عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-05, 21:58 رقم المشاركة : 1
ام ادريس
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية ام ادريس

 

إحصائية العضو








ام ادريس غير متواجد حالياً


المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الثانية للمسابقة الرمضانية الكبرى 201

مسابقة المبشرون بالجنة المنظم

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام التكريم

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام مسابقة التحدي

افتراضي المسجد الأعظم بسلا:معلمة الألف سنة


في الربوة العليا من مدينة سلا المشرفة على المحيط الأطلسي من جهة و وادي أبي رقراق من جهة ثانية، يقع المسجد الأعظم الذي أسسه بنو القاسم بن عشرة جوار دورهم وقصورهم عام 420، وذلك على عهد دولة مغراوة التي خلفت دولة الأدارسة، وكانت تلك الربوة قبل أن تعرف بطالعة سلا تسمى حومة الجامع وبها كانت دور بني العشرة كما كانوا يعرفون بالعشريين حسبما جاء في كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار.
يندرج المسجد الأعظم بسلا أو ما يعرف لدى الساكنة السلاوية بالجامع الكبير ضمن المآثر الروحية والعلمية التي تميز المدينة، ويعتبر من أعظم المساجد في العالم الإسلامي، جرى توسيعه وإعادة بنائه في عهد السلطان الموحدي يعقوب المنصور سنة 593/1196، وكان أول من ولي الخطبة فيه على عهد مؤسسه يعقوب المنصور الفقيه أبا محمد عبد الله ابن سليمان الأنصاري قاضي مدينتي سلا ورباط الفتح.
أقيم المسجد الأعظم فوق مساحة شاسعة تزيد عن 5070 مترا مربعا، تغطي مربعا منحرف الشكل، وتضم ساحته أسوارا عالية، قاعتين للصلاة وثلاثة صحون ومجموعة من الملحقات، وجاء كباقي المساجد الموحدية ليضاهي أكبر الجوامع الإسلامية بأعمدته العالية وأقواسه المختلفة الأشكال وتصميمه المحكم.

يتوفر المسجد على خمسة أبواب موزعة على مختلف الواجهات، نذكر منها بابين رئيسيين، يوجد الأول بالجهة الجنوبية الشرقية وينفتح بجانب المحراب بواسطة قوس منكسر، تزين ظاهره عقود مصففة، تعلوها نقيشتان تحتضنان زخرفة خطية "الملك لله" تسجيلا لوظيفته الثانية المتمثلة في استعماله كمقر للقضاء، وتذكيرا للقضاء والمتقاضين الذين كانوا يقصدونه للجلوس لرد المظالم، أما الباب الثاني فينفتح في وسط الواجهة الشمالية الغربية، ويتميز ببساطة زخرفته وانسجام خطوطه.

بيت الصلاة: يتكون من ثلاثة عشر بلاطا متعامدا مع جدار القبلة، يضم دعامات وأقواس عالية ضخمة مختلفة الأحجام والأشكال، كتلك التي اعتمدت في باقي المساجد الموحدية مثل الكتبية بمراكش والمسجد الكبير بمدينة تازة.

الصحن الرئيسي: تنفتح قاعة الصلاة في واجهتها الشمالية الغربية على مربع منحرف الشكل يمثل الصحن الرئيسي للمسجد، هذا الأخير تحيط به صفوف من الأقواس المنكسرة المتجاوزة تتوسطها في الواجهة الجنوبية الشرقية عقود مزدوجة تساهم في تحديد موقع المحراب.

الصحنان الجانبيان: يزيدانه تناسقا واتساعا مما يسمح بتصنيفه ضمن المساجد الكبرى في العالم الإسلامي. يحتل هذان الصحنان الجانبيان الواجهتين الجنوبية والشمالية للمسجد، ويغطيان مساحتين مستطيلتين تشكلان امتدادا للأروقة الجانبية
تشابه تصميمهما بذلك الموجود بمسجدي حسان بالرباط والقصبة بمراكش، يطرح عدة تساؤلات عن أصل هذين الصحنين وتاريخ بنائهما. فقد حاول البعض ربطهما بالمسجد الفاطمي بالمهدية بتونس التي دخلها أبو يعقوب يوسف منتصرا، أما البعض الآخر فيرى فيهما ما يذكر بالزيادات التي عرفها مسجد سامراء بالعراق وابن طولون بمصر.

الزخرفة: من الصعب الحديث عن الزخرفة الأصيلة للمسجد الأعظم بسبب تعرض جل مكونات هذه المعلمة إلى ترميم لم يأخذ في غالب الأحيان بعين الاعتبار أهمية المحافظة على البنيات الأصلية للبناية، مما أدى إلى تغيير جذري لعناصرها، فيما يخص الخاصيات المعمارية لجدار القبلة وللمحراب والقبب التي طورت من طرف حرفيي الموحدين لتزيين مساجدهم.

واحتفاءا بتاريخ المسجد العريق والذي يزيد عن ألف سنة، تم التحضير لكتاب يحمل عنوان "الذكرى الألفية للمسجد الأعظم بسلا"، بتعاون بين جمعية أبي رقراق ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكتاب تم طبعه ليصبح مكتملا قبل 7 سنوات في حفل تقديمه برحاب جمعية أبي رقراق.
موقع صافي








    رد مع اقتباس