عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-15, 06:55 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important أمة إقرأ بين مطرقة التنمية وسندان الأمية


أمة إقرأ بين مطرقة التنمية وسندان الأمية

يعتبر العلم الركيزة الأساسية لحضارة الأمم والشعوب ، ولن تنهض أمة إلا إذا تحرر فكر الناس وتشكل وعيهم وساهموا في التنمية بالبناء والرقي ولن يتأتى ذلك إلا بالعلم والمعرفة.
لذلك جاءت الشريعة الإسلامية ترغب في طلب العلم وترفع درجة العلماء ،بل وكان أول الوحي الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آيات بينات من سورة العلق:
"اقرأ باسم ربك الذي خلق ،خلق الإنسان من علق"
فأمره الله تعالى بالقراءة وهو أمي لا يعرف كيف يقرأ ، ودعاه في نفس الآية إلى معرفة حقيقة خلق الإنسان مشيرا إلى مرحلة من مراحل تكوين الجنين في الرحم (مرحلة العلقة)...وكان هذا إيذانا للرسول عليه السلام بالثورة على الأمية وخوض المعركة ضد الجهل منطلقا نحو المعرفة والتأمل واستخدام العقل حتى استطاع صلى الله عليه وسلم أن يخرج البشرية من ظلام الشرك والجهل والتخلف إلى نور الهداية والعلم والمعرفة فكان له النصر والتمكين، وتجدرت الحضارة الإسلامية في عمق التاريخ .
ثم أقر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق الشخص في التعلم واعتبر حرمانه مظهرا من مظاهر القهر والظلم والاستبداد ,لأن الأمية تحط من قيمة الإنسان وقدره وتصبح عقبة تعوق الرقي البشري.
وما الأمية هي إلا مظهرا من مظاهر الجهل المرتبط بالفقر والمرض والتخلف ....
لكننا للأسف وانطلاقا من الواقع ، نجد الشعوب العربية والإسلامية اليوم قد غرقت في وحل الجهل والأمية حين تشير أرقام المنظمة العربية للتربية والعلوم الصادر عن الأمم المتحدة نسب مخجلة ومخزية من ارتفاع معدل الأمية في الدول العربية.
فكيف أصبحت أمة إقرأ غارقة في سبات الأمية والجهل والفقر والتبعية...؟
وكيف لها أن تواجه التحديات وتسعى نحو التنمية لتحقق التقدم والتطور ؟ فمهما حاولت الإرتقاء بثرواتها البشرية والطبيعية ستصطدم حتما بجدار الأمية الذي أشبهه بالأخطبوط الملتهم لكل محاولة االتنمية.
وهل يمكن اتهام المنظومات التربوية والمناهج التعليمية العربية بالفشل؟؟
وهل يمكن اعتبارها واحدة من صور الأزمة التربوية التي تعيشها الدول العربية.؟؟
وهل يمكن اعتبارها سببا من أسباب تنامي ظاهرة الأمية وجنوح الأطفال والمراهقين للهدر المدرسي؟
تساؤلات تعبر بحق عن عمق الإشكالية ،ولعل الظروف الاقتصادية والتنموية والاجتماعية للشعوب العربية تعد عوامل مساعدة لتوسيع دائرة الجهل والتخلف ، فتدني المستوى الفكري والمعيشي للأميين يشعرهم بالدونية والهامشية وعدم جدواهم في المجتمع ، مما يؤثر على محيطهم بإضافة رصيد آخر من الأميين سنويا لأن الأسرة القابعة تحت وطأة الفقر والهشاشة والجهل لا تندفع إلى تعليم أبنائها ولا تدعمهم ولا تشجعهم بل قد تنظر إلى التعلم على أنه نوع من أنواع الترف أو هدر للوقت والإمكانيات. ومما يؤسف له حقا أن المغرب يعاني من المعضلة مثله مثل الدول العربية والاسلامية، فهل يتمكن من التسلل من بين مطرقة الجهل وسندان التخلف؟؟؟

بقلم:صانعة النهضة





    رد مع اقتباس