يحتضن متحف البطحاء، قصر ملكي، أمر ببنائه السلطان المولى الحسن الأول في الربع الأخير من القرن التاسع عشر و جعل منه مقراً لإقامته ومنزلا لضيافة المدعوين و الزوار البارزين. ويتميز القصر باتساع مساحته و جمال حدائقه ذات الطابع الأندلسي. هذه الأخيرة التي تتوزع حولها قاعات الاستقبال المختلفة. وقد لعبت هذه البناية، التي تم استكمال تزيينها خلال حكم السلطان المولى عبد العزيز، أدواراً عدة أهمها استضافة مصالح الإقامة العامة للحماية الفرنسية قبل أن تصبح متحف البطحاء الحالي. يقدم متحف البطحاء بطبيعته الاثنوغراف ية ، معرضا يبرز مظاهر الحياة الفكرية والدينية والفنية بمدينة فاس والنواحي. وذلك من خلال مجموعة من التحف التي تلقي الضوء على مستوى الإبداع لدى الصانع المغربي في شتى مجالات الفنون والحرف والعادات التي استطاعت الأجيال المتعاقبة نقلها والحفاظ عليها وتطويرها بالمنطقة. وتتوزع فضاءات العرض على جناحين اثنين: جناح غربي خصص لإبراز مظاهر الحياة الحضرية والقروية، من طرز وحلي وزرابي وفنون النحاسيات والحدادة ... وجناح شرقي يظهر رونق وجمالية الخزف بمنطقة فاس والنواحي.