عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-19, 14:04 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تجليات اسم الجلالة :القدوس، للداعية التركي النورسي


ماذا تعنى القداسة أو الطهارة الإلهية إذن ؟ إن القداسة الإلهية تعنى أن الحق جل وعلا مبرأ من كل عيب أو نقصيتعارض مع كماله المطلق .
وهذا يعني أن جميع صفات الله عز وجل مطلقة وليست نسبية .
فمثلاصفة القدرة بالنسبة للإنسان نسبية يقدر على أشياء ولا يقدر علىأخرى بينما نجد صفة القدرة لدى الحق جل وعلا مطلقة بمعنى أنه سبحانه قادر علىكل شيء فلا يعجزه شيء ولا يقف ضد إرادته حائل.

فجميع صفاته مطلقة أيتبلغ منتهى الكمال في الوصف ، فرحمته مطلقة وعلمه مطلق ، وحكمته مطلقة وسمعه مطلق،وعزته مطلقة وعدله مطلق ، وهكذا شأن جميع صفاته تبارك وتعالى
فهوسبحانه وتعالى الحي المطهر عن الموت .. العزيز المطهر عن الذل .. القادر المطهر عنالعجز .. الكريم المطهر عن البخل .. العليم المطهر عن الجهل .. وهكذا شأن سائرأسماء ذاته الإلهية العلية .
فالحق سبحانه وتعالى) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) وهو جل وعلا منزه ومطهر عن المثيل والشبيه والند والسمي والكفؤ والمضاد ، فتباركت ربنا وتعاليت

فكل شئ ألّه من دون الله عاجز ضعيف غير مقدس ولا مطهر بل عاجز ضعيف محتاج لا يقوم بأمر نفسه فضلا عن أن ينفع غيره .
ولعلنا نتأمل حوار الخليل إبراهيم مع قومه حينما رأى الكوكب ثم القمر ثم رأى الشمس ، ويسمى هذا الأسلوب (مجاراة الخصم ) وقد أراد إبراهيم بذلك إقناع قومه أن ما تعبدون من دون الله آلهة عاجزة ضعيفة تحضر وتغيب
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78))الأنعام
قوله { هَـذَا رَبِّي } على زعمكم وعلى ظنكم
{ فَلَمَّا أَفَلَ } يعني زال وذهب النجم
{ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ } لأن من كان إلها لا يمكن أن يغيب ولا يمكن أن تغيب عنه غائبة لا في السماء ولا في الأرض
{ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً } يعني طالعا
{ قَالَ هَـذَا رَبِّي } على زعمكم وعلى ظنكم
{ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } فيه إشارة إلى أنكم ضلّال فانتبهوا ، لأن من يغيب ليس بإله .
{ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ } يعني أكبر من النجم وأكبر من القمر

{ فَلَمَّا أَفَلَتْ } أي زالت وذهبت ولم ينتفعوا
{ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } لم ينفع هؤلاء موعظة
فكأن إبراهيم أراد من ذلك بيان عجزها وضعفها وأنها تغيب أما إلهي وخالقي فهو حاضر لا يغيب .





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس