و هي أصل التناقضات التي تسقط فيها الإدارة في الغالب من الأحيان، و عليه فإنها تضرب عرض الحائط ما سارت إليه كل الاجتهادات التربوية الحديثة التي تهدف إلى جعل التربية الحقيقية هي إحداث تكيف و تفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها، أي تكيف مع البيئة الاجتماعية ومظاهرها المختلفة و المتباينة، و لا يمكن أن ينجح في تحقيقها إلا من خبر أسرارها و خباياها بشكل سليم ...
لقد أضحى من الضروري تسمية الأشياء بمسمياتها، و عدم نهج سياسة توظيف المصطلحات في غير سياقاتها الطبيعية زمانيا و مكانيا ، و لا بد من النظر إلى إصلاح أحوال المؤسسات التعليمية بنظرة تأملية من الداخل و إعطاء الصلاحيات لمجالسها المختلفة للقيام بأدوارها بشكل حقيقي في إطار تربوي محدد مبني على أسس علمية و تصورات إصلاحية حديثة تستمد جذورها من التجارب المتراكمة داخل أسوارها بشكل تشاركي، و في علاقاتها المباشرة مع وسطها الاجتماعي و الاقتصادي، بعيدا عن كل أشكال التدخل الإداري السلطوي ولو باسم التعسف على المصطلحات " تربوي أو لا تربوي "،
فتوبوا إلى بارئكم أيها المهرطقون و دعوا عملية التربية تسير وفق التشريعات غير المحدثة التي رسمها لها ثلة من غيوري هذا الوطن على مستقبل هذا التعليم بهذا الوطن الذي أصبح تعليمه ينجب خريجين من الدرجة العادية بميزة غير مقبول في سوق الشغل الوطني و الدولي ... و الحر بالغمزة تا يفهم !!!
توقيع أستاذ تربوي أو لا تربوي
حسب المفهوم الضائع .

إدريس أبو أيوب

ـ جيل بريس ـ





التوقيع

    رد مع اقتباس