عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-22, 22:41 رقم المشاركة : 1
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

مسرحية : الحديقة


مـســـرحـيــة ( الحديقة )
ذات الفصل الواحد
تأليـف
مــوفــق ســـاوا / سدني


المشهد الأول

( حـديـقـة مـمـلـؤة بـجـمـيـع أنـواع الـورود والأزهـار .. نسـمع صــوت زقـزقـة العـصـافـيـر.. بـعـدهـا نـسـمـع مـوسـيـقى صـاخـبـه جـدا ً.. دخـول عـددا ً
مــن آلـرجـال حـامـلــين رمـاحـا ً.. يـقـطـفـون الـورود والأزهـار ثـم يـجـلـسـون الـقـرفـصـاء مـُسـَـيـَّـجــيـن خـَشـبـة المسرح بـرمـاحـِهـم.. هـبـوط صـورة صـغـيـرة لـلـتـنـيـن من أعـلـى خـشـبـة المسرح عن طـريـق الـهـرسـات.. ثـم تـهـبـط
، أمـامـهـا ، صـورة ثـانـيـة أخـرى لـلـتـنـيــن أكـبـر مـن الأولـى ثـم صـورة
ثـالـثـة أكـبـر ورابـعـة وخـامـسـة وجـمـيـعـهـا تُـضـاء ثم تـَخــفــتْ إضـاءة
الـصـالـة وخـشـبـة المسرح )


المشهد الثاني

سعـدي : ( يـدخـل وبـيـدهِ قـنـيـة خـمـر) إنـّـَك َ أفـضـل صـديـق
( لـلـقـنـيـنـه)
يوسف : ( يـدخـل ) مـَنْ أنــا ..؟!
سعـدي: كـلا.. هـذه آلـتـي لا تـفـشـي أسـراري.. بـل تـَنـقـلـنـي مـن
عـالم ٍ قـذر ٍ الى عـالـم الـصـفـاء والـنـقـاء .
( هـبـوط نـفـايـاة مـن الأعـلـى)
يوسف: ألـلـعـنـة على مـَنْ لـوَّثَ ويـُلـوث حـديـقـتـنـا.
سعـدي: ألـلـعـنـة عـلى مـن طـوَّقَ حـديـقـتـنـا بـهـذا السـيـاج..الـلعـنة عـلـى الـجـمـيـع ..
يوسف: لا تخلط الأوراق فالناس ليسوا سواسية
سعـدي: كلهم منافقون
يوسف: يبدو لك هكذا
سعـدي : إنني لا أُطيقهم.. فأنا مشمئز من هذه الحديقه المظلمه
يوسف : ( بحذر شديد ) ولكن هذه الصورة مُضاءَة
سعـدي : هي فقط مضاءة لنفسهـِا.. أما عالمي مظلم جدا ً.
يوسف : وهل هناكَ عالم لا تغيب عنه الشمس ..؟!
سعدي : إلا عالمي .. لا تشرق آلشمس فيه.
يوسف : لأنَّ العيبُ فينا
سعدي : كيف لا أفهم..!!
يوسف : لأنـَّنـا إنتظرنا مَنْ يُـضئ مصباحنا
سعدي : إتكاليون .. أو بالأحرى دجالون
يوسف : ألكلام لا ينفع
سعدي : وماذا بوسعنا أن نفعل..؟!
يوسف : أفضل طريقة للخلاص....
سعدي : ( مقاطعا ً) هو ألهروب...
يوسف : ألى أيـن ..؟
سعدي : ألى الجحيم ومع هذه الصديقه العزيزه (للقنينه ) على قلبي
( يشرب الخمر )
يوسف : كفاكَ شربا ً.. إن الأكثارَ منهُ يؤدس الى تَشَمـع الكبـد
سعدي : ومَنْ قالَ لكَ بأنَني أملك كبدا .. لقد صادروه منذُ الولادتي
يوسف : قـد يؤثر على قلبـِك َ
سعدي : قلبـي..!! ( يشرب الخمر ثم يضحك حتى البكاء ) قلبي
صارَ مثل الصخر ( يغني أغنية عراقية مطلعها: كلبك
صخر جلمود..)
يوسف : يبدو أنـَّكَ رفعتَ الراية البيضاء ولألغيتَ عقلكَ..
سعدي : ( مقاطعا ً بسخرية ) عقلي ..!! ( يضحك بأستهزاء )
عقلي تم تنظيفه من كل شئ ما عدا التبن الذي هنا
( يؤشر الى رأسه )
يوسف : قد تنفرد أنت بهذا الوضع دون بقية الناس
سعدي : ألناس ... !! ألناس أصبحوا مثلي يمشون برؤؤس
فارغة
يوسف : إنـَّكَ تَجني على نفسك بهذا التفكير وتصادر إرادتـَكَ
سعدي : أيـَّـة إرادة ٍ هـذه .. فنحن أصبحنا غرباء نشحذ ُ آلمأوى
ونستجدي آلأمان
يوسف : ( بحسرة ) مـَنْ كـانَ يـُصـدّق ُ بأنَّ آلقمر المسكين
سَـيـُسـحَـب ُ من عنقـهِ وبأنَّ الشمش تُحاكم من قبل
الغربان تحت التاج في أرض ٍصار الناس بها
قطعان نعاج
سعدي : وحتى النعاج تعيش أفضل منّـا لأنـَّنـا نَسـتـَنـشـق ُ
أنفاس بعضنا بعضا حتى يأتي الموت يكنسنا
يوسف : ورُبـَّمـا آلأنفـاسَ تُحصـى هنا ( وهو يخرج )
سعدي : ( وهو يخرج أيضا ) ربما سَيبيعون الهواء
لنا بالأكياس المعاده مـِن النـعـل.

