عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-13, 13:57 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 رجل التعليم والوعي التربوي


رجل التعليم والوعي التربوي




يلعب رجل التعليم دورا خطيرا على مسرح الواقع باعتباره القيم على التراث الثقافي للمجتمع والساهر على تجديده وتعزيزه ، وبالتالي يمكن اعتباره خبيرا نصبه المجتمع لتحقيق الأغراض التربوية . وقد عزز هذا الدور ما جاء في تقرير المؤتمر الثالث لوزارة التربية العرب جامعة الدول العربية - الإدارة الثقافية- "إن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية ،وإنه يحتل الصدارة بين العوامل التي يتوقف عليها نجاح التربية في بلوغ غاياتها،على اعتبار أنه لا يمكن الفصل بين مسؤوليات المعلم والتغييرات الأساسية التي تتم في المجتمع".
يتضح أن إصلاح المجتمع رهين بنوع رجال التعليم الذين يأتمنهم الآباء على تربية أبنائهم،وقد أجمع المربون على أن معظم المشاكل التربوية ناشئة في أساسها من افتقار المدارس إلى رجال ونساء أكفاء مقتدرين ،قادرين على استيعاب وتلافي كل المشاكل ...فجميع الوسائل الديداكتيكية والبيداغوجية والمناهج الدراسية ...لا تجدي نفعا بدونه لأنه روحها ،فهو من يكسبها معناها التربوي وينفخ فيها روح الحياة – إذا صح التعبير-، فماهي المؤهلات التي يحتاجها رجل التعليم للرفع بمهنته ومهمته السامية؟
يقوم نجاح الأستاذ في عمله على عناصر كثيرة غير أن إعداده التربوي هو أكبر العوامل أهمية في هذا النجاح،ولذا فمن الضروري أن تحظى تربية الأستاذ وحسن إعداده وتكوينه بأوفر عناية في أنظمتنا التعليمية حتى تتحقق التنمية التربوية.
وإذا أردنا معرفة المؤهلات التي يحتاجها المدرس ،نجدها تختلف باختلاف الدور الذي يقوم به في المدرسة ليس في إيصال المعلومة إلى المتعلم- ،ولكن تتعداها إلى النواحي العملية والوجدانية والاجتماعية ...فلا بد من تطوير إعداد المدرس تطويرا يلبي حاجات هذه التربية ،ولعل أبرز هذه المؤهلات:
1-وضوح الرؤية التربوية الشاملة:
فما يزال كثير من رجال التعليم متأثرين بالنمط التقليدي للتربية إذ يقتصر دور الكثير منهم على إلقاء الدروس المقررة وإعداد التلاميذ للامتحانات ،ويغيب عنهم تفهم حاجات التلاميذ النفسية والوجدانية وميولاتهم في إطار مطالب المجتمع وظروفهم وإكراها ته ،لتحقيق الكفايات المتوخاة.
وبالتالي على رجل التعليم أثناء ممارسة مهمته أن يصحبها بتشبع التلاميذ قيمة احترام حرية الفكر،وإفساح المجال لهم للتعبير وإبداء المواقف حتى تتحقق قدراتهم في تحكيم عقولهم بشكل صائب متزن،ولن يتأتى ذلك إلا بزرع القيم النبيلة الرفيعة على رأسها : القيم الدينية أو الديمقراطية...

2-العمل التعاوني الجماعي:
إذا كانت التربية عملية تعاونية فرجال التعليم في حاجة لبناء علاقات فاعلة ،إيجابية بين بعضهم البعض،ومع الأطر الإدارية وجمعيات أولياء أمور التلاميذ وكذا الانفتاح على كل فعاليات المجتمع التي تعمل وتسهم في الميدان والأنشطة التربوية. ولعل أبرز خطوة لتحقيق الرؤية التعاونية في المجال التربوي،تفاعل رجل التعليم مع التلاميذ في تخطيط المشاريع التربوية وتنفيذها سواء تعلق الأمر بمشروع القسم أو مشاريع الأندية التربوية،أو مشروع المؤسسة...
فالعمل المنفرد بات غير مجد وتشوبه كثير من العواقب الوخيمة على المستوى الفردي أو الجماعي،إذ يعتبر جنوح الإنسان نحو السلوك الفردي يعيق قدرته –مستقبلا- على التعاون مع الآخرين من زملاء المهنة أو ذوي الإختصاص في المهن الأخرى، كما يشكل عائقا في حسن تواصله مع المحيط المدرسي...

