الموضوع: للنشر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-27, 03:02 رقم المشاركة : 1
الرجل الذي
أستـــــاذ(ة) جديد
 
الصورة الرمزية الرجل الذي

 

إحصائية العضو







الرجل الذي غير متواجد حالياً


افتراضي للنشر


على هامش البرنامج الوطني للتخييم:مواصفات المخيم الناجح

- كتبه عبد السلام الحميدي*.

خلال العطلة الربيعية الأخيرة نظمت وزارة الشباب و الرياضة بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم البرنامج الوطني للتخييم 2012 في دورته الربيعية، تحت شعار " ربيع المواطنة" بمختلف مراكز التخييم وذلك ما بين 9 أبريل 2012 إلى 22 أبريل 2012. حيث شارك فيه حسب الإحصائيات الرسمية اكثر من 43 ألف مستفيد من الجنسين.
فالمخيم يعتبر فضاءا تربويا منظما ذا قيمة مضافة يسهم بالأساس بدوره في تنشئة الأطفال و الشباب ويساعدهم على تفتح شخصيتهم وتدريبهم على تحمل المسؤولية على أسس تربوية بيداغوجية. والسؤال المطروح هو: ماهي الشروط الملائمة الواجب توفرها للرقي بالمخيم حتى يكون ناجحا فعالا وأكثر إفادة وقرب من أهدافه التربوية؟
في ما يلي عرض وتحليل لبعض هذه الشروط:

1- أطر كفأة فاعلة:
و المقصود بالكفاءة هنا أن يكون المؤطر /المدرب متمكنا من أهم المهارات التربوية التنشيطية و التو اصلية التي تؤهله ليلعب دوره الموكل إليه برغبة وحب.
هذه الكفاءة على المستوى النظري تجد صداها في مدى حركيته ومساهمته في إنجاح البرنامج اليومي و بالتالي البرنامج العام للمخيم.وهذا معنى الفاعلية .
مرجع ذلك إلى مستوى التدريب الذي يتلقاه المترشح لنيل صفة مدرب المخيمات في مختلف التداريب الوزارية وغيرها، والذي لا شك ينبغي أن تكون أكتر عطاء و إنتاجية. هذه الأطر لا بد أن تكون بالمواصفات التالية:
أ- ملمة بالجانب المعرفي التنشيطي الذي يؤهلها إلي الاضطلاع بمسؤولياتها المختلفة.
ب- متمكنة في الجانب التقني العملي المتمثل في الممارسة الميدانية بالمخيم.
ج- ملتزمة بالمبادئ والسلوكيات التربوية التي تجعلها قدوة لإرشاد الأطفال إ لى تمتل القيم النبيلة، تعزيزا للدور التربوي الذي من المفترض أن تسهر عليه ا لأسرة والمدرسة وغيرهما من مؤسسات التنشئة.

2- إدارة منسجمة تشار كية:
إدارة منسجمة مع الذات حتى يكون عمل فريقها عملا موحدا سلسا يصب في مصلحة الأهداف المفترضة في مشروعها البيداغوجي. و هي إدارة بالمواصفات التالية:
أ- متابعة مشاركة، موفرة للأجواء التربوية بالمخيم.
ب- مكتشفة للأخطاء و المشاكل قبل أن تسمعها من الاخر.
ج- معالجة لهده الأخطاء في أوانها المناسب وبالطريقة الصائبة.
و انسجام إدارة المخيم مع ذاتها لا ينفصل عن إنسجامها مع الاخر ( مؤطرون، اباء و شركاء...) في مختلف مراحل الإعداد و التنفيذ والتقويم، وهنا معنى التشاركية في تخطيط البرامج و أجرأتها، وبالتالي تقييمها، وذلك عبر مد جسور التواصل مع كل الأطراف. فعلى سبيل المثال يمكن إشراك الاباء ولم لا المستفيدين أنفسهم في صياغة البرنامج العام المقترح باعتبارهم المستهدفين بكل ما هو مسطر..وقد تكون لهم مقترحات و رغبات و انتظارات.

3- فئة مستهدفة متجانسة:
و أقصد بالتجانس تفييء الأطفال إلى مجموعات/ فرق على أساس مفهوم ديناميكية الجماعة (صغار، متوسطون، وكبار)، وذلك شرط ضروري لتحقيق مفهوم الجماعة المنسجمة بالنظر إلى العناصر المشتركة بين أعضائها (السن، القدرات، الحاجات و الرغبات..). إذ من شأن هذا التفييء أن يسهم في إندماج أفراد كل جماعة على حدة
و انصهارهم في مختلف الأنشطة التخييمية على أساس التفاعل والتأثير الإيجابي المتبادل.

