ســـورة البـــقرة " الحزب الثالث + الحزب الرابع " وعند هذا الحد يبدأ سياق السورة يتجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الجماعة المسلمة من حوله... حيث يأخذ في وضع الأسس التي تقوم عليها حياة هذا الجماعة المستخلفة على دعوة الله في الأرض ... وفي تمييز هذه الجماعة بطابع خاص ، وبمنهج في التصور وفي الحياة خاص (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) ويبدأ في هذا بتعيين القبلة التي تتجه إليها هذه الجماعة . وهي البيت المحرم الذي عهد الله لإبراهيم وإسماعيل أن يقيماه ويطهراه ليعبد فيه الله وحده ، هذه القبلة التي كان النبي [ صلى الله عليه وسلم ] يرغب ولا يصرح في الاتجاه إليها: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) ثم تمضي السورة في بيان المنهج الرباني لهذه الجماعة المسلمة . منهج التصور والعبادة ومنهج السلوك والمعاملة.. تبين لها أن الذين يقتلون في سبيل الله ليسوا أمواتا بل أحياء.. وأن الإصابة بالخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات ليس شرا يراد بها إنما هو ابتلاء ، ينال الصابرون عليه صلوات الله ورحمته وهداه .. وأن الشيطان يعد الناس الفقر ويأمرهم بالفحشاء والله يعدهم مغفرة منه وفضلا .. وتبين لهم بعض الحلال والحرام في المطاعم والمشارب .. وتبين لهم حقيقة البر لا مظاهره وأشكاله .. وتبين لهم أحكام القصاص في القتلى .. وأحكام الوصية .. وأحكام الصوم .. وأحكام الجهاد .. وأحكام الحج .. وأحكام الزواج والطلاق مع التوسع في دستور الأسرة بصفة خاصة ... تااااااااااااااااااابع