عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-06, 22:30 رقم المشاركة : 1
أم الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم الزهراء

 

إحصائية العضو








أم الزهراء غير متواجد حالياً


c4 من بستان الغزالي


نزور اليوم بستاناً هو في غاية الحسن والروعة، بستانا حسنت أشجاره، وجملت أزهاره، وطابت ثِماره، وعذبت أنهاره، وأرسلت أطياره لحنا جميلا . بستانا كلما جلت فيه وتنقلت بين أرجائه؛ وجدتَ في نفسك نهما وشغفاً لرؤية باقيه، وكلما دخلت غرفة من غرفه راودتك عن نفسك لتمكث فيها أكثر هو بستان الإمام [أبو حامد محمد بن أحمد الغزالي لملقب بحجة الإسلامزين الدين الطوسي الفقيه الشافعي ولد بطوس سنة 450 هجري وتوفي في طوس سنة 505 هجريعن خمس وخمسين عاما"هو مفكر إسلامي وأحد المجددين الكبار، وله من الفلسفة ما سبق به عصره، وكلماته تنم دوما عن الإيمان والفهم العميق للحياة،
للإمام الغزالي مصنفات كثيرة منها :
كتاب " الوسيط " و " البسيط " و " الوجيز " فى الفقه . و "إحياء علوم الدين "و " المستصفي " فى أصول الفقه . و" تهافت الفلاسفة" و " المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسني. " و " مشكاة الأنوار ". و " الاقتصاد فى
الاعتقاد ". و " معارج القدس في أحوال النفس ". و " مقاصد الفلاسفة ".
و" تنزيه القرآن عن المطاعن ". و " المعارف العقلية ". و " فضائح
الباطنية ". و " الثبر المسبوك فى نصيحة الملوك ". و " منهاج العابدين ".
و " ياقوت التأويل فى تفسير التنزيل " وهو تفسير يقع فى نحو أربعين مجلداً.و" الحكمة فى مخلوقات الله ". و " مكاشفة القلوب المقرب إلى علَّام
الغيوب ". و " جواهر القرآن " .
من هذا البستان أهديكم باقة من أقوال حجة الإسلام الحكيمة والبديعة
وهى تعبر عن سعة علمه وإدراكه وفهمه :
أنوار العلوم لم تُحجب من القلوب لبُخلٍ وشغلٍ من جهة القلوب , فإنها كالأواني ما دامت مملوءة بالماء لا يدخلها الهواء , والقلب المشغول بغير الله لا تدخله المعرفة بجلاله .
جلاء القلوب والأبصار يحصل بالذكر , ولا يتمكن منه إلا الذين اتقوا , فالتقوى باب الذكر , والذكر باب الكشف , والكشف باب الفوز الأكبر
قلب المؤمن لا يموت, وعلمه عند الموت لا ينمحي, وصفاؤه لا يتكدر , وإليه أشار الحسن بقوله : التراب لا يأكل محل الإيمان.
مهما رأيت العلماء يتغايرون, ويتحاسدون, ولا يتآنسون, فاعلم أنهم اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فهم خاسرون.
أشد الناس حماقةً أقواهم اعتقاداً فى فضل نفسه , وأثبت الناس عقلاً
أشدهم اتهاماً لنفسه .
مهما رأيت إنساناً سيء الظن بالله , طالباً للعيوب , فاعلم أنه خبيث في الباطن , والمؤمن سليم الصدر فى حق كافة الخلق.
النفس إذا لم تُمنع بعضَ المباحات طمعت في المحظورات
السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه , والشقاوة في أن تملكه نفسه.
من عود نفسه الفكرَ في جلال الله وعظمته , وملكوت أرضه وسمائه،صار ذلك عنده ألذ من كل نعيم , فلذة هذا في عجائب الملكوت على الدوام،أعظم من لذة من ينظر إلى أثمار الجنة وبساتينها بالعين الظاهرة , وهذا حالهم في الدنيا , فما الظن بهم عند انكشاف الغطاء في العقبى ؟.
لا يبقى مع العبد عند الموت إلا ثلاث صفات : صفاء القلب أعني طهارته من أدناس الدنيا , وأنسه بذكر الله , وحبه لله . وطهارة القلب لا تحصل إلا بالكف عن شهوات الدنيا , والأنس لا يحصل إلا بكثرة الذكر ,والحب لا يحصل إلا بالمعرفة , ولا تحصل معرفة الله إلا بدوام الفكر .
المؤمن كيس فطن..وليس كيس قطن...اتقوا الله في عقولكم ولا تكونوا كالإسفنجة تمتص كل ما تقع عليه.اقرأوا أحسن ما يرسل إليكم وأرسلوا أحسن ما تقرأون.
لا أدري لماذا لا يطير العباد إلى ربِّهم على أجنحةٍ من الشوق بدل أن يُساقوا إليه بسياط من الرهبة
إن الينبوع الذي تسيل فيه مخايل الرجولة الناضجة هو الذي تسيل منه معاني اليقين الحي، و إذا وجدت الصبر يساوي البلادة في بعض الناس، فلا تخلط بين تبلد الطباع المريضة وبين تسليم الأقوياء لما نزل بهم، وأول معالم الحرية الكاملة ألا يضرع الرجل لحاجة فقدها.

