عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-29, 21:34 رقم المشاركة : 2
رشدية جابرية
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية رشدية جابرية

 

إحصائية العضو







رشدية جابرية غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

b3 رد: منهج ابن خلدون في دراسة التاريخ


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tagnaouite مشاهدة المشاركة
منهج ابن خلدون في دراسة التاريخ




يعد العلامة ابن خلدون مؤرخ إسلامي بارز، تميز منهجه في تناول الأحداث التاريخية بروح التقصي والتحقق مما اكسبه منهجية علمية تميزت بها أبحاثه.وجعلت مقدمته الشهيرة مرجعا أساسي لمن أحب قراءة الحقبة الزمنية التي كتب عنها ابن خلدون.
يعتمد المنهج التاريخي عند ابن خلدون على مجموعة من الأمور هي النظر على التاريخ على أنه علم قائم بذاته له قوانين تحكمه والتاريخ هو خليط لمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تصنع التاريخ بمجملها.والتاريخ عند ابن خلدون هو أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى،وهو نظر وتحقيق وتعليل للوقائع ومبادئها ،وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها.
وقد تميز البحث التاريخي عنده بما يلي:
1-ملاحظة ظواهر الاجتماع لدى الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها والحياة بين أهلها .
2-تعقب هذه الظواهر في تاريخ الشعوب نفسها في العصور السابقة لعصره
3-تعقب أشباهها في تاريخ شعوب أخرى لم يتم الاحتكاك بها والحياة بين أهلها.
4- الموازنة بين هذه الظواهر جميعا.
5-التأمل في مختلف الظواهر للوقوف على طبائعها وعناصرها الذاتية وصفاتها العرضية واستخلاص قانون تخضع له هذه الظواهر في الفكر السياسي وفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
ويرى ابن خلدون في مقدمته:
1-أن دراسة التاريخ ضرورية لمعرفة أحوال الأمم وتطور هذه الأحوال بفعل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
2-يركز ابن خلدون على موضوع الاستبداد والبطش الذي يقوم به السلطان ضد شعبه وأثر ذلك في الشعب.
3-يشرح ابن خلدون كيف أن بعض السلاطين ينافسون رعيتهم في الكسب والتجارة.ويسخرون القوانين لخدمة مصالحهم الخاصة وتسلطهم على أموال الناس، وإطلاق يد الجند في الأموال العامة مما يرسخ الشعور بالظلم والإحساس بالحقد لدى الشعب.
4-يوضح ابن خلدون أن هذه العوامل الداخلية هي التي تؤدي إلى الخلل في أحوال الدولة أكثر من العوامل الخارجية.لأن المجتمع الذي يعاني من خلل داخلي لا يستطيع مجابهة عدو خارجي.
5-تمكن ابن خلدون من الربط الدقيق بين العوامل الاقتصادية سابقا بذلك مفكرين أوروبيين بعدة قرون.
6- استوعب ابن خلدون الإرهاصات السابقة في الفكر السياسي لدى الفارابي والماوردي والغزالي وإخوان الصفا والطرطوشي ومسكويه . وصاغ من كل ذلك نظريته في الفكر السياسي وفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
7- يتضح من قراءة مقدمة ابن خلدون فهمه لفلسفة التاريخ من خلال ثلاث نقاط أساسية:
-أن التاريخ علم وليس مجرد سرد أخبار بلا تدقيق والتمحيص.
-أن هذا العلم ليس منفصلا عن العلوم الأخرى كالسياسة والاقتصاد وعلوم الدين والأدب والفن.
-أن هذا العلم يخضع لقوانين تنتظم بموجبها أحوال الدولة من قوة وضعف ورفعة وانحلال.وقد طبق ابن خلدون هذه النظرية على كتابه "العبر" في سرده للأحداث والتعليق عليها وتحليل نتائجها.
8- يرى ابن خلدون أن الظلم مؤذن بخراب العمران، ويعدد أشكال هذا الظلم من اعتداء على الناس، وتضييق على حرياتهم، وسلب أموالهم، وإضعاف فرص معاشهم وتحصيل رزقهم.والعمران يفسد بفساد العوامل التي تصنعه،والفساد يؤدي إلى الخراب.
9- أن الفساد يؤدي إلى هرم الدولة وشيخوختها ، والهرم من الأمراض المزمنة التي قد تكون طبيعية مع عمر الدول والأفراد.





مقال قيم جدا ومتميز يلقي الضوء على بعد مفقود في دراسة التطور ألا وهو البعد التاريخاني الذي أسسه ابن خلدون بطريقة علمية يعتبرها الغرب مرجعا لهم في فهم تاريخهم و رصد مواقع تعثراتهم ونجاحاتهم لينطلقوا بوعي نحو الحاضر.
بوركت أخي محمد على هذا القطف الفكري المتميز جدا.
لي عودة مفصلة إلى هذا المقال.
تحياتي واحترامي.





التوقيع

"لا شيء يعتم الرؤية ويوقع في التيه الوجداني والضلال الفكري كالأسئلة المزيفة. الأسئلة المزيفة هي، كأسئلة الأطفال، أسئلة تطرح مشاكل مزيفة يعيشها الوعي على أنها مشاكل حقيقية"
محمد عابد الجابري
    رد مع اقتباس