عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-23, 12:44 رقم المشاركة : 3
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار للغساني


الجزء الثاني

صاحب الكتاب
ولد أبو القاسم بن محمد الأندلسي الغساني الشهير بالوزير عام 955 هـ/ 1548 م بفاس ونشأ وتلقى العلم بها، وأخذ علم الطب والعلم بالأعشاب من أبيه، وأخذ علوماً أخرى عن شيوخ آخرين ذكرهم المقري في كتابه "روضة الآس"
لا تقدم المصادر أخباراً دقيقة حول تاريخ استقرار أسرة الغساني الأندلسية بفاس ولا معلومات عن والد المؤلف. إنما يفهم من كلام الابن نفسه أن والده كان مولعاً بالتجوال في نواحي فاس بحثاً عن الأعشاب الطبية والكشف عن مواقعها، حيث يستند إليه الغساني في تحديد مواقع عدة نباتات. والظاهر أن أسرة الغساني من غرناطة نزحت إلى فاس بعد سقوطها في يد المسيحيين سنة 898 هـ/ 1492 م
كما أنه لا تتوفر معلومات وافية حول سيرة أبي قاسم الغساني. فالمقري الذي كان له على ما يبدو اتصال وثيق بالمؤلف في فترة من الفترات، اكتفى في ترجمته له بالثناء على أصله ونسبه، مؤكداً سمو أخلاقه وكرم خصاله. ويذكر أنه »تفرد ـ حفظه الله ـ بعلم الطب بالحضرتين ـ يقصد فاس ومراكش ـ وشارك في سائر العلوم« .
والظاهر أن الخبرة الكبيرة التي اكتسبها الغساني في مجال الطب والتداوي بالأعشاب هي التي جعلته من بين الأطباء المقربين إلى السلطان السعدي أبي العباس أحمد المنصور الذهبي (986 ـ 1012 هـ/ 1578 ـ 1604 م) . فالغساني في خطبة كتابه يصرح بأنه صنفه بقصد إرضاء السلطان السعدي: »فإن وقع من المولى ـ أيده الله ـ موقع القبول، فهو الغاية والمأمول«.
ويتضح من خلال بعض المصادر أن الغساني كان شاعراً مبرزاً، قام بنظم عدة قصائد وموشحات في مدح السلطان السعدي في مناسبات مختلفة، إحداها كانت بمناسبة تدشين سد »بوطوبة« في فاس سنة 1009 هـ/ 1600 م
وهناك قرائن تدل على أنه قام أيضاً بدور المترجم في البلاط السعدي، وذلك في فترة شهدت ازدهاراً في العلاقات المغربية الأوربية وكثرت السفارات التي تفد على هذا البلاط. فالمصادر تنسب لصاحبنا كتاباً عنوانه "مغني الطبيب عن كتب أعداء الحبيب" هو »عبارة عن ترجمة عربية موسعة لكتاب طبي محرر بالإسبانية أو البرتغالية أهداه بعض الأوروبيين إلى أحمد المنصور الذهبي، وقد أضاف المترجم إلى الأصل مقدمة وفصولاً من إنشائه«.
وقد شهد أحمد بن القاضي لصاحبنا بالمشاركة في فنون من العلم وقال عنه: »إنه اختص من بين الأطباء بسلامة الاعتقاد«. وهذه شهادة لها وزنها في ذلك الزمان للريبة التي كانت تطبع نظرة الفقهاء وفئات من المجتمع لطبقة الأطباء، لما كان يغلب على عدد منهم من اهتمام بكتب الفلاسفة القدماء وتأثر بمذاهب الفلاسفة الإغريق.
والحقيقة أن الجانب الذي يهمنا أكثر في حياة وسيرة أبي القاسم الغساني هو أنه كان من أهل فاس، حيث ولد بها ونشأ بها. وهذا من دون شك يعطي وزناً كبيراً للمعلومات التي وردت حول مدينة فاس في كتابه الذي هو موضوع الدراسة. فبالرغم من أن أسرة الغساني لم يمر على استقرارها بفاس عهد طويل، فإن ما ورد في كتاب "حديقة الأزهار" من معلومات حول جوانب مختلفة من أوضاع المدينة تتصل بالعادات والتقاليد وأنشطة اقتصادية متنوعة ينم عن سرعة اندماج هذه الأسرة، وقوة ودقة حس الملاحظة عند صاحبنا. وهي خصال ضرورية في من يهتم بعلم الأعشاب والعقاقير، ويهتم بعلاج الأبدان؛ إذ لا تكفي الإحاطة بغريب الأعشاب والأدوية، بل يجب الإحاطة أيضاً ببيئة المريض ومعرفة مختلف العناصر النفسية والطبيعية والاجتماعية التي يمكن أن تكون سبباً في الإصابة بالمرض.
صنف الغساني ثلاثة كتب كلها في الطب والأعشاب، أهمها كتاب "حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار". وقد أنجزه في شهر محرم عام 994 هـ/ 1585 م وألفه برسم خزانة السلطان أحمد المنصور الذهبي. ذكر المقري كتاب "حديقة الأزهار" فقال: »كتاب عجيب في بابه لم يؤلف مثله، يذكر سائر الأعشاب والعقاقير بما سميت به في الكتب، ثم يذكر اسمها بلسان عامة الوقت، ثم يذكر خواصها على وجه عجيب«. ولقد وضع الغساني مختصراً لهذا الكتاب ليكون في متناول الطلبة.





    رد مع اقتباس