الموضوع: قصة لن تتكرر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-12, 15:11 رقم المشاركة : 1
أم الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم الزهراء

 

إحصائية العضو








أم الزهراء غير متواجد حالياً


افتراضي قصة لن تتكرر




أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه ، قال عمر: ما هذاقالوا : يا أمير المؤمنين ، هذاقتل أباناقال: أقتلت أباهم ؟قال: نعم قتلته ! قال : كيف قتلتَه ؟قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجرا،وقع على رأسه فمات... قال عمر : القصاص .... حكم سديد لايحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذاالرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لايهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لايحابي‏أحدا في دين الله ، ولايجامل أحدا على حساب شرع الله ،ولو كان‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه .. قال الرجل : يا أميرالمؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبرهم ‏بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعودإلي؟فسكت الناس جميعا، إنهم لايعرفون اسمه ، ولاخيمته ، ‏ولا قبيلته ،فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تقطع بالسيف .. ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة ، وعمر متأثر ، لأنه وقع في حيرة ، هل يقدم في قتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعا هناك أو يتركه فيذهب بلاكفالة ،فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،ونكس عمررأسه، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟قالا : لا ، من قتل أبانا لا بدأن يقتل يا أمير المؤمنين.. قال عمر : من يكفل هذا أيهاالناس ؟!! فقام أبو ذر الغفاري بشيبته وزهده ، وصدقه،وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله قال عمر : هو قتل ، قال : ولوكان قاتلا! قال: أتعرفه ؟قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟قال: رأيت فيه سمات المؤمنين ،فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! قال: الله المستعان يا أميرالمؤمنين ... فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ،يهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمره ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل .... وبعد ثلاث ليال لم ينس عمرالموعد ، يعد الأيام عدا ،وفي العصر ‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذروجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أميرالمؤمنين! وتلفت أبو ذر إلى الشمس ،وكأنها تمر سريعةعلى غير عادتها، وسكت‏الصحابة واجمين ،عليهم من التأثر مالايعلمه إلاالله. صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر،وأنه يقطع له من جسمه إذا أرادلكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتناقش صلاحيتها ، ولاتنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان... وقبل الغروب بلحظات ، وإذابالرجل يأتي ،فكبر عمر ،وكبرالمسلمون‏معه فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لوبقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وماعرفنا مكانك!! قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئت لأقتل.. وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاءبالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذاضمنته؟؟؟فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس فوقف عمر وقال للشابين : ماذاتريان؟قالاوهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس ! قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... جزاكما الله خيرا أيها الشابان على عفوكما ،وجزاك الله خيرا يا أبا ‏ذرّيوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيرا أيها الرجل لصدقك ووفائك ...
وجزاك الله خيراً يا أمير
المؤمنين لعدلك و رحمتك....
قال أحد المحدثين
: والذي نفسي بيده ، لقد دفنت سعادةالإيمان ‏والإسلام في أكناف عمر!!.





التوقيع

    رد مع اقتباس