4- تغذية متوازنة:
حينما نقول التغذية المتوازنة في مخيمات الطفولة و الشباب نعني بها "الاقتصاد الناجح"، فالتغذية المتوازنة تعنى في أبسط تعاريفها "التغدية التي تناسب الفرد من حيت الكمية والنوعية، أي من حيت السعرات الحرارية وباقي العناصر الأساسية الضرورية للنمو ولتزويد الجسم بالطاقة و القدرة على مقاومة الأمراض". وهي شرط السلامة الصحية في المخيم، باعتبارها ذات علاقة فيزيولوجية وارتباط بالسلوك والنشاط والحيوية.
وللغذاء المتوازن في المخيم مواصفات أهمها:
أ- غداء يحتوي على الكربوهيدرات، البروتينات، الفيتامينات، العناصر المعدنية، الدهون والماء، كشروط لا غنى عنها حتى تتمكن أجهزة الجسم من أداء وظائفها.
كل ذلك لن يتأتى إلا بتنوع مصادر الغذاء.
ب- غذاء كاف من حيث الكمية دون إفراط أو تفريط.
ج- وينبغي أن تكون الوجبات منتظمة في أوقاتها المحددة قدر المستطاع.
ومن شأن هذا النظام الغذائي بالمخيم أن يعود الطفل على عادات غذائية سليمة تعود عليه بالنفع وقد لا يعرفها في وسطه الاجتماعي والأسري.
وبالمجمل فإن الاقتصاد الناجح بالمخيم يقتضي إعتماد برنامج غذائي متوازن يحقق الكفاية كما ونوعا رغم الإكراهات التنظيمية التي قد تعترضه.

5- بنية تحتية مؤهلة:
ما لا يختلف حوله المهتمون بأمر المخيمات حين الحديث عن النقائص التي لا زالت تعتري الميدان رغم بعض الإصلاحات، كون كثير من مراكز التخييم مستوى البنيات التحتية فيها ( من مراقد، مطابخ مجهزة، مخازن الأطعمة، أرضية صالحة للأنشطة، مرافق صحية...) لا يرقى إلى ما هو مطلوب، بل لا نبالغ إن قلنا أن بعضها لا يتوفر على أدنى شروط السلامة الأساسية.
فعلى سبيل المثال كثير من المطابخ تحتاج إلى تجديد لتواكب حاجيات العصر، إذ بعضها لا زال على شكله التقليدي القديم لا تهوية ولا أرضية صالحة. ومراكز أخرى تعرف نقصا في عدد المرافق الصحية، فقد تجد مثلا مرفقين فقط صالحين للاستعمال في مخيم فرعي حمولته أكثر من 200 شخص من كلا الجنسين بمعدل مرفق وحيد لكل 100 شخص، مما لا يعطي معنى لقيمة النظافة والتربية الصحية، فضلا عن غياب مرافق الاستحمام.
و على علاقة بذلك فتفويت بعض فضاءات التخييم كما في المهدية و الانبعاث و تاغازوت له أثر أخطر على مستقبل مخيمات الطفولة و الشباب ببلادنا.
إن فضاء المخيم بجاذبيته و عناصره المادية المريحة يساعد في خلق المناخ التربوي الضروري بما يوفره من ارتياح و انبساط.

6- الأمن:
أظن أن مسألة الأمن في المخيمات الصيفية وغيرها، و أخص بالذكر المخيمات القارة الموجودة في الغابات أو في الجبال أصبحت تفرض نفسها حدة و لا أقصد هنا عسكرة مراكز التخييم وإنما البحث عن صيغ لحماية مرتادي المخيمات كبارا و صغارا مما قد يقلق راحتهم لا سيما عندما يسدل الليل غطاءه. وينال التعب منهم مناله، وأرى أن وجود خيام في غابة مفتوحة مترامية الأطراف دون حراسة ودون أسوار ينبغي أن يثار للنقاش على مستوى الجهات المسؤولة.

إن الحديث عن العملية التربوية بالمخيم هو حديث عن مكوناتها الكبرى المتمثلة في المؤطرين، البرامج، الفضاء، و الأطفال (أو الشباب)..وغياب أو ضعف أحد هذه المكونات ضعف في المرحلة التخييمية برمتها.









    رد مع اقتباس