عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-18, 21:33 رقم المشاركة : 1
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي العلاج النفسي عن طريق التربية الفنية


العلاج النفسي عن طريق التربية الفنية

لقد أعطت نتائج وشروحات فرويد ويونج للاشعور الممارسين للعلاج عن طريق الفن طرقا ومناهجًا لاكتشاف الأعراض النفسية . إن طريق العلاج عن طريق الفن يقوم على مصدرين قويين وهما الكلام والرسم أو التشكيل كأساس لاستخراج معان مكبوته حيث أن التعبيرات الفنية كتحليل
تسمح للنفس بالتعبير لا شعوريًا حيث تخرج المعاني والرموز من غير إدراك المريض أو ( المعبر ) . ونتيجة لتمرس أخصائي العلاج عن طريق الفن على هذه الأنواع من التعبيرات الفنية يمكنه التحليل واستخراج الرموز ومناقشتها مع مريضه ومن ثم توجه طرق العلاج .


وقد تناولت " نومبيرج " العلاج بالفن على أنه يعتمد في طرقه وأساليبه على السماح للمواد اللاشعورية بالتعبير التلقائي من خلال الوسائط والمواد الفنية . كما يقوم على تطور العلاقة الوثيقة بين العميل والمعالج وجهدهما المتواصل ورغبتهما المشتركة , وتشجيع
عملية التداعي الحر بغية استخلاص البيانات والتحليلات والتفسيرات من خلال التصميمات والرموز الناتجة , والتي تمثل شكلا من أشكال التواصل أو " الكلام الرمزي " بين العميل والمعالج .

كما عددت المميزات المختلفة لاستخدام الرسم والتصوير والتشكيل بالصلصال في العلاج النفسي التحليلي في عدة أمور لعل من أهمها أن هذه الاستخدامات تسمح بالتعبير المباشر عن الأحلام والخيالات , وبترجمة الخبرات الداخلية والمشاعر وتجسيدها على هيئة صور , وأن
الاسقاطات المصورة لتلك الخبرات والمشاعر , بإمكانها الهروب من الرقابة بيسر وسهولة أكثر من التعبير اللفظي عنها , ويؤكد وجهة نظر " نومبيرج " في ذلك ما ذهب إليه باحثون آخرون من أن الناس عندما يعبرون عن مشاعرهم بالرسم , يكونون أقل حذرًا وتحفظا , وأكثر
انسيابية وبوحا في طرح هذه المشاعر عنهم عندما يعبرون عنها باللغة اللفظية .

كما تذكر " نومبيرج " أن النواتج المطروحة من خلال الرسوم والتعبيرات الفنية تكون أكثر ثباتا , حيث لا تتأثر محتوياتها بالنسيان , إضافة إلى أنه يصعب إنكارها . وأنه عن طريق العلاج بالفن تكون الفرصة متاحة لتشجيع استقلالية العميل من خلال إسهاماته
المتزايدة في ترجمة مشاعره وتأويل إبداعاته الخاصة . كما أن العميل سوف يتخلص تدريجيا من إعتماديته على المعالج ويستبدلها بفنه الخاص .

تلك كانت البداية الحديثة الموجهه في مجال الفن كعلاج والتي أنتجت ضجة علمية ولا يزال بعضها قائم حتى الآن في عالم النفس العلاجي والفن والتربية عن طريق الفن على حد سواء ومنذ الاندفاعية الأولى في الأربعينات بدأ متحمسوا التربية الفنية في الولايات المتحدة
بدراسة علم النفس وتوظيف خبراتهم الفنية بالإضافة إلى إيمانهم العميق بأن الفن ليس مجرد فرشاة وقماش , أزميل وحجر فقط بل أفكار وأحاسيس عميقة لها صلتها المباشرة بالفنان وخلفيته الاجتماعية بالإضافة إلى ذلك معرفتهم على أن العمل الفني ليس مجرد صورة تخضع
لقواعد فنية معينة بل أنها بالإضافة إلى ذلك تحمل رموزًا معينة تحكي تجربة بل تجارب نفسية خفية لها علاقة مباشرة بشخصية وماهية ذلك الإنسان .

ويرى " عماد الدين سلطان " 1980 أن بعض المرضى قد لا يستطيعون الحديث طويلا عن احساساتهم وعلاقاتهم الماضية والحاضرة أو لا يرغبون في الاندماج في العلاج السلوكي ويمكن للمعالج أن يساعد هؤلاء المرضى باستخدام أسلوب الإرشاد بالفن أو محاولة التخفيف من
الأعراض وأن يعطي للمرضى ثقة بالنفس ومحاولة نصحهم بأساليب التكيف بدرجة أفضل للحياة .

كما يرى "صفوت فرج" 1986 أن العلاج بالفن يفيد المرضى الذين يجدون صعوبة شديدة في الحديث عن أنفسهم كبعض العصابيين أو الفصاميين أو المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية وجسمية , وذلك لأن اختبارات الرسوم تتخطى عائق اللغة وفنية الألفاظ وتتخطى أيضا
الفروق الفردية في التعبير .

ومن خلال العرض السابق تتضح أهمية المضمون النفسي لفنون الأطفال والبالغين حتى يمكن أن يكون الفن مدخلا لتربية الطفل ونمو شخصيته وتكاملها وإكسابه الاتزان النفسي عن طريق تحقيق ذاته وتفاعله مع البيئة تفاعلا إيجابيا .




- منقول للفائدة-





التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

    رد مع اقتباس