وظيفة الثقافة هي خلق فرد سليم و أمة راشدة.
أتدري كيف يُسرق عمر المرء منه؟، يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتى ينقضي أجله، ويده صِفر من أي خير
يعجبني أن يواجه الإنسان هذه الحياة وعلى شفتيه بسمة تترجم عن رحابة الصدر وسجاحة الخلق وسعة الاحتمال, بسمة ترى في الله عوضاً عن كل فائت وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود.
إن كل تدين يجافي العلم، و يخاصم الفكر، ويرفض عقد صلح شريف مع الحياة هو تدين فقد صلاحيته للبقاء، التدين الحقيقي ليس جسداً مهزولاً من طول الجوع و السهر، و لكنه جسد مفعم بالقوة التي تسعفه على أداء الواجبات الثقال، مفعم بالأشواق إلى الحلال الطيب من متاع الحياة.
الحق لا يخشى الحرية أبداً .. إنما يخشاها العوج و الجهل و البغي في الأرض بغير حق.
إن ضوء من عظمة الله يشرق في أفئدتنا حين نتأمل في روائع خلقه، و حين نرسل أبصارنا إلى جنبات الملكوت الضخم، فنرى آثار المجد الذي لا يبلى، والعلم الذي لا يغيب والإرادة التي لا تحد، و القدرة التي لا تغلب.
لله في دنيا الناس نفحات لا يَظفر بخيرها إلا الأصفياء السمحاء.
ليست قِيمة الإنسان فيما يصِل إليه مِن حقائق، وما يهتدي إليه مِن أفكار سامية.. ولكن أنْ تكون الأفكار السامية هي نفسه وهي عمله، وهي حياته الخارجية كما هي حياته الداخلية.
مِن السقوط أن يسخر المَرء مواهبه العظيمة من أجل غاية تافهة.
يستحيل أن يكون الجهل بالحياة دينا، وأن يكون الفشل فيها تقوى، املك الدنيا بذكاء واقتدار ثم وجهها لإعلاء كلمة الله وإعزاز الإيمان ورفع رايته.
مازلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب, أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك.
إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم.
أشكال العبادات لا تصنع ذلك التغيير الحاسم، إذا لم تمح الصلوات الحسد والحقد من نفسك فلا صلاة لك والسجود الحقيقي ليس انطواء الجسم أمام الله بل هو انقياد القلب لهداياته ووصاياه .
لو أن أيدينا يمكنها أن تمتد إلي الماضي لتمسك حوادثه المدبرة، فتغير منها ما تكره، وتحورها على ما تحب؛ لكانت العودة إلي الماضي واجبة، ولهرعنا جميعاً إليه، نمحو ما ندمنا على فعله، ونضاعف ما قلت أنصبتنا منه، أما وذلك مستحيل فخير لنا أن نكرس الجهود لما نستأنف من أيام وليال، ففيها وحدها العوِض.
حقيقة الذكر لا تتمكن من القلب إلا بعد عمارته بالتقوى وتطهيره منالصفات المذمومة ، وإلا فيكون الذكر حديث نفس، ولا سلطان له علي القلب، ولا يدفعالشيطان.
علماء الآخرة يعرفون بسيماهم من السكينة والذلة والتواضع أما التمشدق والاستغراق في الضحك والحدة في الحركة والنطق ممن آثار البطر والغفلة وذلك من دأب أبناء الدنيا







التوقيع

آخر تعديل أم الزهراء يوم 2013-02-06 في 22:33.
    رد مع اقتباس