المشهد الثالث

سعدي : ( يدخل وهو يقرأ بعض الاشعار.. وكلما يضع قصيدته
على رأس الرمح .. ينهض الجالس ويمزقها وهكذا دواليك )
ما هذا ..!! ما هذا ..!! لقد مزقوا قصائدي
يوسف : ( وهو يدخل ) يبدو إنَّ القوة هي القانون الوحيد في هذه الحديقه
سعدي : إنَّها لغة هذا العصر
يوسف : بل إنها لغة هذا التنين
سعدي : ليس لنا لغة أقوى منه . لذا دعنا ننتحر وننهي هذه المأساة
يوسف : أيَّـة مأساة ..؟!
سعدي : مأساة قصائدنا المشنوقة حروفها
يوسف : كلا .. لا أمزق ما أكتب واترك صورة التنين مُضاءَة
سغدي : هناك من يضعوها في قمة الابداع
يوسف : كلا .. لا ترتقي الى هذا المستوى .. لانها رُسِمَتْ بريشة سوداء.
سعدي :لا ندري ماذا يدور في رأس هذا التنين الذي ينظر من خلالعيون هؤلاء الجالسون.
يوسف : إنَّ ذلك الوحش الأملط آكل اللحوم .. أقسم أن يأكل كل شئ... كل شئ
سعدي : ولـوَّنَ الحديقه بلونه
( نسمع صوت الحيوانات المتوحشة وصوت العواصف )
يوسف : هـَّـيا .. هـَّـيا .. نذهب بسرعة .. فالجو أخذ بالتلبد والسكونالمريب يـُنـبئ بعاصفة قادمة
( ترتفع الأصوات )
سعدي : ( يرمي قنينة الشراب خلفه .. ويدور في المسرح صارخا ً)مزقوا هذه الصوره لتذهب الى الجحيم ( يكررها )
يوسف : ( منبها ً سعدي ) سعدي .. سعدي إحترس
( ينهض الجالسون وبرماحهم يطوقون سعدي ويوسف..
نسمع صراخ سعدي .. بينما يوسف يخرج من بينهم
الى الجمهور )
يوسف : ( بين الجمهور)والأن ايها الجمهور .. هل نستطيع
أن نغني بعيداً عن هذه الحديقه بعد أن مزقوا القصائد
( يوزع أوراقاً للجمهور ) خذوا اقرأوا قصائد سعدي
فتاة : ( تظهر من بين الجمهور ) أيـَُها الشاب .. أيـها الشاب.. إنتبه ايها الشاب
يوسف : ( يقترب منها ) أنت ِ.. مَـنْ أنت ِ..؟! من تكونين..!!
فتاة : أنا حلمك الذي تبحث عنه
يوسف : أنت ِ حلمي ..!! من أين جئت ِ..؟!
فتاة : من هذه الأرض .. من هذه السماء ومن كل الأمكنة
والأزمنة
يوسف : لا أفهم شيئا ً.. فأن أعصابي مجهدة.. أكاد أفقد صوابي
فتاة : إهدأ .. إهدأ واخلع عن روحك القلق والخوف
يوسف : إنه يعشعش في داخلي
