عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-02, 10:01 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي مختصّون يحللون "الأخطاء البروتوكولية" لرئيس الحكومة بنكيران


مختصّون يحللون "الأخطاء البروتوكولية" لرئيس الحكومة بنكيران


هسبريس - محمد الراجي
السبت 02 فبراير 2013 - 00:00
يوم الأربعاء 18 يناير 2012، كان رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، على موعد مع استقبال رئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي، على أرضية مطار الرباط-سلا؛ نزل راخوي سلالم الطائرة التي أقلّته من مدريد نحو الرباط، وتقدم نحوه عبد الإله بن كيران. مدّ راخوي يده اليمنى للسلام على مضيفه، لكنّ ابن كيران لم يكتفِ بمدّ اليد فقط، بل مدّ وجهه أيضا، للسلام على ضيفه على الطريقة المغربية.

وجد رئيس الحكومة الاسبانية نفسه في حرج كبير، لاعتبار أنّ السلام وجها لوجه بين الرجال ليس من تقاليد الأوربيين، واكتفى الرجلان في النهاية بقبلة واحدة، وليس قبلتين أو أربع كما هي عادة المغاربة، لكنّ ابن كيران سيجد نفسه في حرج أكبر بعد ذلك، لأنّ طريقة سلامه على راخوي لم تمرّ مرور الكرام، حيث صارت "حديث الساعة" وتصدّرت واجهات الصحف، والمواقع الالكترونية، وخلفت كثيرا من التعليقات المنتقدة والساخرة على المواقع الاجتماعية.

بعد ذلك بأربعة أشهر، وتحديدا يوم 18 أبريل، سيقوم ابن كيران بزيارة إلى إسبانيا. الجميع كان يعتقد أنّ الرجل سيتخلص من عادة التقبيل، لكنْ، وأثناء استقباله من طرف الملك خوان كارلوس، سلم عليه وجها لوجْه، رغم أنه كان متردّدا نوعا ما، في البداية. إثر ذلك سيتوجّه إلى قصر المونكلوا (مقر رئاسة الحكومة الاسبانية)، وهناك سيستقبل ماريانو راخوي ضيفه أمام باب مقرّ رئاسة الحكومة. راخوي بدا حذرا نوعا ما، لكن ابن كيران، وبلا تردّد هذه المرّة، أمسك مضيفه من ذراعيه وجذبه نحوه، وسلم عليه وجها لوجه، قبلتين اثنتين هذه المرة، وليس قبلة واحدة، كما حدث أثناء استقباله له في مطار الرباط-سلا.
عفوية اين كيران في طريقة تعامله مع المسؤولين الأجانب كادت تتسبب في "أزمة دبلوماسية" بين الحكومتين المغربية والبلجيكية؛ فأثناء استقبال رئيس الحكومة لوزير الخارجية البلجيكي، الذي كان مرفوقا بوزيرة العدل يوم 11 أبريل من السنة الماضية، ارتكب ابن كيران "خطأ بروتوكوليا" جديدا، عندما خاطب وزيرَ الخارجية البلجيكي قائلا، حسب ما أوردته وسائل الإعلام "لستَ بحاجة إلى اصطحاب مترجمة (في إشارة إلى وزيرة العدل التي كان يجهل هويتها) لأنني أتقن الفرنسية جيدا".

هذه الجملة خلفت ردود فعل قوية في بلجيكا، لحدّ أن هناك من تحدّث حينها، بأنّ تصرف بنكيران كاد يؤدّي إلى حدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين، لأنّ وزيرة العدل البلجيكية، حسب ما صرحت به لصحافة بلدها، تعرّضت لـ"إهانة لم تتعرّض لها في حياتها"، وهناك من قال إنها كانت ستنسحب من اللقاء لولا خشيتها من التسبب في أزمة دبلوماسية مع المغرب.
قبل أيام، عاد الحديث عن "الأخطاء البروتوكولية" للسيد عبد الإله بن كيران ليطفوَ على السطح من جديد، بعد نشر صورة يظهر فيها واضعا رِجْلا على رِجْل، أثناء استقباله للسفير الألماني بالرباط، وكان أسفلُ حذائه موجّها نحو وزير الدولة، عبد الله بها، الذي كان جالسا على شمال رئيس الحكومة. هذه الصورة خلفت ردود فعل كثيرة، ذهب أصحاب بعضها إلى دعوة عبد الإله بن كيران إلى تلقي دروس في "الإتيكيت". (أدب التعامل).

