عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-06, 11:25 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي ما بعد و ما قبل الباكالوريا


ما بعد و ما قبل الباكالوريا







ما بعد و ما قبل الباكالوريا



على بضعة أيام من اجتياز امتحانات البكالوريا ، و بعد سنة مضنية من العمل و الكد و التعب ، و أمام الهالة الإعلامية المسلِّطة أضواءَها على هذا الامتحان الوطني ، تنتابُ تلاميذَنا حالةٌ من الترقب و الانتظار و كثرة الحديث حول ما قبل و ما بعد البكالوريا ، خاصة أن القيمة الكبرى لهذا الامتحان – كونه قاطرة بين التعليم المدرسي و التعليم العالي ـ تجعل تلاميذنا مشدوهين للمراحل القبلية و البعدية لامتحان البكالوريا ، فترى مجموعة كبيرة منهم في هذه الأيام يتهافتون على ملخصات الدروس ، و كثرة التمارين و التطبيقات ، و في أحايينَ أخرى على استنساخ أوراق صغيرة مزركشة بملخصات الدروس التي صعُب عليهم استيعابُها و فهمُها داخل أقسامهم ، ليكون موعد 11 يونيو حاسما إن لم نقل تاريخيا يفصل بين سنين مديدة منذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي ، و من التعليم الثانوي الإعدادي و التأهيلي ، و بين آفاق أخرى سيلجها طلاب و طالبات ، و سيفتحون بها أبوابا أخرى تحقق طموحات كانت مجرد أحلام في وقت مضى و انقضى .

حديثي سينصب على ما قبل و ما بعد امتحانات البكالوريا ، كون النتيجة السديدة محصلةً لمقدمات سليمة و صحيحة ، أما المآل الفاشل فما هو إلا نتيجة مقدمات غيرِ سليمة و صحيحة البتة ، و من ثم ليس غريبا أن نجد محصلات الامتحانات الدوريةَ بائسة ، في أغلب السنوات الدراسية ، فترى إجاباتٍ متعثرةً و ضعيفةً غايةَ الضَّعْف ، و استنتاجاتٍ مجانبةً في كثير من الأحيان للصواب ، و إجابات تضرب أخماسا في أسداس ، و كأنها تعبر عن أمخاخ لم تمتلئْ بمعين معرفة لم تتلقها فقط في سنة الباكالوريا ، و لكن منذ بداياتها الأولى في تعلم أبجديات العلم و المعرفة ؛لأن مقدمات هذه النتائج لم تنبنِ على أساس صحيح و سليم . إذاً فنحن بصدد الحديث عن أزمة البكالوريا إن شئنا أن نقول ، أزمةٍ لم تأتِ أبدا في الظرفية الراهنة ، بل هي نتيجة تراكمات كثيرة تبدأ من أزمة المناهج التعليمية و ضرورة إيجاد بدائل لها ، و من المشاكل الجمة التي تعانيها المدرسة المغربية ، و التي لا تخفى على أي قاصٍ أو دان خَبِرَها ، و درس في حجراتها ، أو تخرج منها ، أزمةٍ عادت سلبا على ميادين الشغل ، فلا عجب أن لا نجد كفاءاتٍ متميزةً في الصحة أو التعليم أو القضاء و الهندسة و هلم جرا – عدا استثناءات لا ننكر كفاءتها و فضلها – فما هي إلا انعكاسات لمنظومة تعليمية عقيمة و متدنية تهتدي بمنهاج عقيم و متواكل في حاجة إلى التجديد و التطوير و التحديث .

ينبغي التفكير مليا في استراتيجيات قبلية و تحضيرية قادرة على نقل مستويات المترشحين و المترشحات لأن يكونوا قادرين على إنجاز هذه الامتحانات إنجازا بعيدا عن التيه الذي يتخبطون فيه , و على الإبداع فيه, و تحقيق تفوق ليس كميا فقط كعادة امتحاناتنا الإشهادية , و لكن تفوقا كيفيا يركز على الذات المبدعة و الخالقة التي تستوعب المعرفة المقدمة لها , و تتعامل معها بقدرة على التحليل و الاستنتاج و البرهنة ،و الخروج بآراء شخصية تثبت أنها قادرة على مناقشة الدرس و انتقاده و إسقاط أحكام قيمية عليه .

إن إفساح المجال للمتعلمين لتأثيث الدرس ، و التعامل مع أخطائهم أنها تصور أخر للصواب ، خاصة في مرحلة مناقشة الدرس و تأثيثه ، و عدم إسقاط النعوت القدحية و المقذعة حال أي إجابة لا تعبر عن سوء سريرة من التلميذ ، و إنما عن خلاصة بناء عقلي تم من خلال تحليل و استنتاج و مقارنة ، إن هذا كلَّه لينمي ملكة التفكير المبدع و الخلاَّق لدى تلاميذنا ،و يجعلهم قادرين على المضي بعيدا ، و جاهزين لتحقيق نتائج كمية و كيفية موفقة في امتحانات البكالوريا ، و الذهاب بعيدا بعدها ، لصقل مواهبهم ، و إنتاج أفكار جديدة، و ما أحوجنا إليها في عصرنا الحاضر ، خاصة في مرحلة التعليم العالي . فالعمل على تغيير المنظومة التعليمية الحالية و جعلها قادرة على إنتاج متعلمين محاورين و مناقشين و قادرين على تبني الآراء و الدفاع عنها كفيل بالرفع من جودة شهادة البكالوريا لمغربية , في حين إذا ما تم الإبقاء على تبني هذه السياسة الرتيبة التي تمشي بها منظومتنا التعليمية فلن يحقق إلا ما نراه حاليا من ضعف في الجودة و الأداء سواء في مراحل ما بعدالبكالوريا, و حتى في ميدان عالم الشغل .









التوقيع

    رد مع اقتباس