عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-08, 18:19 رقم المشاركة : 1
أم الوليد
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم الوليد

 

إحصائية العضو







أم الوليد غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة

مشارك(ة)

المرتبة الثالثة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشارك

وسام المركز 2حزر فزر

وسام المشاركة  في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الثالثة في مسابقة ألغاز رمضان

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي نزل مع امه ليشتري ملابس العيد....


نزل مع أمه ليشتري ملابس العيد..




نـزّل مع أمه قبل العيد بأيامٍ- كـكلِ عامٍ - ليشتري ملابس العيد...
لا لأنه يحتاجها بقدر أن العيد لن يأتي حتى تأتي الملابس الجديدة..هكذا كان يعتقد.
كان يعتقد أن على سُموه- كجميع الأطفال- أن يستقبلوا العيد في وجاهة تليق به.
ذاك العام كانت الأحذية الرياضية منتشرة وبخاصة ذوات النعل الضخم والأكثر حداثة هذا العام أن ترتدي حذاءً له نعل يصدر أنوارا كلما ضربت الأرض به !!
اكتمل الزي الشتوي...قميصا وجاكيت وحذاءً مضيء...

سأل أمه..هل ستبقى هذه الغيمات في السماء يوم العيـد..
هل يعقل أن نفرح و السماء تبكي !!
ابتسمت له..وأخبرته أنها تبكي لتُزهر الأرض...
لتحيا النباتات والقلوب التي آماتها انتظار الغوث و الغيث
ولكنها ستكفكف دموعها وتشرق ...فكل شيء في العيد يشرق
وكأنه قانون فرحٍ قدري...يجب على الجميع أن يطيعه...

علق زيّه على الشماعة ولم يضعه في الخزانة بل علقه ليكون ظاهرا له كلما نام واستيقظ ...
في ليلة العيد طلبت منه أمه أن ينام مبكرا...كي يذهب مع خاله لصلاة العيد غداً...
كانت العادة أن يبيت ليلة العيد في بيت جده..
أبى النوم أن يصاحبه تلك الليلة وكذا حال أبناء خالاته وأخواله
لضيق الأماكن...نام بجوار أمه...كان يتقلب كثيرا
أخبرته أنه لو لم ينل نصيبه من النوم ...
ستنفذ طاقته ولن ينل نصيبه من اللعب...

أخبرها أنه يحب العيد ...ضحكت وهو أيضا يحبك.
انتفض جالسا : أحقا يفعل؟!
نعم, كيف له ألا يفعل ...والله يحبك
أو يحبني الله أيضا؟!!
الله يحب خلقه...خصوصا الأطفال أصحاب الفِطْرة التي لم تلوث بعد...والذاكرة التي لم تحتمل إثما بعد ..
إذن هو يحبك أنتِ أيضا..أطرقت و أغمضت
أنا متأكد...
نم ..نم فلا يزال الغد ينتظرك..

استيقظ مع أول صوت سمعه ذلك الصباح..
صوت جدته تلك العجوز التي تستيقظ قبل أن تستيقظ ديوك الصباح بل يبدو أنها هي من توقظهم بنفسها.!
بدأ سباقه مع أبناء خالاته على من يدخل الحمّام أولا ...من يرتدي زيه أولا...
كلهم أشرقوا...كلهم أحاطت بهم هالات الفرح ...

.....
لا زال يذكر..هالات الفرح تلك..
حتى بعد مرور عِقد من الزمان و أكثر...يبدو أن طعم الفرح لا يزال في حلقه..
لم يعد العيد كسابق عهده...أو ربما أنه هو من لم يعد كسابق عهده
زادته السنين قوة أو قسوة...شيء ما يمنعه من أن يتنازل عن كبرياء الصمت وغموضه

لكنه اتخذ قرارا جديدا لهذا العيد...
ربما لم تعد السنون كعهدها ولا هو كعهده...
لكنه سيستدعي ذلك الطفل الصغير المختبئ في الركن البعيد من قلبه
سيخرجه للنهار...سيشرق به ويقبل به على الدنيا
فيوم العيد لا يحتاج إلى شهيةٍ أقل من شهيةٍ طفل دائم الجوع للفرح واللعب...

هكذا وهكذا فقط...يكون العيد عيداً سعيداً



إسلام حجى





التوقيع





    رد مع اقتباس