الموضوع: الرسالة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-15, 10:57 رقم المشاركة : 1
أبو سامي
أستـــــاذ(ة) مشارك
 
الصورة الرمزية أبو سامي

 

إحصائية العضو







أبو سامي غير متواجد حالياً


وسام المشارك

poeme الرسالة


كل الأيام تمثل يوما واحدا لديه . لم يشعر أبدا أن يومه الجديد أحسن من أمسه . كان يتمنى لو يعيش أمسه بدل يومه الجديد ، على القل سوف لن يتذمر أكثر مما سبق ، فكر في السفر ، تغيير المكان يرفه عن النفس دون شك ، فكر في تجديد حياته عله ينسى أيامه السوداء التي تخيم على قلبه كطائر الرخ ، لكن ، هيهات ، هل يستطيع إزاحة هذه الجبال التي أخفت عنه علامات الاتجاه الصحيح .
ككل يوم بعد أن يلتهم فطوره ، يخرج من قبره قاصدا المقهى ملاذه الوحيد رفقة أعز أصدقائه وأوفاهم . يجلس في نفس المكان ، يأخذ نفس المشروب الصباحي (( نورمال في الطاس)) . يلقي بنظرة بانورامية على الطريق والبنايات : سيارات كثيرة من أنواع مختلفة تعوج وتموج بها المدينة ، يستقر بصره على شاحنة تقوم بسقي الشجيرات والزهور التي ترافق حاشية الطريق . يدخل قبره ، يبدأ عذابه من جديد ، تتهاوى عليه أيادي ذكرياته الأليمة ، يصارع كي يستيقظ ، يزيح عنه ركام أفكاره السوداء دون جدوى ، وهل يهرب المرء من ظله ؟ يلقي على صديقه الوفي نظرة خاطفة ، يجده كعادته جامدا في مكانه ، يراقب تصرفاته وعذاباته بإشفاق ، ينتظره ولا يمل الانتظار . " النسيان " فكرة جميلة ، لم لا يكون النسيان ؟ قد يكون هذا هو الحل ، أو البديل . تشبث بالفكرة ، قرأ من اسفل : رسالة من : وـ م ، ورفع بصره إلى أعلى الصفحة فرأى العنوان يبتسم ، لم يقرأ السطر الأول ، غطى بنظرته حجم المقال ، فبدت له السطور كلها تبتسم . إذن الكل يرحب بالفكرة . فلم لا يكون النسيان ؟
هي أحسن فكرة عنت له ، ماذا لو أخذ بفكرة النسيان كما أحسها دون أن يقرأ كيف تم نسيان (وـ م) ؟ لكن فكرة هوت دون استئذان منه تحثه على قراءة بقية الرسالة . بعد صراع طويل قرر القراءة . بدأ بالسطر الأول (( لن أنساك ولن أجعلك تنساني ، سأعيش في ذهنك كعنكبوت ، أدمر خلاياك ... )) . انتقل إلى السطر الثاني فلسعته اشواك كلماته ، نزل إلى السطر الثالث ، الرابع ... لماذا ابتسمت له المدينة بشوارعها الفسيحة ، والعنوان والسطر ؟ لماذا ؟ لماذا ؟
وضع رأسه بين كفيه ، ونظر مرة أخرى إلى الطريق والسيارات والبنايات والمدينة الفسيحة وتذكر قول رجل حكيم :
(( إذا رأيت أنياب امرئ فلا تحسبنه يبتسم )).






    رد مع اقتباس