لماذا، إذنْ، "يُصرّ" رئيس الحكومة على ارتكاب مثل هذه "الأخطاء البروتوكولية"؟ حَملنا هذا السؤال إلى ثلاثة مختصين في علم الاجتماع والنفس، وعلم التواصل، وعلم الجماليات، وكانت أجوبتهم على الشكل التالي:
مصطفى شكدالي: ابن كيران يتمتع بذكاء عاطفي وعُمْق إنساني
ما يُسميه البعض بـ"الأخطاء البرتوكولية لابن كيران"، لا يعتبره مصطفى شكدالي، أستاذ علم النفس الاجتماعي Psycho-sociologie كذلك، فهو يرى أنّ رئيس الحكومة لديه ثقافة معيّنة، ويتصرف وفْق بروتوكول مضادّ لما هو سائد ومتعارف عليه دبلوماسيا، انطلاقا من ثقافة شخصية تتميّز بطابع انفعالي، بمعناه الايجابي، تذوب معه جميع الحواجز بينه وبين الآخرين، كما تتميز بعمق إنساني يجعله لا يضع شروطا في لقاءاته مع الآخر، حتى ولو كان على أعلى مستوى.
هذه الثقافة، المتّسمة بالذكاء العاطفي، حسب الأستاذ شكدالي، لم يتميّز بها أي رئيس حكومة مغربي منذ الاستقلال، مضيفا أنّ الطريقة التي يتعامل بها ابن كيران نابعة من عمق شخصيته التي تتّسم بالعفوية والتلقائية، سواء أثناء مثوله أمام البرلمان، وأثناء إلقائه للخطب إبّان الحملات الانتخابية، أو خلال استقباله للضيوف الأجانب، وغيرها من المناسبات، حيث يحافظ دوما على نفس الملامح، وعلى نفس شخصيته المعتادة المتفاعلة والانفعالية التي تجعله يكسر جميع الحواجز بينه وبين الآخرين.
هل يمكن أن يكون الهدف من وراء هذه العفوية لفْتُ أنظار العامة وكسْبُ تعاطفهم؟ "قد يكون ذلك صحيحا، لكن من منطلق غير شعوري"، يجيب الأستاذ شكدالي، ويشرح ذلك بكون ابن كيران قد يسعى إلى جلب أنظار الآخرين بطريقة غير مقصودة، فحتى خطابه الذي يوصف بالشعبوي ليس سوى تمظهر من تمظهرات الشخصية التي تتميّز بالذكاء العاطفي.
"إهمال" مدام Annemie Turtelboom
كما جاء في المقدّمة، كادَ "تجاهل" عبد الإله بن كيران لوزيرة العدل البلجيكية السيدة Annemie Turtelboom خلال شهر أبريل من السنة الماضية، والتعامل معها بـ"برودة"، أن يتسبّب في أزمة دبلوماسية بين المغرب وبلجيكا. الأستاذ مصطفى شكدالي يشرح ما حصل على أنّه مجرد سوء فهْم Malentendu)) ناتج عن تلاقي ثقافتين مختلفتين، ويرى أنّ وزيرة العدل البلجيكية قرأتْ تصرّف ابن كيران نحوها انطلاقا من البروتوكول الذي تقتنع به هي، وبالتالي حصل سوء فهم من طرفها تجاه الطريقة التي تعامل بها معها رئيس الحكومة.
مثل هذا التصرّف، حسب الأستاذ شكدالي، قد يؤدّي إلى خلافات أو أزمة دبلوماسية، "لكنّ رئيس الحكومة، في اعتقادي، لم يقصد إهانة وزيرة العدل البلجيكية، لأنّ تصرفه كان نابعا من ثقافة معيّنة يؤمن بها، وبالتالي لم يتجاوب معها انطلاقا من ثقافتها، ومن القوانين التي تؤمن بها"؛ شكدالي أوضح أن ما حصل أثناء لقاء رئيس الحكومة مع وزيرة العدل البلجيكية يدخل في ما يمكن تسميته بـ"صراع الثقافات"، مشيرا إلى أنّ هناك برتوكولات يجب احترامها، لكنّ طبيعة شخصية المسؤولين، خصوصا أولئك الذين يتمتعون بقدرة عالية على التواصل، والتجاوب مع الآخر، قد تؤدّي إلى كسر هذه البرتوكولات، ضاربا المثل بالرئيس الروسي الأسبق، بوريس يلتسين، الذي كان بدوره يخالف قواعد البروتوكول.
