منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

حالة احتضار

تَراني بين يديك كدمية من قماش تلاعبها بخيوط من أوهامك ..
أوردتك مرتع لـ دماء محمّلة بـ جينات الرجولة المعدومة ,
رجولة نسج عليها عقلك شرنقة اليأس والبؤس ..
ما كل هذه العُقد التي استوطنت أطلال نفسيتك المتهالكة !!
ما هذه السلوكيات الكئيبة ! .. بلا ألوان كـ دخان سيجارتك
القادم من بركان صدرك المحترق , والمتصاعد قهرا من فوهة فمك ..
بعد آخر كل رشفة تُقلّب فنجان قهوتك .. أتريد قراءة مستقبلك ؟!
تبا .. !! ألا تحس أن كل ما بداخلك قد فقَدَ حاضره لـ يعانق الموت !!

لن أسميك إلا : حالة انتظار للحظة احتضار

في حالة صحوتك النادرة من غيبوبة جبروتك تناديني : ملاكي ..
أتبَسّم على مضض فـ أحادثني : أحقا مازلتُ ملاكا ؟!
كنتُ قبلا امرأة من عالم النساء .. أمرأة من رحيق الورد تلك كانت روحي ..
واليوم أراني كائنا لا أعرفه .. كأنني : أصبحت من عفاريت الإسفلت
سحقا : فقد حوّلتَ آدميتي إلى فصيلة الشياطين ..

إن كنت تراني في كلامي صريحة وواضحة ..
شفافة هي عواطفي وأحاسيسي كـ مِرآة خزانة حاجياتك ..
أنصحك بـ قناع يقي وجهك خربشات شظايا انكساري

قل لي أيها الرجل الفاقد لهويّة الإنسانية :
ما الفرق بينك وبين الرجل التمثال القابع على نافورة ساحة حارتنا ؟
هو : رجل منحوت من قطعة جبل يراقب خيوط مياه الصنابير >> بعيون من صخر
وأنت : جلمود تعامل الناس بقلب من >> حجر

سـ أسألك : متى تستيقظ من سبات هذيانك ؟
فـ أجيبك : أنت مجرد جثة تتنفس ... فـ لا أمل ..