مذ عرفته وهو يسكن جلابيبه. كان يملك منها في المجمل عدد أصابع شارة النصر.واحد داكن اللون لا يفارقه إلا يوم الجمعة حيث يأتي دور الأبيض . كان رجلا هاديء الطبع يقضي جلّ وقته تحت شجرة تين على بعد خطوات من بيته الترابي .لا يقطع عمله إلاّ حضور الصلاة أو إحضار لُقَيمات .كان يقضي وقته في تشكيل القصب.يقطع القصبة إلى أربع أشرطة في اتجاه الطول ليصنع سلالا بأشكال وأحجام مختلفة . كان يبرع في بناء سلّة على شكل قنينة ضخمة بطول شخص متوسط القامة. هذا الشكل الهندسي أملته الحاجة وأبدعته عبقرية أناس كانوا يصارعون من أجل البقاء في منطقة كتب عليها الشقاء لم تسلم من ظلم الجغرافيا ولا التاريخ ,تاريخ عبد الوهاب بن منصورومن في فلكه كان يدور. فقد كان بيته في "تاركوت" بقبيلة "إخوانا" بمنطقة كزناية في الريف المغربي مقرّا لاجتماع المقاومين للإستعمار الفرنسي بمناسبات عديدة. لكنّه الآن منسي فلا تذكره قوائم مندوب المقاومة وجيش التحرير بإقليم تازة حيث عاش ولا قوائم نظيره بوجدة حيث وافته المنية. الخلاصة,ليس له مكان بين مقاومي"لاكريمات".
لنعد إلى سلال جدي رحمه الله. قلنا أنه كان يصنع سلالا كبيرة على شكل قنينات .كانت تُثبّت على الأرض في ركن من الحجرة وتطلى بطبقة رقيقة من خليط تراب وجيرلتكسب صلابة وتصبح في النهاية خزانا للحبوب.
بقاؤه طول الوقت أمام أكوام القصب التي يحولها إلى أشياء مفيدة يتطلب صبرا وطول بال وهو ما أكسبه حكمة مازالت تتداولها ألسن بني قبيلته رغم وفاته منذ مايربو عن أربعين سنة.
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=Jb0ZK8ngn9I<ifra me width="640" height="360" src="http://www.youtube.com/embed/Jb0ZK8ngn9I?feature=player_detailpage" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>