( الوطن ... بوكا ) (( مسرحية من فصل واحد )) (يدخل الطفل(وسام) الصالة حاملا حقيبته وقد وصل لتوه من ألمدرسه .الأب جالس على الاريكه بانتظار عودة الأم من العمل ) الأب: أهلا وسام أهلا بك يا حبيبي . يبدو عليك الفرح هذا اليوم ، ما الأخبار ؟ وسام بلهفه) نعم يا أبي أنا فرحان جدا هذا اليوم فقد أنشدت مع بعض التلاميذ نشيدا اسمه (الوطن) في التجمع الصباحي وصفقوا لنا طويلا . الأب : أحسنت بابني أحسنت يابطل ! وسام : معلم النشيد قال إن صوتي جميل و سيدعني اقرأ النشيد وحدي في الأسبوع القادم . الأب : (يقبل ابنه ويضع في جيبه ورقة نقدية) وهذه مكافأة لك على هذه البشارة الحلوة وسام: (مترددا ) أبي ، عندي سؤال ولكني اخجل أن اسأله . الأب : لاتخجل بابني . اسأل . وسام : أبي ، ماهو الوطن ؟ أنا لم أره ولا اعرفه الأب :الوطن بابني هو كل الأشياء الحلوة وسام : مثل ماذا ياابي ؟ الأب :مثل البيت ، الزقاق ، السوق ،النهر.. وسام : (مقاطعا وهو يضحك ) ماذا تقول ياابي هذه الأشياء ليست حلوة أبدا ... السوق والزقاق تمتلئ بالا زبال ومجاري المياه القذرة الطافحة . الأب :مهلا يابني ودعني أكمل وسام : تفضل يا أبي . الأب : والمدارس حيث تتعلم , المستشفى حيث يتداوى الناس , المعامل, الحدائق, المزارع وسام :وماذا بعد ؟ الأب : الأنهار.. دجله والفرات .. الجبال والشمس والقمر والنجوم والسماء هذه كلها وطن . وسام :الله الله وهذه الأشياء كلها لنا ياابي ؟ الوطن حقا جميل . من أين حصلت عليه ياابي ؟ الأب :الوطن هدية الأجداد للآباء والأبناء والأحفاد جيلا بعد جيل وهم يحافظون عليه ويخافون عليه. وسام : مم يخافون عليه ياابي ؟ الأب : يخافون عليه من أن يسرق . وسام : (ضاحكا ) أبي ، الوطن كبير جدا كيف يمكن أن يسرق ؟ ومن يستطيع أن يسرقه ؟ وأين نذهب نحن إذا ذهب الوطن ! الأب : (بنبرة حزينة ) نعم بابني الأوطان أيضا تسرق.وطننا جميل والطامعون فيه كثيرون .الوطن قد يسرق وقد يضيع ... وسام : (وقد تذكر أمرا ) هذا صحيح ياابي . .. الأمريكان مساكين ضيعوا وطنهم وجاؤا إلينا يبحثون عنه .(يضحك الأب قليلا ) لماذا تضحك ياابي ؟ لقد رايتهم اليوم بنفسي وهم يبحثون عنه هكذا(يقلد حركة الجندي الأمريكي وهو يمشي ببطء يحرك سلاحه يمنة ويسرة وجسمه منحن قليلا كما لو كان يبحث عن شيء في الأرض ) الأب : تأخرت أمك اليوم كثيرا وأنا جائع جدا . هل أنت أيضا جائع ؟ وسام :كلا يا أبي ، لست جائعا فقد جاءنا الأمريكان وأعطونا الكثير من البسكويت والنستله . الأب : (بغضب) ولماذا أخذتها منهم ؟ ألم أعلمك أن لاتاخذ شيئا من الغرباء ؟ قد تحوي سموما أو جراثيم ! وسام :لا يا أبي المدير و المعلمون هم أيضا أكلوا معنا واستلموا حقائب . الأب : (بحسرة ) إذا كان رب البيت بالدف .. ( تدخل الأم ساخطة غاضبة) اللعنة على الأمريكان ، اللعنة على من سلطهم علينا . يغلقون الطرق ويمنعون حركة الناس وفي هذا الحر الشديد . يقومون بمداهمة البيوت . لاادري متى يخلصنا الله منهم ؟ الأب : ماذا نفعل ياأم وسام ؟هذا طاعون و حل بنا . اذهبي ياعزيزتي وارتاحي قليلا لتحضري لنا الغداء. (طرق شديد على الباب يتبعه دخول الجنود الأمريكان عنوة إلى داخل البيت ) الأب : ما هذا؟ ماذا تريدون ؟ وسام : (ببراءة ) يبدو إنهم لم يجدوا وطنهم لحد الآن وجاؤا يبحثون عنه في بيوتنا ! ( ببراءة يخاطب الجندي الأمريكي) أيها الأمريكان لاتبحثوا عن وطنكم هنا فهذا وطننا منذ زمن بعيد ..منذ زمن الأجداد . الجندي الأمريكي موجها كلامه إلى الأب ) نحن نفتش في كل مكان عن مجرمين يقاومون الجيش الأمريكي وانتم أيضا يجب أن تتعاونوا معنا بتزويدنا بالمعلومات عنهم . الأب: حسنا ، ولكني أريد أن أسالك : لو كنا نحن من يحتل بلدكم هل كنتم ستتعاونون معنا ؟ (1) الجندي الأمريكي:هذا كلام خطير. هذا كلام مقاومه. أنت ستذهب معنا إلى السجن . وسام : (متشبثا بوالده صارخا )لاتاخذوا أبي (يرمي الحقيبة على الجنود ) خذوا البسكويت والنستلة والحقيبة واتركوا لي أبي . إلى أين أنت ذاهب ياابي ؟ الأب : ذاهب للسجن .. سجن بوكا بابني . وسام : وأين مكان هذا السجن ياأبي ؟ الأب : في الوطن بابني.. في هذا الوطن . وسام :قلت لي ياأبي إن الوطن جميل . هل السجن بوكا جميل ؟! لااحب السجن ! لااحب الوطن ! أنا لااحب هذا الوطن ! ( يأخذ الجنود الأب خارج البيت بينما يظل وسام يصرخ : بابا.. بابا لاتذهب ! أين نذهب بدونك ، بدون الوطن.... أنت الوطن !.. وتنزل الستارة ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مكث مواطن مايقرب من سنتين في سجن (بوكا) بسبب هذا السؤال !!