عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-10-09, 20:35 رقم المشاركة : 1
محسن الاكرمين
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية محسن الاكرمين

 

إحصائية العضو







محسن الاكرمين غير متواجد حالياً


وسام المشارك في المطبخ

وسام المشارك

b7 موسم دراسة عاد ، وبأي حالة عاد ، بما مضى ام فيه تجديد .


موسم دراسة عاد ، وبأي حالة عاد ، بما مضى ام فيه تجديد .


موسم دراسة عاد ،وبأي حالة عاد بما مضى ام فيه تجديد، فالعودة حاصلة ، ولكن هي عودة ليس كمثيلاتها .فهل نحن هرمنا وامتلكتنا الحمية حتى في انجاز العمل ؟ ام ان المؤسسة المدرسية ضربت عليها العنكبوت بنسجها وقضى عليها الخلاف السياسي و المذهبي ؟ ام ان التلميذ يجر كرها الى المدرسة ، وبها يفجر مكبوتاته العنيفة ؟
فموسم العودة الى العمل هل هو اختياري ام اجباري ؟ انه الامر الذي لا نستطيع توقع جواب قار فيه ، قد نختلف في الاجابة عليه ، لكننا نلتقي عند بوابة البحث عن لائحة العطل عند وضع توقيعاتنا على محاضر الدخول .لما نسعى الى البحث على ايام الراحة ولا نكلف انفسنا تعداد ايام العمل ؟ نستوثق الامر من ذواتنا دائما ان حياتنا يستوطنها الارتجال والاعتباطية في معالجة الامور ، فنحن نشتغل بمبدأ الارتجالية النفعية بالبحث الحثيث عن الكفاف في العمل .
وضع برنامج عمل او خطة او خارطة طريق للعمل هو الامر الذي لا نتقيد به لأننا نمتلك التفكير اللحظي/الاني، فعقولنا تشتغل وفق مقاربة النحلة عندما تلثم الزهرة ورغم بقاء الرحيق بها تنتقل الى زهرة اخرى انه العقل العربي بتفكيره المتقلب المزاج . لم نستطع منذ الاستقلال وضع موضع قدم قار بالاشتغال ضمن منهجية التعاقد او التدبير المتمحور بالنتائج ، بل طغى علينا تدبير الزمن المدرسي كتدبيرنا اليومي للورق بإداراتنا المدرسية...
تجديد نفس الاشتغال وتعبئة ذواتنا بالاخلاص لا يحتل فينا اي موقع ولا يغرينا البتة ، لأننا نبحث عن تسويغات تعفينا المساءلة ، انها تبريرات نحفظها بطلاقة ،انها الاكراهات العملية والأسرية والضغط الحياتي واللائحة اطول مما نتصور،و التي يتم استدعاؤها عند كل لحظة لإماطة المسؤولية عن رقابنا، كل هذا طوح بنا الى الارهاق التام حتى ونحن في اتم راحة من عطلة أطول ، اية مفارقة هذه التي تلبسنا ؟ .
سحب نفس من سيجارة قاتلة ، وبلفظ دخانها تخبو نار المعرفة عند المغاربة ويصير الفعل التعليمي تلويث لعقول الناشئة ، فالكثير منا يتكدس في المقاهي وغيرها ، انه الواقع البغيض الذي نعايشه اما فرادى او جماعات أحببنا الامر طواعية او كرها بالضغط المتحدي على رقابنا ... ، ولكن ما هي البدائل الواجبة التنزيل ؟
البحث عن البدائل يستوجب منا اولا وقفة تقويمية مع الذات ثم مع الاخر باختلافاته وخلافاته ...فإذا حصلت على نقطة جيدة في الاخلاص في عملي كأمانة دينية واجر مقابل العمل الدنيوي ، فإنني احصل اولا على الراحة النفسية والطمأنينة الكافية للترويح عن الذات والأسرة ....اما اذا ما كان عملي هو في حده الادنى السلبي بتجديد الحضور دون القيام بالواجب ، فهو الامر الذي لا يحتاج الى راحة او تجديد النشاط ، فالعدمية تمتلكه وكفى وخبره معتل البنية. وتجوز فيه الصلاة على الميت الغائب ، ويستحق كفن غريب بحكم الشرع ...
يكفينا من البحث عن المحفزات ...يكفينا من المطالب فتعليمنا قد ادخل غرفة الانعاش اثر سكتة قلبية قديمة قدم ازمة الامية ...يكفينا من خلافاتنا السياسية العقيمة والتي فرخت الاشباح والغربان في المنظومة التعليمية ...يكفينا من التطاحن النقابي والعصيان المدني بالإضراب ،وفتح الدكاكين النقابية للمزايدات البغيضة...
ان التلميذ المغربي في حاجة الى فتح افواهنا داخل الفصول ...لا نجعل الدولة هي ذلك المسجب القصير الذي نعلق عليه كل الاخفاق المدرسي ...اننا نتقاسم الكم الاخفاقي باتساعه عمقا ومساحة بالتساوي في المسؤولية...
اقر ان المدرسة المغربية لا تجدد نفسها ، من تم تعودنا كموارد بشرية بالحقل التعليمي على لبس لباس التقادم حتى في الترقي ، فالزمن كاف لتسلق السلالم . وحتى نمط تلقين التعلمات بمدارسنا المغربية يسير سير السلحفاة ، وسائل الاشتغال من العهد الماضي ، والماضي قوته حاضرة ويتحكم فينا ويوطن لنا معايير ومؤشرات المستقبل.انها تنتج العطالة ، تنتج كل شيء إلا المواطنة الحقة،
الاقلاع مساره مستقيم ،لكننا نتعمد خلق المنعرجات والمطبات القاتلة ، انه الفعل السياسي المذهبي البغيض الذي يتحكم في اي اصلاح . فأبناء الشعب مضغوطة بمكبس داخل فصول دراسية ،والقيمين على المنظومة يشتغلون وفق مسطرة الأرقام والنسب ،والتلميذ عندهم ما هو إلا عدد يحتسب عند ولوجه المدرسة ويشطب عليه عند تسربه منها ،انها مفارقة التخطيط المغربي ...
اه يا وطني شعبك سائر في طريق النكوص نحو الامية ولما الجهل، خوفي عليك ياوطني من ان يصبح تعليمك لا يسمن ولا يغني من جوع تفكيك رسوم الحروف بشتى اللغات المتداولة بالمدارس المغربية ،ألمي عليك ياوطني اننا نجلس القرفصاء في انتظار قطار "غودو "الاصلاحي الذي يأتي او لا يأتي ، حرقتي عليك يا وطني التامة اننا أدمنا العدمية والسلبية بموت الضمير العملي عندنا والوازع الديني فينا.
فخري بك يا وطني انك تعرف الاسباب والمسببات بالتمام والكمال في أزمة و انزلاقات المنظومة التعليمية نحو الهاوية, لكنك لا تمتلك يا وطني اي مخطط استراتيجي يحمل قيم المواطنة ، ويردم هوة التعثرات التي تسكن المنظومة التربوية ،وتنسج عليها عنكبوت خيوط جرير والفرزدق .....
محسن الاكرمين





    رد مع اقتباس