تعد المدرسة المرينية بسلا من المدارس الشهيرة التي بناها السلطان أبو الحسن المريني سنة 1341 ميلادية. وتتميز بهندسة بديعة، إذ تتوفر على ساحة مستطيلة تحيط بها أربعة أروقة تعلوها حجرات الطلبة الموزعة على طابقين. ويتم الولوج إليها عبر باب درج حجري يؤدي إلى بوابة على شكل هلال مضلع يحميه إفريز. وفرشت أرضية هذه المدرسة بالزليج وأدير بحيطانها وسواريها حزام يزيد طوله على الذراعين من الزليج أيضا. وتتكون المدرسة من صحن كبير تتخلله أقواس يفضي إلى قاعة رئيسة كبيرة في الطابق الأرضي، كانت تؤدى فيها الصلاة وتلقى فيها الدروس للطلاب، وتتوسط الصحن نافورة كبيرة تضفي على المكان جمالا، وفي الجانب الأيمن المدخل توجد سلالم تقود إلى الطابق العلوي حيث توجد نحو 40 غرفة كان يستخدمها الطلاب كحجرات سكن. وبالرغم من صغر مساحة المدرسة والتي لا تتجاوز 180مترا مربعا، لكنها تعد تحفة معمارية والأكثر بهاء وشكلا مقارنة بمثيلاتها من المدارس التاريخية، فقد أودع فيها الصانع المغربي بديع مهارته في فن العمارة والنقش، وقد شق بها المرينيون أخدودا على طول السور لإيصال الماء إليها وللمساجد والمناطق المجاورة لها، وأكثر ما يلفت اليها الأنظار اليوم، تلك أبيات الأشعار المنحوتة والمنقوشة على حيطانها وسواريها وأعمدتها وأروقتها. شهدت المدرسة المرينية عدة عمليات للإصلاح والترميم، بدأت مع مطلع القرن العشرين في عهد الحماية الفرنسية، ومن بينها عملية ترميم جرت سنة 1946، وقد عرفت هذه العملية إدخال دعامات وكابلات حديدية لدعم الجدران والأسقف، كما عرفت ترميما آخر عند رجوع الملك الراحل محمد الخامس من المنفى في أواخر الخمسينات. علاوة على عملية الصيانة الأخيرة والتي بدأت سنة 2000 و امتدت لخمس سنوات، بتكلفة بلغت خمسة ملايين درهم مغربي. تم خلالها معالجة مشكل تآكل سقفوها وأبوابها، وأعمدتها الحجرية والخشبية وزخارفها المنقوشة بالجبس والفسيفساء، واحترمت فيها عمليات الترميم المقاييس والمعايير المتعارف عليها في نمط العمارة المغربية الإسلامية التقليدية. موقع صافي