فتاة : اطرده
يوسف : لا أستطيع
فتاة : قلت لك اطرده
يوسف : لا أستطيع .. لا أستطيع .. ان َّ ما رأيته لا يمكن تصديقـه .. ولكن من أنت ِ..؟!
فتاة : أنا التي يبحث عنها كل الناس ..
يوسف : كل الناس ..!!
فتاة : نعم كل الناس ..ومن يعثر عليَّ يعش أبدَ الدهر في الأعالي
يوسف : هذا يعني انني عثرت عليك
فتاة : كلا انك رأيتني فقط
يوسف : لا أستطيـع ان افهـم ما تقـولين
فتاة : سوف تفهم من انا وتفهم من انت ..فأنا من يفوز بي
لا يخسر سوى خوفـَهُ وعالمه الكئيب
يوسف : وكيف السبيل اليك ِ
فتاة : ألطريق صعـب وشاق
يوسف : إنـَّكِ تزرعـين َبصيصا ً من الأمل في داخلي
( نسمع اصوات زقزقة العصافير )
فتاة : هل تسمع الطيور وهي تـزقـزق ..؟!
يوسف : كلا .. لا أقوى على سماع صوتا ً غير صوت الغراب
فتاة : اضـربـه
يوسف : أنا أضـربـه..!! إذا رميته بالورد يرميني بالِ حجر..
فتاة : أقرأ في عيونك الجبن
يوسف : هذا صحيح .. لاننا كالفئران في أفواه القطط
فتاة : أنت تعيش في عالم مهزوم ومهزوز
يوسف :ما أشد الليل ظلاما ً ..لم أرَ زلاما ً نظيراً له من قبل قط
فتاة : بدأت تهذي
يوسف : بل أقول الحقيقه .. فكلهم يهربون منها خوفا ً ما عدا
صديقي سعدي الذي دفع الثمن ..( يصعد الى خشبة المسرح مع إضاءة زرقاء ..وكلما يضع قصيدة على كل رأس رمح فيسقط الرمح .. ما عدا الأخيره فلا تسقط فيضع حذاءَهُ .. ثم يغـني وهو يدور في المسرح ) إحنا خـَلاَّ نـا الوكت ناعـور بس نتـرس ونبدي...الخ( وتبدأ صور التنين بالسقوط الواحـدة تـلـو الأخرى الى ان تظهـر الصورة الصغيرة معلقة على الجدار الخلفي وهي تميل يسارا ً ويمينا ً.. ثم تسدل الستاره .. يصرخ يوسف )كلا أيها السيد لا تسدل الستاره فالمسرحية ما زالت مستمرة .. ( يطل برأسه من الستاره ) وأنتم أيها الجمهور ربما يحالفكم الحظ وتشاهدون نهاية هذه المسرحية بعد عام أو بعـد عامين أو بعد قرن أو أو
أو أو أو أو أو ( بعـدهـا تـنـشق الستاره ونـشـاهـد يوسف مشنـوقــا ً.. )

كتبت في بغــداد عام 1998م





التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس