عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-17, 08:15 رقم المشاركة : 3
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

b8 رد: الفرح و الحزن في الأغنية الشعبية المغربية .





المرحوم الدعباجي - عميد العيطة الحصباوية

ولد الشيخ الدعباجي حوالي سنة 1910 بدوار الدعابجة بمنطقة الحصبة التي تبعد عن مدينة أسفي بحوالي 38 كلم . بدأ الشيخ الدعباجي محمد مشواره كعازف عل الطعريجة، قبل أن ينتقل للعزف على آلة "الكمنجة" متشربا متون العيطة الحصباوية وإيقاعاتها على غرار رواد هذا الفن بالمنطقة (الحصبة) كالشيخ إدريس بن دحان الذي لم يحترف الغناء، والشيخ أحمد ولد سي صالح، الشيخة " نُصْ بَْلاصة " (نعتت بهذا الوصف نظرا لقصر قامتها، وقد كان لها شعر طويل منساب على كامل ظهرها) والشيخة "عينين لغنم" … إلخ. بدأ الدعباجي مسيرته بالتجول في أوقات الحصاد، حيث كان يقصد الأعيان من أهل الحصبة، يتحفهم بأنواع العيوط في مقابل ما يعطونه من الحبوب والهدايا. وهي مهنة أقرب ما تكون الى التسول، لكنها كانت عادة مستساغة بالنظر إلى الحالة الإجتماعية المزرية التي عاشها المغرب في تلك الفترة وبخاصة البادية المغربية.
تشرب الدعباجي فن العيطة وأتقنه من حيث الحفظ والعزف والأداء فعمل على تكوين مجموعة غنائية (رباعة) تتكون من شيوخ وشيخات، فاحترف الدعباجي هذا الفن بحيث ذاع صيته وأصبحت لا تذكر عيوط الحصبة وشيوخها إلا ويذكر الشيخ الدعباجي أو "لقرع" كما كان يلمز.
ونظرا للخصوصية الإجتماعية المحافظة لسكان دوار الدعابجة الذي يتخرج منه الكثير من الفقهاء والأئمة، فقد تعرض الدعباجي وفرقته للكثير من المضايقات إلى أن أرغم على مغادرة هذا الدوار والسكن قرب دوار "دار العياشي" ثم بعد ذلك الإنتقال إلى السكن بمدينة آسفي.
وتعتبر الشيخة فاطمة قيدومة الشيخات بالنسبة للدعباجي إذ كانت تربطهما بالإضافة إلى علاقة العمل علاقة زواج متينة.
ونظرا لجمالها فقد تربص بها أحد شيوخ المخزن في ذلك الوقت وهو الشيخ الحسين، وعرض عليها الطلاق من الدعباجي لكي تتزوجه لكنها رفضت هذا العرض، فاستخدم الشيخ سلطته وطلقها من الدعباجي في لحظة لاوعي حيث كانت مخمورة بعد أن قام شيخ المخزن وأعوانه بتخديرها، وتزوجها الشيخ الحسين عنوة. كان الدعباجي قاسيا في التعامل مع أفراد فرقته حيث كان لا يتردد في ضرب أي شيخة بالكمنجة إذا ما خرجت عن "الميزان" وهذا باعتراف الشيخة عيدة.
ومع تقدم العمر، أحس الدعباجي بالوهن، فلم يعد قادرا على العزف بآلة الكمنجة، بحيث اكتفى بالحضور مع فرقته والغناء من حين لآخر.
يحكى أن الشيخ الدعباجي، وبعد أن اعتزل الغناء نهائيا، حضر احد الأعراس بمنطقة الحصبة وقد أحيا هدا العرس شيخ من شيوخ الجيل الجديد في ذالك الوقت. وقام هذا الشيخ بأداء احدى العيوط بطريقة فيها الكثير من التشويه والحدف وغياب الإنضباط في الإيقاع فلم يتمالك الدعباجي نفسه واغرورقت عيناه بدموع الحسرة على الوضع الذي آل إليه فن العيطة ومستشعرا ما ينتظره هذا الفن من طمس وتشويه. وهو الوضع الذي نعيشه اليوم. إذ فقدت العيطة الكثير من معالمها، بل وفقدت روحها بفعل بعض الفنانين المحسوبين على شيوخ العيطة. والذين أدخلوا في العيطة ما ليس فيها وقاموا بأدائها بحسب ما تقتضيه أهواؤهم وأغراضهم التجارية دون مراعاة شروط الحفظ و التوثيق التي يقتضيها هذا الفن الاصيل الضارب في عمق التاريخ الفني المغربي.
لقد اعطى الشيخ الدعباجي الكثير للعيطة الحصباوية، فيكفي أن نذكر أن عيطة الرادوني مثلا وهي من أطول العيوط وأصعبها، والتي كان الشيخ الدعباجي يؤديها ببراعة وإتقان لانظير له، لم يجرؤ أي شيخ من شيوخ هذا الوقت على أدائها باستثناء القليل ولكن بكثير من التكلف والنقص والتشويه.
ووافته المنية سنة 1997 بمدينة أسفي.







التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
آخر تعديل الشريف السلاوي يوم 2013-01-17 في 08:22.
    رد مع اقتباس