قصّة "الصبّاط" المرفوع في وجه وزير الدولة
آخر "الأخطاء البرتوكولية" التي ارتكبها بنكيران، حدثت أثناء استقباله للسفير الألماني بالرباط قبل أيام، حيث جلسَ (ابن كيران) واضعا رِجْلا على رجل، لدرجة أنّ أسفل حذائه ظهر جليا، وبدا كما لو كان مثل مرآة منصوبة أمام وجه وزير الدولة، عبد الله بها، الذي كان جالسا إلى جانب رئيس الحكومة. الصورة، خلفت كالعادة ردود فعل كثيرة، تعالت معها الدعوات الموجّهة إلى رئيس الحكومة، من جديد، للاستعانة بأخصائيين في البرتوكول.
الأستاذ مصطفى شكدالي قال إنّ ما قام به ابن كيران ربّما يعبّر عن شخصية مرتاحة، "فعندما نرتاح لشخص معيّن، نتصرف بعفوية وتلقائية، ولا نقوم بتنميط سلوكياتنا" يوضح شكدالي، مضيفا أنّ الإنسان عندما يكون مرتاحا لشخص ما، يتصرف بتلقائية، متسائلا: "لماذا لم تثر جلسة ساركوزي عندما استقبله الملك محمد السادس نفس اللغط، رغم أنه قام بدوره بوضع رجْل على رجل؛ هو أيضا خرق بْرتوكولا سائدا في المغرب، ومع ذلك لم تُـقَم نفس الضجة التي صاحبت صورة بنكيران أثناء استقباله للسفير الألماني.
ألا يحتاج ابن كيران إلى مستشارين مختصّين في البرتوكول، من أجل تفادي مثل هذه الأخطاء؟ "أعتقد أنّ رئيس الحكومة بحاجة إلى مستشارين مختصّين على مستوى السوسيولوجيا الثقافية، حتى يكون على اطلاع ومعرفة بثقافة البلدان الأخرى"، يقول أستاذ علم النفس الاجتماعي، ويضيف بأن ذلك لا يعني أن يتنصّل من شخصيته الحقيقية، حتى لا يكون مثل دمية تمتثل لأوامر الآخرين.
شكدالي أبْدى تخوّفه من أن يسقط رئيس الحكومة في سلوكيات منمّطة إذا استعان بمختصّين في البرتوكول، موضحا أنّ الانتقادات التي يتعرّض لها ابن كيران تعود لكونه يتمتّع بشخصية لم تدخل في القوالب الجاهزة التي ألفناها، ولكوْنه يعطي صورة مخالفة عمّا كان سائدا لدى الوزراء الأولين السابقين، منوّها إلى أنّ الذي يجب أن نحاسب عليه رئيس الحكومة هو ما يتعلق بأدائه الحكومي، ومدى تنفيذه لبرنامجه السياسي والوعود التي وعد بها الناخبين الذين أوصلوه إلى رئاسة الحكومة، وليس ما يتعلق بشخصه.
مليم العروسي: رئيس الحكومة بحاجة إلى مستشارين في التواصل والبروتوكول
بعد تحليل "الأخطاء البروتوكولية" لرئيس الحكومة من زاوية علم النفس الاجتماعي، نضعها الآن تحت مجهر علم الجماليات. الأستاذ مليم العروسي، أستاذ علم الجماليات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء، يرى أنّ ابن كيران يسقط فعلا في أخطاء بروتوكولية عليه أن يتفاداها مستقبلا، لكنه ليس هو من يتحمّل المسؤولية، بقدر ما يتحمّلها ديوانه الذي لا يضمّ خلية من المستشارين لهم إلمام بمجال البروتوكول.
