عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-01-28, 11:23 رقم المشاركة : 1
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

Now لون الصياح -مذكرات شاب-


كنت أعشق السهر وأهوى حياة الليل،بكل ماتحمله من معنى .
وكانت لي شلة من الأصدقاء -الأعداء - يقاسمونني نفس الهواية،
نتسكع حتى آخر ساعات الليل، وحين تبدأ شقشقات الفجر، نتسلل كاللصوص إلى بيوتنا ،ونحن نتعثر من ثمالتنا.
مرة أنام على الاريكة، ومرة على السجاد ،أنبطح كالكلب على بطني، وسط بركة ما طرحت معدتي ، ومرة أبلغ غرفتي ،على حسب قوتي أصل حيث أصل..
مرت أعوام وانا على ذات الحال..
تمزق قلب أمي من النصح والارشاد ،وأبي المغترب يتصل باستمرار ،ويسأل عن أحوالي فتطمئنه ،ويغدق علي من المال، والهدايا ،بلا حساب..
كنت الوحيد الذي يملك سيارة في شلتي ،كان الكل يتودد لي ،ويتقرب مني،
وأجمل الفتيات كن ملكي..
لم اعرف للصباح معنى ولم أتذوق له طعم.
كنت أنام حتى الظهر ،وأصحو على لعنة أمي وسخطها ،آخذ حماما وآكل قطعة حلوى بالمربى ،وأنزل منن جديد .
لم تسنح لي فرصة اللقاء بالصباح منذ فترة طويلة..
وآخر لقاء بيننا كان من حوالي اربع سنوات
كانت الدراسة تحتل هامشا ضيقا من هوامش اهتماماتي
فلا أحضر سوى ساعات الانجليزية ،والفرنسية، وباقي الحصص اركلها خارج برنامجي.
كنت نموذج الفتى المتمرد، والطائش.
لكن سرعان ماتبددت حماقتي
ونزف شبابي
والتقيت أخيرا بالصباح..
رأيت الصباح حزينا على غير ما تصورته
لم يكن مضيئا لم يكن مشرقا
لقد كان شبيها بالليل بل وأحلك منه
لم أفتح عيناي إلا وأنا في غرفة المستشفى
كل جسدي ملفوف بالضمادات،
وعيون تذرف الدموع من حولي ،وأصوات تتلو الاذكار
هاقد رأيت الصبح اخيرا
ولكن في غير لونه الجميل
لم يكن الصبح مصحوبا بزقزقات العصافير، وترانيم الصبية على العتبات.
لقد كان صبحا آخرا
بلون آخر
صبح بلون حياتي المتمردة
الحرية
مع كل المحبة





آخر تعديل مريم الوادي يوم 2010-01-28 في 19:24.
    رد مع اقتباس