الموضوع: قصبة بولعوان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-01, 20:07 رقم المشاركة : 1
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي قصبة بولعوان


تعد قصبة بولعوان أو قصر السلطان "لكحل" كما يحلو لأهل المنطقة تسميتها، إحدى أهم المراكز الأثرية المغربية، و لعل الشخص و هو يقوم بزيارة لها يلمس منذ الوهلة الأولى الإهمال و التهميش اللذين تتخبط فيهما هذه القصبة، حيث أضحت نموذجا صارخا لما تعانيه العشرات من المآثر التاريخية بالمغرب من إهمال، إذ تعرضت أجزاء كبيرة من معالمها للإتلاف، كان بالإمكان حسب بعض سكان المنطقة تداركها من خلال فتح أوراش إصلاح حقيقية تعيد الاعتبار لهذه القصبة التاريخية باستثناء بعض الإصلاحات الخجولة التي شملتها خلال فترة الثمانينات بمدخل القصبة، إضافة إلى بعض الترميمات التي سبق القيام بها باستعمال الاسمنت ما أدى إلى طمس عدد من معالم هذا البناء التاريخي الذي يستوجب ترميمه أن يرتبط بخصائص معمارية و عمرانية من طرف مختصين في مجال البناء القديم و الهندسة المعمارية الأثرية.
و الزائر للقصبة يجد نفسه مضطرا إلى الوقوف في كل مرة و حين ليطلب من الناس إدلاءه عن مكان تواجدها نظرا لغياب أو انعدام علامات التشوير التي تعينه من أجل الوصول إليها، ليجد نفسه في النهاية أمام طريق معبدة جد ضيقة مليئة بالحفر حيث جمال الطبيعة الأخاذ بجوار ضفاف نهر أم الربيع.
و حسب حارسها، عباس مهادي، الذي يحفظ عن ظهر قلب الكتابات المتواجدة بداخلها (النصر و التمكين، و الفتح المبين للمولى إسماعيل المجاهد في سبيل رب العالمين، أيده الله و نصره على يد وصيفه بالله سعيد بلخياط عام 1122 هجرية الموافق لعام 1710 ميلادية.)، و يحكي عباس و هو ابن حارسها السابق رحال مهادي الذي وافته المنية منذ سنتين، أن مؤسس القصبة هو السلطان عبد المومن بن علي الموحدي وقد سكنها كثير من الأشراف المحترفين لكسب الماشية والزراعة، كما عرفت أحداثا دامية خلال العهد الوطاسي حيث كانت خلال سنة 1514 مسرحا لمعركة بين المغاربة ومعتدين برتغاليين أتوا من مدينة أسفي و أزمور الأمر الذي دفع سكان بولعوان إلى إخلائها نظرا لعدم إحساسهم بالأمان، فقام المولى إسماعيل والذي رغب في إقرار الأمن بالمنطقة في أواخر حكمه بتشييد قصبة عسكرية لحراسة الطرق التي كانت تربط العاصمة مكناس بمختلف نواحي المملكة باعتبار موقعها الذي يتحكم في أحد الممرات الرئيسية بين مراكش وفاس على نهر أم الربيع، ويجهل السبب الذي جعل القصبة مهجورة و خالية من السكان غير أنه أعطى تفسيرا مرتبطا بمحاولة المولى إسماعيل تأبيد ذكرى وفاة زوجته المفضلة (حليمة) التي حزن لموتها حزنا شديدا فأغلق القصبة ولم يعد إليها أبدا وبعد سنوات من ذلك أمر بإخلائها نهائيا، و أضاف بأن القصبة و باعتبار موقعها الاستراتيجي و تواجدها على الحدود المشتركة بين ثلاث قبائل كبرى هي دكالة، و الشاوية و الرحامنة، خول لها أن تكون مركزا للمراقبة و إن اختفت أهميتها الإستراتيجية اليوم فإن أهميتها التاريخية لازالت شاهدة على عصر مجيد برع فيه الأجداد في تشييدها بكل مهارة.
و لعل ما يميز القصبة هو سماكة جدرانها كما أن بها برجا كبيرا يناهز علوه العشرة أمتار، إضافة إلى مسجد و قبة رجل صالح يدعى سيدي منصور و بقايا مسبح في الأسفل.
و بات بعض ساكنة المنطقة يطالبون بضرورة التدخل من أجل إعادة الحياة إلى هذه القصبة التي تأسر زائريها بروعة تصميمها المعماري من خلال ترميمها و استغلالها في الاستثمار السياحي مما يعود بالنفع على المنطقة ككل، إضافة إلى وضع استراتيجية لجلب السياح إليها من خلال توجيه الدعوات إلى مكاتب السياحة قصد وضعها ضمن قائمة المآثر السياحية المغربية.
و يرى عدد من المهتمين بأن موقع قصبة بولعوان يشكل عمودا فقريا لمنتوج سياحي متميز يعتمد بالأساس على القيمة التاريخية و المعمارية للقصبة، في حين تشكل المناظر الخلابة المحيطة بها إحدى الدعائم التي من الممكن استثمارها بجعلها قبلة سياحية بامتياز على اعتبار أن وجود عدد من الهضاب و التلال و النهر و الغابة إلى جانب المعلمة التاريخية يندرج ضمن أهم الخصائص التي تجعل من هذه القصبة الأثرية مركزا مهما و قطبا سياحيا إلى جانب ما تتميز به المنطقة من رياضتي الصيد بالصقور و السلوقي سيعطي منتوجا سياحيا متميزا يعتمد بالأساس على الثقافة و العادات المحلية إلى جانب القيمة التاريخية و المعمارية الهندسية التي باتت أكثر من أي وقت مضى تحتاج إلى التفاتة المسؤولين إليها.





- منقول -





التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

    رد مع اقتباس