العروسي أشار بدوره إلى الجانب العفوي الذي تتميّز به شخصية رئيس الحكومة، وقال إن ذلك محمود وإيجابي جدّا، وينفع في استقطاب واستمالة الناس، ولكن عندما يصبح السياسي مسؤولا حكوميا، يجب عليه أن ينتبه ويحتاط من الوقوع في بعض الأمور التي قد تكون لها نتائج عكسية. "إذا نظرنا، مثلا، إلى الطريقة التي جلس بها رئيس الحكومة أثناء استقباله للسفير الألماني، من زاوبة علم الجماليات، سنخلص إلى أنّ تلك الطريقة لم تكن موفّقة وغير مقبولة، لأنه من غير المعقول أن توجّه أسفل حذائك إلى وجه شخص يجلس إلى جانبك، هذا كان خطأ، لكنّ ابن نكيران لا يتحمّل المسؤولية في ما وقع، إنما ديوانه هو من يتحمّلها". يشرح العروسي.
تقبيل راخوي
أستاذ علم الجماليات لا يرى أنّ كل التصرفات التي تجلب الانتقادات لابن كيران تصرفات خاطئة، ويعود إلى الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي إلى المغرب، قائلا إنّ الطريقة التي استقبل بها ابن كيران ضيفه، عندما سلّم عليه وجها لوجه، كانت عادية جدا، ما دام أنّ حتى ملك إسبانيا، عندما استقبل الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، صافحه وجها لوجه.
المصافحة وجها لوجه، يقول العروسي، توجد في ثقافات بلدان أخرى، وليس بالضرورة أن نسأل دائما ماذا يريد الآخر، فهذه مسألة فيها حرية، ولكن هناك أمور متعارف عليها، ويجب الالتزام بها، مثل الوقفة (La posture)، وطريقة اللباس، وكيفية وضع ربطة العنق...
الأستاذ العروسي عاد أيضا إلى الطريقة التي تعامل بها ابن كيران مع وزيرة العدل البلجيكية، وقال إنّ رئيس الحكومة ارتكب خطأ دبلوماسيا كان من الممكن أن تترتّب عليه عواقب، رغم أنّه لم يقصد إهانتها، إلا أنّ "المزاح" في مثل هذه المواقف غير مقبول. "قد يكون قصْدُ رئيس الحكومة من مثل هذه التصرفات أن يكون محبوبا ومقرّبا من الناس، لكن لا يمكن أن يمزح مع الجميع. قد يفعل ذلك مع أشخاص يعرفهم، لكن مع مسؤولي البلدان الأخرى يجب عليه أن يكون ملتزما بقواعد البروتوكول، لأنّ نتائج العفوية والتلقائية المبالغ فيها قد تكون في بعض الأحيان كارثية". يشرح الأستاذ العروسي.
مستشارون في البروتوكول
هل يحتاج عبد الإله بن كيران إلى مستشارين في البروتوكول؟ "بكلّ تأكيد هو في حاجة إليهم، لا بدّ أن يتضمّن ديوانه خليّة من مستشارين لهم خبرة ودراية بـقواعد البروتوكول وفنّ التواصل"، يجيب أستاذ علم الجماليات بكلية ابن مسيك، موضحا أن رئيس الحكومة كان من حقه أن يتصرف كما يشاء قبل أن يتمّ تعيينه في منصبه الحالي، أمّا الآن، وبما أنه يشغل منصب رئيس للحكومة، فهناك قواعد يجب أن يلتزم بها، لأنه يمثّل المغاربة أجمعين، وليس الناخبين الذين صوّتوا لحزبه في الانتخابات فقط.
ألن يؤدّي ذلك إلى تنميط شخصية رئيس الحكومة؟ طرحنا هذا السؤال على الأستاذ العروسي، وكان جوابه أنّ تصرفات رئيس الحكومة، بأدقّ تفاصيلها، سواء من حيث الوقفة أو طريقة اللباس والجلوس والحديث يجب أن تكون وفْق مقاس مضبوط، إذ لا يمكن أن تكون جميع تصرفاته عفوية وتلقائية، لأنّ منصبه هو الذي يفرض أن تكون هذه التصرفات منمّطة، أثناء مزاولته لعمله، لاعتبار أنّ كل هذه التصرفات لها معنى، فالكلمة لها معنى، والابتسامة لها معنى، والإشارة باليد لها معنى، لذلك عليه أن يحرص على أن تكون حركاته وطريقة تعامله مع الآخرين في المناسبات العامّة مضبوطة، حتى لا يتمّ تأويلها بشكل خاطئ.
عبد الوهاب الرامي: ابن كيران طوّر أداءه بشكل ملموس
يرى الأستاذ عبد الوهاب الرامي، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أن رئيس الحكومة طوّر أداءه بشكل ملموس، والدليل على ذلك، هو أنه أصبح أكثر تحفظا في إعطاء التصريحات والكشف، مثلا، عما يدور في مقابلاته مع الملك، ولم يردّ، كما كان ممكنا في ما قبل، على خرجات شباط الإعلامية؛ وهذا يعني من جانب آخر أن التحفظ الذي هو أحد أصول البروتوكول يُدرَك بالممارسة، وأن رئيس الحكومة سائر في هذا المنحى.
الأستاذ الرامي أوضح أنّ هناك فرقا بين الخطأ في البروتوكول والخطأ الدبلوماسي، وقال إنّ الخروج الواعي عن البروتوكول هو الذي يمكن أن يفسَّر كإشارة سياسية إلى جهة ما؛ حيث إنّ هناك فرقا بين الخطأ في البروتوكول، والخطأ الدبلوماسي الذي تكون له فعلا مضاعفات يجب تطويقها بسرعة؛ كما أنّ البروتوكول يَعدّ ضمن آليات التسويق السياسي، وقد يدخل ضمن الأجهزة الإيديولوجية لجهة ما، جيث تعمد إليه كل الدول، من أجل إضفاء الهيبة عليها، وكذا لوضع إطار يساعد على تيسير الحوار مع الآخر.
شخصية شعبية
جوابا على سؤال حول ما إن كان ابن كيران يرتكب "أخطاء بروتوكولية"، يقول الأستاذ عبد الوهاب الرامي، إنه يجب النظر إلى ما يسمى بالخطأ البروتوكولي بنسْبية كبيرة؛ كما أن البروتوكول لا يستقيم إلا عن طريق التنشئة، وبالتالي إذا لم يكن ميثاق البروتوكول واضحا، أو إذا كانت غاياته غير معلومة، فإن العمل به يكون مرتبكا، وعموما، يضيف المتحدث ذاته، فإن البروتوكول هو أعراف مرتبطة بسلوكيات يتم الاتفاق حولها ضمنا أو صراحة، من أجل تنظيم سير عملية ما، أو إسقاط الهيبة على وضعية ما، أو إظهار الترحاب والاحتفاء.
"في حالة رئيس الحكومة، فأنا أتصور أن شخصيته ذات التوجه الشعبي (مقارنة بسلفه)، والتي أعتقد أن ليس لها اعتبار كبير للبروتوكول إلا إذا كان وظيفيا وضروريا، قد تجعله لا يأبه كثيرا لبعض التصرفات التي تبدو خارجة عن العرف السياسي أو الدبلوماسي، والتي تلتقط خاصة من طرف خصومه السياسيين، وهو ما قد يلهي عن النظر أولا إلى الفعل السياسي ومحاسبته"، يقول الأستاذ الرامي، ويضيف قائلا، إن ما جعل الجدل قائما حول شخصية عبد الإله بنكيران، وهو أنها كانت تتراوح في أذهان المغاربة بين الثورية والإصلاحية، ولذلك كانت الانتظارات متفاوتة إزاءها مما خلق نقاشا محتدما أحيانا حولها بين المدافعين والشاجبين، وكذلك لأنها شخصية حملتها موجة الربيع الديمقراطي، ضد كثير من الجهات التي كانت تعتمد خطاب الشرعية التاريخية.
وبخصوص ما إن كان رئيس الحكومة بحاجة إلى مستشارين في التواصل، قال الرامي إنّ ذلك أمر بديهي، لأن كل السياسيين مرغمون على الاستعانة بخبراء في الاتصال في عالم اليوم المعقد، شريطة أن يزكي الاتصال الحكامة لا أن يشوش عليها، إذ يجب الإقرار كذلك أن غايات الاتصال ليست دائما بريئة.





التوقيع

    رد مع اقتباس