3- الخبرة الواسعة:
كيف يستطيع رجل التعليم أن يعمل على تنشئة جيل واعي إذا لم يكن هو نفسه قد حظي بثقافة عميقة في المجالات المتنوعة تشمل مختلف مناحي الحياة؟تؤهله لأن يكون ماهرا في تعلماته ومعاملاته وتواصله،ولعله يحتاج أساسا إلى مجالين هامين: الثقافة العامة،ومجال علوم التربية.
فعلى مستوى الثقافة العامة:
لا شك أنها تزود رجل التعليم قيما ومعارف ومهارات تعده لحياة كريمة وتمكنه من الوقوف على عناصر تراثه الثقافي،وبالتالي تساعده على فهم المجتمع الذي ينتمي إليه وتفهم المؤثرات الخارجية التي تؤثر في مجتمعه،هذا من جهة،ومن جهة أخرى فإن الثقافة العامة تشمل إدراك القيم الأخلاقية والمبادئ العلمية والتكنولوجية والمفاهيم الفنية ،كما تتضمن فهما عميقا لطبيعة وأبعاد المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الوطنية منها والإقليمية والعالمية.
على مستوى علوم التربية:
يمكن الحديث عن عناصر أساسية يحتاجها رجل التعليم ومنها:
-إدراك شامل لعلاقة التربية بالمجتمع
- تكوين رؤية تربوية واقعية وناجحة للتحولات المجتمعية .
- اطلاع عام على تطور أوضاع التربية ومفاهيمها ،ومعرفة الطرائق العلمية المتبعة في الأبحاث التربوية.
- تفهم عميق لطبيعة التعلم وطبيعة المتعلم
- القدرة على جعل التعلم يلائم طبيعة المتعلم وحاجاته،واعتباره هو محور العملية التربوية.
- معرفة طرائق التعليم الأساسية فيما يتعلق بالمستويات المتنوعة والمواد الدراسية المتعددة.للتمكن من الكفايات الممتدة.
- القدرة على استعمال واستثمار التكنولوجيا الحديثة .
- التكوين المستمر في المجال التعليمي الذي انخرط فيه رجل التعليم.

4- فهم المتعلمين:

ما أحوج المدرسة المغربية إلى رجال تعليم يفهمون الناشئة وقد أخذوا على عاتقهم أمر تعليمها وتوجيهها،فلهذا الفهم أثر أثر بليغ على الحياة المدرسية،لأن المهمة التربوية تتطلب قدرة عالية على مواجهة المتعلم (نفسيته،ميوله،حاجاته...)بقدر ما تتطلب مقدرة على معالجة المادة المدرسة.فرجل التعليم القادر على فهم الناشئة يمتاز بالخصائص التالية:
-يعتقد أن سلوك المتعلمين ينشأ من عوامل متعددة تؤثر فيه مما يسهل عليه إمكانية فهمهم الفهم الصحيح.
- يتقبل المتعلمين تقبلا عاطفيا ويحترم شخصيتهم الإنسانية.
- يفهم أن كل متعلم فريد في شخصيته،ويؤمن بالفوارق الفردية ويطبقها داخل القسم.
- يدرك طبيعة النمو في مراحله المختلفة وما يصحبه من من ارتباك وتعقيد – في كثير من الحالات-.
-يسلم بالمبادئ العامة التي تقوم عليها تنشئة الأجيال وتعلمهم وسلوكهم.
- يحذق الأساليب المجدية لجميع المعلومات عن المتعلمين وتفسير هذه المعلومات –والسلوكات- تفسيرا علميا يمكنه من مجابهة المشاكل التي تعترض مهمته.
ويبقى رجل التعليم في حاجة إلى تكوين مستمر يراعي ويساير المستجدات التربوية .

5-الوعي الاجتماعي:
كيف يتسنى للمدرسة كمؤسسة تعالج مشاكل الحياة اليومية وتستهدف النهوض بالمجتمع في غياب قدرة مدرسيها على معرفة المحيط( مشاكله-اتجاهاته-إمكاناته...) وفهمه؟
فرجل التعليم يجب أن يكون أكثر الناس وعيا بطبيعة المجتمع( محليا ،إقليميا وعالميا) على اعتبار حاجات المتعلم رهينة بحاجات المجتمع.

6- القابلية للتطوير والتجديد:

تحتاج المدرسة المغربية لرجل تعليم ذو قابلية للتجديد مجاراة لتقدم العلوم المختلفة ووفق سمة التطور.وهناك وسائل عديدة يستطيع من خلالها رجل التعليم تجديد معلوماته وعلومه واستكمال إعداده أثناء مزاولة مهمته التعليمية،ومن هذه الوسائل:
الاستفادة من المشاغل التربوية والحلقات الدراسية والدورات التكوينية والتدريبية ،وحضور معارض ومحاضرات ...تشرف عليها الوزارة الوصية أو الأكاديميات الجهوية أو النيابات الإقليمية ، أو الجامعات أو جمعيات المواد المدرسة أو في إطار أنشطة المجتمع المدني...
فاستجابة رجل التعليم لمثل هذه المبادرات والتفاعل معها أصبح أمرا ضروريا لتطوير الذات.
ولكن يبقى الأثر الكبير والدور العميق للتعليم الذاتي والبحث الشخصي والاستقصاء استزادة من العلم والمعرفة والانفتاح على كل أنواع العلوم ،والإطلاع المثمر والهادف على جديد التربية والعلم النفس التربوي وفي المادة المتخصصة المدرسة...فالتعلم الذاتي قيمة لا بديل لها في كل الأنظمة التعليمية الحديثة.
ولعل هذا التطوير يعطي نتائج إيجابية تكمن في قدرة المدرس على توجيه عملية التعلم التوجيه الصحيح بحيث يفهم الأهداف السلوكية لمادته ويعرف كيف يربط دروسه بواقع وحياة المتعلمين.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس